“كنت أعتقد أنني سأموت، ولكن أنا الآن أنتظر طفلي الأول”، كانت هذه كلمات السيدة “أماندا واشيك” ذات ال 28 عاماً من بنسلفانيا، والتي تعمل كمعالجة طبيعية، بعد أن تم تشخيصها بمرض نادر في الكبد.

بدأت معاناة أماندا مع المرض في عام 2014، حين أصبحت تشعر بتعب وغثيان بشكل مستمر، ظنت أماندا في البداية أن هذه الأعراض مؤقتة، وحاولت أن تتجاوز شعورها الدائم بالتعب لكن الأمر كان في ازدياد، فقد وصلت إلى مرحلة من الإعياء العام تمنعها من المشي بمفردها، مما جعلها تذهب إلى المشفى برفقة زوجها. 

وقد لاحظ الطاقم الطبي في المشفى لون جسدها الأصفر، بالإضافة إلى وضعها الصحي العام الذي استمر في الانحدار، وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة توصل الأطباء إلى أنها مصابة بمرض تصلب القنوات الصفراوية الأولي، الأمر الذي استدعى نقلها إلى مشفى رئيسي بسبب ندرة هذا المرض والذي يتطلب علاجه النهائي زراعة كبد جديد، ليستطيع المريض أن يستمر في الحياة.

حاول الطاقم الطبي عمل كل ما يلزم لتتحسن حالة أماندا، وتم وضع اسمها على قائمة الانتظار لزراعة الكبد، حتى يتوفر كبد يتطابق معها، ويتم نقله لها، على أمل أن يجدوا متبرعا في أقصر وقت قبل أن يزداد وضع أماندا الصحي سوءاً.

تقول أماندا “بعد تقييم الطبيب المستمر، تبين أنني لن أتمكن من العيش دون إجراء نقل للكبد في أقرب وقت، ولن يسمح وضعي بانتظار وجود متبرع متوفى للكبد، لذلك تم وضع اسمي على قائمة المتبرعين الأحياء، وذلك لأن الكبد يمتلك قابلية التجدد. و انتابني شعور بالاستسلام، لأن قائمة الأسماء كانت طويلة، وانتظار حضور متبرع كان أمراً مرهقاً.”

في الوقت الذي فقدت فيه أماندا الأمل بوجود متبرع وكانت حالتها الصحية تتدهور، علمت صديقة قديمة لها بما تمر به أماندا. وبعد إجراء الفحوصات الطبية تبين وجود تطابق بين كلا السيدتين، فتم خضوع أماندا لعملية نقل كبد من صديقتها “مادي”، حيث تم نقل 65% من كبد “مادي” إلى أماندا في الحادي عشر من أغسطس لعام 2015، وتمت العملية بنجاح.

استعادت أماندا صحتها تدريجياً، فعلى الرغم من أنها تعلم أنه يوجد احتمالية ضئيلة جداً لعودة مرض تصلب القنوات الصفراوية الأولى لها مرة أخرى، ولكنها تشعر بالامتنان لاستعادة حياتها مرة أخرى، فهي تستطيع الآن القيام بجميع الأعمال التي تريدها.

وكان الحدث الأكثر مفاجئة لأماندا هو اكتشافها بأنها حامل في شهر فبراير من العام الحالي، هي بالتأكيد تحت المراقبة الطبية لِمراقبة وضع الجنين الذي ينمو بصحة جيدة، دون وجود خطر عليه أو على صحة الأم.

تقول أماندا “من المهم للغاية أن يفهم الناس أهمية التبرع بالأعضاء، قائمة الانتظار للحصول على عضو طويلة للغاية، وليس هناك ما يكفي من الأعضاء للنقل. للأسف تمنع المخاوف والأساطير الكثير من الناس من التبرع بأعضائهم، لذلك آمل أن تساعد مشاركة قصتي في إلهام الناس للتبرع بأعضائهم“.

اقرأ أيضاً:

حقائق عن امراض الكبد