الآلاف فروا جراء الاشتباكات.. طالبان تشن هجومها الأكبر منذ بدء انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان

شن مسلحو حركة طالبان هجوما واسعا على مدينة لشكرغاه عاصمة ولاية هلمند (جنوبي أفغانستان)، في وقت أعلن فيه الجيش الأميركي أنه أكمل ما بين 2 و6% من عملية الانسحاب من البلاد.

Share your love

جندي أفغاني يحرس قاعدة عسكرية بولاية غزني وسط البلاد (الأوروبية)
جندي أفغاني يحرس قاعدة عسكرية بولاية غزني وسط البلاد (الأوروبية)

شن مسلحو حركة طالبان هجوما واسعا على مدينة لشكرغاه عاصمة ولاية هلمند (جنوبي أفغانستان)، ويعد هذا الهجوم الأكبر الذي تشنه الحركة منذ إعلان الولايات المتحدة بدء انسحاب قواتها من البلاد.

وقال مسؤولون وسكان اليوم الثلاثاء إن قوات الأمن الأفغانية تصدت لهجوم ضخم شنته حركة طالبان في إقليم هلمند في 24 ساعة الماضية، في حين شن مسلحو الحركة هجمات في مختلف أرجاء البلاد، وذلك بعد انقضاء الموعد المقرر لانسحاب القوات الأميركية في الأول من مايو/أيار الجاري.

ورغم أن الولايات المتحدة لم تف بموعد الانسحاب الكامل المتفق عليه في محادثات أجرتها مع طالبان العام الماضي، فإنها بدأت بالفعل عملية الانسحاب مطلع الشهر الجاري، وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن جميع قوات بلاده ستغادر قبل 11 سبتمبر/أيلول المقبل.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية فؤاد أمان إن أكثر من 100 مسلح من طالبان قتلوا، وأصيب 27 آخرون خلال اشتباكات في ولاية هلمند. مشيرا إلى أن نحو 40 ألف عائلة نزحت من مناطقها جراء الاشتباكات.

من جانبه، قال رئيس المجلس المحلي لإقليم هلمند عطا الله أفغان إن طالبان شنت هجومها أمس الاثنين من عدة اتجاهات، وهاجمت نقاط تفتيش على مشارف لشكرغاه، وسيطرت على عدد منها، في حين شنت قوات الأمن الأفغانية ضربات جوية، ونشرت قوات خاصة في المنطقة.

وأوضح أفغان أنه تم التصدي للمهاجمين، لكن القتال استمر اليوم الثلاثاء ونزحت مئات الأسر.

لا تبرير لاستمرار الحرب

بدوره، قال الرئيس الأفغاني أشرف غني إن موعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان قد حان، وإن جميع الظروف مهيأة لذلك، وأضاف أنه بعد انسحاب القوات الأميركية لا يمكن تبرير استمرار الحرب في أفغانستان.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن ما وقع من هجمات نهاية الأسبوع الماضي في أفغانستان لم يكن له تأثير كبير على القوات الأميركية. وأضاف أن قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي يتخذ جميع التدابير لضمان حماية قوات بلاده في أفغانستان وقواعدنا هناك.

 

وكانت الولايات المتحدة بدأت في الأول من مايو/أيار الجاري سحب قواتها غير المشروط من أفغانستان، بناء على أوامر من الرئيس بايدن، في وقت حذرت فيه طالبان من أن تأخير انسحاب القوات الأميركية يعد خرقا لاتفاق الدوحة.

انسحاب متواصل

في سياق متصل، أعلنت القيادة الوسطى في الجيش الأميركي أنها سحبت حتى مساء الثلاثاء حمولة نحو 60 طائرة شحن من طراز “سي17” (C17) من أفغانستان منذ قرار الرئيس الأميركي بالانسحاب.

وأضافت القيادة في بيان أنها نقلت 1300 قطعة من المعدات إلى وكالة الدفاع اللوجيستية لإتلافها، مشيرة إلى أنه تم تسليم منشأة واحدة للجيش الأفغاني، وهي “كمب أنتونيك” في ولاية هلمند، التي تعد معقلا لطالبان.

وأوضحت أن الجيش الأميركي أكمل ما بين 2 و6% من عملية الانسحاب.

من جهة أخرى، وعد الجيش الأميركي بنشر تقديرات لحجم انسحابه كل أسبوع، محذرا من أن هامش تقديراته قد يتّسع على مرّ الأسابيع لدواع أمنية، وستشمل هذه التقديرات إجلاء الآليات والأسلحة والتجهيزات والجنود، فضلا عن نقل مختلف المعدات إلى القوات الأفغانية أو إتلافها.

ومع استكمال العملية، سيتولى الجيش الأفغاني وحده مسؤولية التصدي لحركة طالبان، التي باتت تتحدى سلطات كابل في أكثر من نصف الأراضي الأفغانية.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!