الأهل حاضرون جسدياً وغائبون فكرياً

تتحدث المقالة عن أضرار الألعاب الإلكترونية المتداولة في المنزل وصالات الألعاب، وضرورة انتباه الأهل للأضرار الجسدية والنفسية البليغة التي يتعرض لها أولادهم من جراء استخدام هذه الألعاب...

عندما سأل الطبيب عن سبب ترديده هذه الكلمات قالت والدته: “لقد اعتاد عدي على اللعب في محل مجاور لنا مدة تقارب 7 ساعات وكان يقول لي دائماً اليوم خورفت صديقي وخسرته وسيبقى صوص إلى أن يغلبني المرة القادمة” كما أضافت لم أكن أظن أن لهذه الألعاب تأثير على عدوانيته التي ظهرت مجدداً، مبينة أنّ والد عدي قام بشراء جهاز البلاي ستشين كهدية لنجاحه وعندما تعلّم اللعب بها في المنزل أصبح يتردّد إلى المحل تاركاً اللعبة لأخيه الأصغر منه.

فا الـ جي تي آي و الـكاونتر وكذلك الـريد ألرت إضافة إلى الجنرال والرجل الأخضر ورينجن، وكونتر سترايك هي مجموعة من الألعاب التي يمضي الكثير من الأطفال معظم وقتهم فيها، حيث يذهب هؤلاء إلى صالات واجهاتها غريبة، والأصوات فيها جداً عالية، والألفاظ بذيئة، والوضع سلبي للغاية بكل المقاييس.

“خلدون حسن” صاحب محل ألعاب فيديو وكمبيوتر قال لـ شام برس: “إنّ الأرباح التي يتم جنيها من هذه المحلات كبيرة، وما دفعناه لإعداد هذا المحل تم تعويضه خلال شهرين من الصيف، كما قال: أنّ قرار محافظة دمشق بإغلاق هذه المحلات غير صائب لأن الطفل سيلعب بها سواء في المنزل أو في أحد محلات ألعاب الكومبيوتر الجماعية، وأضاف: إنّ لهذه المحلات فوائد عدة فهي تمحي الوحدة لدى الأطفال وتحثهم على اللعب الجماعي والتعامل مع التكنولوجيا ببساطة، مشيراً إلى أن عدد هذه المحلات كبير وخاصة في الإحياء الفقيرة، ومبيناً أن واجهات هذه المحلات لا توحي لناظرها أنها محلات ألعاب لذا نلاحظ ازديادها بكثرة سواء في الصيف أو في أوقات الدراسة، فهذه الألعاب لم تعد محصورة بوقت محدد أو عمر معين، مشيراً إلى أنّ وجود الأطفال في هذه الأماكن أفضل من وجودهم بين الحارات وبالقرب من السيارات في الشارع، لأنهم بذلك معرضون لخطر الدهس في أي لحظة. 

وعن لعبة الكاونتر ستريك قال: “يقوم الطرف الأول بقتل الطرف الثاني باستخدام سكين موجودة ضمن الأسلحة المتاحة للاعب، حيث يقوم مجموعة من الأطفال بالجلوس على أجهزة الحاسب الموصولة بشبكة داخلية، ويبدؤوا اللعب على مبدأ إرهابيين وشخصيات عربية وهذه نسخة محدثة فسابقاً كان اللعب بمجموعة إرهابية ومجموعة أف بي آي، مضيفاً أنّ هذه اللعبة تشبه لعبة الريد أليرت ويسمى الخاسر فيها “خاروف أو صوص”

الألعاب تجعل الطفل محباً للعنف والمغامرة:

هذا ما أكدته الأخصائية الإجتماعية لينا أحمد لـ شام برس حيث قالت: “إنّ ألعاب البلاي ستيشن لها تأثير كبير على المخ والأعصاب لدى الأطفال، حيث يصبح الطفل محباً للعنف والمغامرة، مضيفة أنّ هذا النوع من الألعاب يؤدي إلى وحدة اجتماعية حيث تعكس هذه الالعاب عادات وتقاليد غربية غير مقبولة في مجتمعاتنا، ممّا يزيد من المشاكل الاجتماعية لديه، وحول الإيجابيات التي يجنيها الطفل من هذه الالعاب قالت: “هذه الألعاب مفيدة في حال استخدامها بشكل مقبول، فهي تعلّم الطفل التركيز واستعمال الحواس كاملة وكذلك زيادة الانتباه، إضافة إلى تشجيعهم للتعامل مع المواقف الطارئة بحذر أكبر، مشدّدة على دور الأهل وأهميته في توجيه أطفالهم للألعاب المناسبة، والانتباه إلى مصدر المال فقسم من المال الذي يلعب به الأطفال يأخذوه من جيوب أهلهم خلسة، وأشارت إلى أن وعي المجتمع ما زال ضعيفاً بخطورة هذه الالعاب، ومجتمعنا لا يملك الثقافة الكاملة عن آلية هذه الالعاب، وعن طرق العلاج، أضافت لينا أحمد بأنّ نقطة العلاج تبدأ من الأسرة أولاً لأنّه يقع على عاتقها مهمة اختيار نوع الألعاب وتحديد ساعات اللعب وضرورة تحفيزهم على الرياضة، ومن جهة ثانية على أجهزة الدولة وذلك من خلال وضع ضوابط رقابية وتراخيص نظامية، كما أنّه يجب أن الانتباه للأطفال في سن مبكر لأن مرحلة الطفولة هي أخطر المراحلة التي يتأثر فيها الإنسان.

وبدورها أكدت محافظة دمشق: “أنّ هذه المحلات ممنوعة استناداً للقرار رقم 939 لعام 1995 حيث نص القرار صراحة على إغلاق كافة المحلات والأماكن التي تمارس فيها ألعاب الأتاري والكومبيوتر والكرة الحديدية والفيديو كيم والفليبرز بكافة أنواعها وعدم السماح بها مطلقاً، كما أنّه لا يوجد نية بالسماح بترخيص هذه المحلات لأن آثارها على الاطفال سلبية جداً”.

يذكر أنّ هناك دراسات تشير إلى أنّ الأطفال المدمنين على ألعاب الفيديو أكثر عرضة الفشل الدراسي وأضعف في تطوير المهارات الدراسية نتيجة الإضطراب العصبي الذي يسببه التركيز لفترات طويلة أمام اللعبة، وسجل الأطباء ارتفاعاً في عدد الأطفال الذين يعانون ضعف البصر ويحتاجون إلى نظارة طبية، كما سجل أطباء العظام نسبة مخيفة في تشوهات العمود الفقري لدى الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات وفي أيديهم جهاز التحكم بالألعاب، هذا وقد أكدت دراسة نشرت نتائجها مؤخرًا أن ارتفاع حالات البدانة في معظم دول العالم يعود إلى تمضية فترات طويلة أمام التلفاز أو الكمبيوتر، فقد قام الباحثون بدارسة على أكثر من 2000 طالب تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و18 سنة، وتبين أن معدلات أوزان الأطفال ازدادت من 54 كيلو جرامًا إلى 60 كيلو جرامًا، كما أن هناك انخفاضًا حادًا في اللياقة البدنية، فالأطفال من ذوي 10 سنوات في عام 1985 كانوا قادرين على الركض لمسافة 1.6 كيلو متر لمدة زمنية لا تتجاوز 8.14 دقيقة، أما أطفال اليوم فيركضون المسافة نفسها ولكن في عشر دقائق أو أكثر.
ويمكننا الإشارة إلى أنَّ 60 % من الألعاب محورها العنف، 90 % منها ينتصر اللاعب عندما يقتل الخصم، 70 % من أساليب القتل عن طريق الأسلحة الحربية، و30 % من خلال السكاكين، وتختلف طريقة القتل حسب نوع اللعبة ومهارة اللاعب.
 
المراجع: موقع شام برس – الأحد 06-09-2009

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!