الأوروبيون يعلنون عقوباتهم اليوم.. إدانات غربية متصاعدة بعد اعتراف بوتين بانفصال دونيتسك ولوغانسك

توالت ردود الفعل الغربية المنددة بقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا، دونيتسك ولوغانسك، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده للإعلان عن عقوبات اليوم.

Share your love

Russian President Vladimir Putin signs a decree recognising two Russian-backed breakaway regions in eastern Ukraine as independent entities during a ceremony in Moscow
بوتين يوقع على مرسومين باعتراف روسيا باستقلال دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا (رويترز)

توالت ردود الفعل الغربية المنددة بقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا، دونيتسك ولوغانسك، فيما طالبت كييف بخطوات واضحة وفعالة من حلفائها الغربيين ضد التحركات الروسية.

وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن وزراء خارجية الاتحاد سيقرّون اليوم الثلاثاء عقوبات ضد روسيا على خلفية اعترافها بمنطقتين انفصاليتين في أوكرانيا ونشرها المزيد من القوات على أراضي جارتها.

وقال بوريل للصحافيين في باريس “سيكون ردنا بالطبع على شكل عقوبات، يعود للوزراء اتخاذ القرار بشأن مداها.. أنا على ثقة بأنه سيكون هناك قرار بالإجماع”، وهو ضروري لفرض مثل هذه الإجراءات، مضيفا أنه يتوقع أن يحصل ذلك “بعد ظهر اليوم” الثلاثاء.

أما البيت الأبيض فقال-في تعليقه على قرار بوتين- إنه توقع خطوة كهذه من روسيا، وإنه مستعد للرد عليها فورا وسيواصل التشاور عن كثب مع الحلفاء والشركاء -ومن بينهم أوكرانيا- بشأن الخطوات التالية وبخصوص التصعيد الروسي المستمر على حدود أوكرانيا.

وكشف البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن وقع أمرا تنفيذيا يحظر على الأميركيين القيام بأنشطة اقتصادية في دونيتسك ولوغانسك

وأوضح أن الأمر التنفيذي سيخوّل أيضا سلطة فرض عقوبات على أي شخص يتبين أنه يعمل في تلك المناطق من أوكرانيا، وقال إن هذه الإجراءات منفصلة عن تدابير اقتصادية سريعة نعدها بالتنسيق مع الحلفاء إذا حدث غزو روسي لأوكرانيا.

كما قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الأوكراني، وأوضح البنتاغون أن ميلي جدد التأكيد على دعم واشنطن الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.

من جهته، ندّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون باعتراف روسيا بالجمهوريتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، معتبرا ذلك “انتهاكا صارخا لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها”.

وقال جونسون -خلال مؤتمر صحافي- إنّ اعتراف بوتين باستقلال الانفصاليين الموالين لروسيا، يعدّ “تنصّلا من عملية واتفاقيات مينسك” التي أبرمت في 2015 لإحلال السلام في أوكرانيا.

بدورها، لفتت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إلى أن خطوة بوتين “تؤذن بنهاية عملية مينسك وتمثل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة”، وأضافت “لن نسمح بأن يمرّ انتهاك روسيا لالتزاماتها الدولية من دون عقاب”.

كما أكد الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدين قرار بوتين الاعتراف بالمناطق الانفصالية شرقي أوكرانيا، ويدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن.

أوكرانيا تستبعد التنازل

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد اتهم روسيا بتدمير محادثات السلام واستبعد التنازل عن أي أراض، وذلك في خطاب إلى شعبه في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء.

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا ملتزمة بالسلام والدبلوماسية بعدما اعترفت روسيا رسميا باستقلال منطقتين انفصاليتين مساء أمس الاثنين.

وأضاف أنه ينتظر خطوات “واضحة وفعالة” من الحلفاء للتحرك ضد روسيا، ودعا إلى قمة طارئة لزعماء أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا.

وفي ذات السياق، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل -في بيان مشترك اليوم الاثنين- إن اعتراف روسيا بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا ككيانين مستقلين، سوف يؤدي إلى فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي.

وأضافا “هذه الخطوة انتهاك صارخ للقانون الدولي وكذلك لاتفاقيات مينسك، وسيرد الاتحاد بفرض عقوبات على المتورطين في هذا العمل غير القانوني”.

كما دان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الاعتراف الروسي بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، قائلا إن الخطوة تمثل انتهاكا لاتفاقيات وقعت موسكو عليها.

وقال ستولتنبرغ -في بيان- “أدين قرار روسيا الاعتراف بجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية المعلنتين من جانب واحد”، وأضاف أن ذلك يقوّض بشكل إضافي سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ويضعف الجهود الرامية لحلّ النزاع، وينتهك اتفاقيات مينسك التي تُعدّ روسيا طرفا فيها.

بدورها، أكدت وزارة الخارجية التركية، رفضها قرار روسيا الاعتراف رسميا بـجمهوريتي “دونيتسك ولوغانسك” في شرق أوكرانيا.

وقالت الوزارة -في بيان- إنه لا يمكن قبول القرار الروسي الأخير إذ يتعارض مع اتفاقيات مينسك، ويشكل انتهاكا للسيادة والوحدة السياسية والجغرافية لأوكرانيا. ودعت كافة الأطراف المعنية لضبط النفس والالتزام بالقانون الدولي.

وقد ألغى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -الاثنين، في اللحظات الأخيرة- زيارة كان مقررا أن يقوم بها إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقرر العودة سريعا إلى نيويورك بسبب التأزم في أوكرانيا، وفق ما أعلن المتحدث باسمه.

وقال المتحدث باسم المنظمة الأممية ستيفان دوجاريك إن “الأمين العام ونظرا لتدهور الأوضاع فيما يتعلق بأوكرانيا، ألغى زيارته إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهو عائد الثلاثاء إلى نيويورك”.

وقد أعلن بوتين اعتراف بلاده باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا، دونيتسك ولوغانسك، ووقع على مرسومين باعتراف روسيا بالجمهوريتين، طالبا من البرلمان الروسي الاعتراف الفوري بهذا القرار.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!