‘);
}

الإسلام

أنعم الله على عباده بنعم كثيرةٍ وعظيمةٍ، ومن هذه النعم نعمة الإسلام، فهو دينٌ شاملٌ لكلّ ما في حياة المسلم من جوانبٍ، وقد عرّف الإسلام الأستاذ فتحي يكن فقال: (يجمع إلى رقة التوجيه دقة التشريع، وإلى جلال العقيدة جمال العبادة، وإلى إمامة المحراب قيادة الحرب، وبذلك يكون منهج حياةٍ بكلّ ما في هذه الكلمة من معنى)، وحتى يكون الإسلام ديناً واقعياً لا بدّ ألّا يبقى عبارةً عن كلماتٍ مسطّرةٍ، بل يُطبّق ويصبح حركةً واقعيةً، كما يجب أن يتعدّى حدود الشعائر التعبدية، وممّا يصل بالإسلام لهذه المرحلة فهم الحياة الواقعية والخوض فيها، وعدم ترك كلّ الأمور لغير المسلمين ليفعلون ما يشاؤون، وهذا يتطلّب من المسلمين تسخير كلّ أمور الدنيا لخدمة الإسلام وعدم الخوض فيها وترك الغاية الكبرى وهي الآخرة، وقد وعى الصحابة هذه المبادئ فساروا عليها، حتى كان كلٌّ منهم نموذجاً حيّاً للإسلام، ففتحوا البلاد الإسلامية، ودخل الناس في دين الله أفواجاً.[١]

الإسلام وبناء المجتمع

لا يُقصد بالمجتمع المثالي أنّه المجتمع الخالي من كلّ أنواع الأخطاء، والذي يتصف بصفات المثالية، فحتى عصر النبوة والذي كان يتميّز بوجود رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو على قيد الحياة في مجتمعه كان هناك وجود للسرقة وشرب الخمر، وما إلى ذلك ممّا قد يقع فيه كلّ ضعيف الإيمان، ثمّ كان بعد ذلك تطبيقٌ للعقوبات حتى لا يصل المجتمع لمرحلة الانحطاط الديني والأخلاقي، وبالتالي فإنّ المقصود بالمجتمع المثالي هو المجتمع الذي يسير وفق مبادئ وقيم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي تجمع بين الدين والدنيا، وتحثّ كل من يتبعها على تقوى الله والتعاون والمساواة والرحمة والعطف، فقد قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ)،[٢] وفي نفس الوقت لا بدّ من المجتمع أن يلّبي حاجات الفطرة السليمة، من غير إفراطٍ ولا تفريطٍ، وكلّ ذلك بعيداً عن التعصّب الذي ذمّه الإسلام.[٣]