الاسم المستعار

Share your love

 

ترى ماذا يعني الاسم المستعار للبشر في هذا الفضاء الإلكتروني الفسيح؟
أسماء وشخصيات
إلا أن البضاعة تلك المرة تتحدث عن دواخل البشر كما هي، أو كما يريدون أن يعبروا عنها أو يتمنوا منها.
فهؤلاء يسقطون على اسمهم المستعار الحالة المزاجية التي يعيشونها الآن، حيث لا يستطيع أحدهم أن يبوح بدواخله للغير كما يشعر ودون تحفظ في واقعه -وإن كان صديقه- فيتمتع بالفضفضة دون حسابات خاصة.. وذلك نوع من أنواع “كشف الذات”.
وأولئك يستخدمون اسما مستعارا مخالفا تماما لما يشعرون به.. إما لنسيان ما يمرون به فعلا، أو لمحاولة الحصول على دعم نفسي مناسب لهم.. بمعنى أن يعبروا في الاسم عن التفاؤل والفرح على الرغم من أنهم يمرون بحالة نفسية حزينة أو محبطة لعلهم يكونون أفضل حالا، والعكس صحيح أيضا، حين يريد البعض أن “يخزي العين”!!.. وذلك نوع من أنواع “الدعم النفسي”.
كذلك هناك من يمارسون ذكاءهم الاجتماعي في اللعب بألفاظ الاسم المستعار.. فيكون الاسم واحد إلا أنه يعطي أكثر من معني أو مدلول حسب علاقته بكل عضو بقائمته البريدية!!.
ومنهم من يستخدم ذكاءه بشكل أفضل فيستطيع باسمه المستعار أن يوصل رسالة “خااااصة جدا” لشخص معين برغم أنف وعيون أشخاص بريده الإلكتروني الغفير المحدق!.
يمكننا أيضًا أن نجد من يستخدمه (الاسم المستعار) لنشر فكرة تعجبه، ويرى أنه وسيلة فاعلة لنشر ما يريد أن يعرفه الجميع، واعيا أنه في زمان ومكان لا يحب ساكنوه أن يقرؤوا، فيوفر على نفسه عناء إقناع الآخرين بالقراءة.. وينتصر زمن الملخصات دوما!.
قطاع آخر يبغي الشهرة لذاته أو لأعماله، والتي لا يستطيع بالجهد النبيل أن يحققها في أرض الواقع، فتكون وسيلة سهلة تخلق له عالما يستطيع أن يكون له فيه وجود!!.
ومن الناس من ينفث عن عقده النفسية التي لم يحظَ بإخراجها والتخلص منها، أو ممارستها تجاه المتسبب الحقيقي لها؛ فلم يجد إلا الاسم المستعار بديلا.. وهذا ما نسميه “بالإسقاط”.
ومنهم من يحب أن يتعرف على نفسه من خلال الآخرين.. وما أغربه من سبب.. فسيظل البشر نرجسيين، وإن كانوا يتصورون أنهم من فئة الأتقياء الأخفياء، وغالبا ما يحدد هذا النوع لاسمه كلمات مستفزة تجعل كل من يراه يهفو لأن يناقشه فيها فيكسب صاحبه دوما أرضا جديدة مع الآخر، ويزداد معرفة بذاته!.
وبالطبع هناك غالبية ساحقة تستخدم الاسم المستعار للتسلية غير الهادفة أو للتهكم ونقص الأدب، إذن هو سوق للألعاب النفسية والتواصل الذي يربأ الصدع الداخلي للبشر، أو للعلاقات وإن كانت مبتورة لأنها فقط “شات في شات”.
آليات الدفاع
الاسم المستعار .. ترويج لشخصية صاحبه أو دفاع عنها يبقي للقارئ لدي أمران؛ الأول: أن أوضح له ما هو ميكانيزم الدفاع النفسي.. وهو ببساطه شديدة كما قال “فرويد” إن الحياة ليست سهلة “Life is not easy“.. فالأنا “ego“، والـ “I” تقع في مركز قوتين؛ الواقع reality والمجتمع society كقوة يتم التعبير عنها بواسطة الأنا الأعلى “”superego؛ والقوة الثانية البيولوجية يعبر عنها عن طريق الـ”هي””id.”، وعندما تُحدث هاتان القوتان تضاربا conflicting بمتطلباتهما على الأنا المسكينة، فإن ذلك سيكون واضحا إذا شعرت بأنك مهدد threatened، وتشعر بأنك منسحق overwhelmed، وتشعر كأن كل شيء آيل للانهيار بفعل كل شيء.
إن هذا الشعور يدعى قلقاanxiety ، ويؤدي خدمة للـ”أنا” كونه يُعَد إشارة للأنا من أجل بقائها، فتتعامل الأنا مع متطلبات الواقع reality، ومع الـ”هي”، ومع الأنا الأعلىsuperego بأفضل ما تستطيع.
ولكن عندما يصبح القلق غامرا overwhelming، فإن على الأنا أن تدافع عن نفسها، وهكذا تعمل لا شعوريا على المنعblocking أو التحريف distorting للأشياء التي تدعو إلى القلق لتجعلها في شكل أكثر قبولا، فيقلل من وطأة التهديد.
وقد سميت التقنيات techniques المستخدمة في تلك العملية ميكانزمات الأنا الدفاعية the ego defense mechanisms.
أما الأمر الثاني، فهو اسمي المستعار، ولن أقوله بالقطع .. لكن فقط أؤكد أنني لن أغيّرة، أو أستخدمه كميكانزم دفاعي !!
 المصدر: شباب عا نت
Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!