الاعتذار يقضى على الخلافات الزوجية!

 

أما إذا عالج الأشخاص النزاع بينهم بطريقة سيئة فعندها فقط تتعرض العلاقات بينهم إلى الخطر. إن الطريقة التى تعالج فيها النزاع وما تفعله مما تعلمته أثناء ذلك يتعلق مباشرة بنوعية العلاقة التى تربطك بشريكة حياتك.
إذا استخدمت الطريقة الدفاعية أثناء النزاع أو الخلاف مع زوجك أو زوجتك دون إصغاء له أو لها وحاولت إيذاء مشاعره فإن النزاع سيتفاقم ولن يجد له حلا ولن تكون العلاقة بينكما لها سندا أو دعم. وبدلا من ذلك فإنك تكون قد أضفت المزيد من عناصر النزاع والكراهية.
ومن أكثر الطرق نجاعة لإصلاح الوضع المتدهور بين الزوجين الاتصال، الإصغاء وسماع أحدهما للآخر. كذلك من أقوى الوسائل لتحقيق ذلك ما يسمى “الإنعاش” ويعنى تفعيل الخبرات العاطفية لدى الطرفين.
فالجميع يخطئون لكن قليلين فقط يجدون الشجاعة للاعتذار عن أخطائهم للآخرين وخاصة إذا كان الآخر هو الزوجة. والأزواج يختلفون فيما بينهم فالبعض يعتذر بأسلوب غير مباشر، لكنه يفى بالغرض وآخرون يتجنبون إثارة المشاكل حرصاً على مستقبل الأطفال النفسى الذى تدمره الخناقات الزوجية، أما الطرف المتشدد سى السيد الذى صوره نجيب محفوظ فى رواياته فإنه يرفض الاعتذار أصلاً زاعماً بأن ذلك يهدر كرامته ورجولته مع أن خبراء النفس والاجتماع يصفون هذه الشخصية بأنها غير سوية.
يؤكد د.سيد صبحى أستاذ الصحة النفسية وعميد كلية التربية النوعية بجامعة عين شمس على ضرورة الاعتذار ويقول إن الاعتذار مطلوب ومن يخطئ لا بد أن يعتذر فليس هناك مكابرة وإلا فإن الشخص الذى يرفض الاعتذار يصبح بغيضاً فى نظر الآخرين.. والاعتذار سلوك حضارى بين الناس عامة والزوجين خاصة. فالزوج الذى يخطئ عليه أن يسعى بدافع من شعوره الراقى أمام زوجته أو أى شخص آخر بالاعتذار، والذى يقول أنه يرفض الاعتذار لزوجته لأن كرامته ورجولته لا تسمحان بذلك، فإن يعتبر مريضاً نفسياً.. والكرامة الفعلية السامية هى أن نعتذر إذا أخطأنا. أما الدكتور يسرى عبدالمحسن أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس يقول أن تعاليمنا الدينية تدفعنا للاعتذار، والله عز وجل يقبل التوبة من عبادة والاستغفار معنى ذلك أن الإنسان إذا أخطأ فى حياته الدنيوية عليه أن يتراجع عن خطئه وباب الاعتذار مفتوح. والاعتذار ليس عيباً بقدر ما يعنى الشجاعة والقوة وأن المعتذر يتمتع بشخصية سوية متكاملة، ويعرف حدود نفسه ويشعر بالآخرين. د.أحمد المجدوب أستاذ الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة يؤكد أن الرجولة تدفع الرجل لأن يعتذر إذا أخطأ فى حق زوجته أو أى شخص آخر، فالرجولة تعنى الصدق والشهامة. وعندما يعتذر الرجل فإنه لا يسقط من عين زوجته أو يهون أمره عليها، بل ترتفع قيمته فى نظرها ويعلمها درساً فى الأمانة والشهامة واحترام الذات. والاعتذار ليس ضعفاّ بل الضعف أن تخفى خطأك وتظل تكابر، أما الرجل الذى يثق بنفسه ويحترم ذاته فإنه لا يجد غضاضة فى أن يعتذر ووقتها سوف يصبح قدوة لزوجته. أن كثيرا من مشاكل الأزواج تبدأ بمكابرة الزوج وامتناعه عن الاعتذار لزوجته عندما يغضبها لذلك عليك أيها الزوج أن تتذكر أنك باعتذارك تعيد المياه إلى مجاريها وتجدد الشعور بالرومانسية بينك وبين زوجتك وإن كنت تعتقد أن رجولتك لا تسمح بذلك اعتذار منها بطريقة غير مباشرة وإليك هذه النصائح التى ستساعدك على ذلك.
         استعمل الزهور لتعتذر عنك، فللوردة فعل السحر فى هذه المواقف.
         عندما تتركها غاضبة، لا ترجع إلى البيت من دون هدية قل لها أنك تذكرتها وقدمها لها واطلب منها أن تستخدمها وأنتما تتناولان العشاء.
         خذها فى نزهة بين أحضان الطبيعة، فمثل هذه النزهات تجدد الروح والحياة وتبعد العصبية والروتين والملل.
         ادعها للعشاء فى مكان تمتد الطاولة بين الزهور والروائح الزكية والشموع الخافتة واجتهد أن تجعل الجو بينكما هادئا حنونا بعيداً عن الانفعالات المشحونة بالعواطف السلبية.
         وإن كان لا بد من العتاب.. اترك المسألة لها وانصت إليها فقط ولا ضير إن قلت لها فى النهاية “معك حق”.
         شاركها اهتمامك بالأولاد.. ساعدهم على المذاكرة أو حل مسألة خاصة بهم كانت عالقة وانتبه لا تفجر أى مشكلة من مشاكل الأطفال لينعكس الغرض من اعتذارك ويزداد الطين بلة.
         قد يكون فكرة دعوة أفراد أسرتها على غداء أو عشاء خاص مناسبة لتحقيق هدفك ساعدها على إعداد المائدة وعامل أهلها أحسن معاملة خاصة والدتها.
         استعد معها مواقف طريفة مضحكة حدثت معكما أو مع أحدكما منفرداً.. فالضحك وسيلة مهمة للتواصل العاطفى الإيجابى ومناسبة للتجديد وصفاء النفس والروح.
وبهذه الطريقة يمكن الاتصال بين الزوجين ومعرفة أن هناك فهما عميقا بأن كليكما متأثر من الحالة. ولذا يخلق الاثنان تقاربا وثقة أكثر بينهما.
وفيما يلى الخطوات التى ينبغى اتباعها:
أصغ إلى ما يقوله شريكك ولا تفكر بشأن أشياء أخرى قالها. حاول التركيز على شعور شريكك طوال فترة النزاع بينكما. لا تقاطع شريكك أو تحاول الدفاع عن نفسك، وسواء كان السبب غلطة منك أم لا فهذا ليس موضوع البحث الآن. إن المهم هو الشعور بأن الطرف الآخر متألم وبخاصة إلى الاهتمام التام.
قم بإعادة تفعيل مشاعر وأفكار شريكك وكذلك تجاربه كما تفهمها. عليك بالاستمرار فى عملية الإنعاش حتى يزول الغضب والألم وتتحول الدموع إلى ابتسامات على وجه شريكك .
فعندما يشعر الشخص أن الطرف الآخر يصغى إليه بهذه الطريقة ، فإن غضبه وألمه يزول ولا يعود إلى حالة الاحتقان السابقة. الدموع والابتسامات إشارات على نجاحك فى عملية “الإنعاش”. قم بالخطوات السالفة الذكر بشكل متكرر قدر المستطاع حتى تشعر أن شريكك تعافى من حالة الاحتقان والغضب التى تعتمل فى داخله. وفى بعض الأحيان يتفاقم الغضب والأم أثناء هذه العملية وعندها ينبغى عليك أن تترك الخيار لشريكك ليقرر الوقت الذى تكون فيه العملية قد انتهت.
والآن جاء دورك لسؤال شريكك إذا كان من المناسب مشاركته فى مشاعره وأيضا إذا كنت بحاجة إلى “الإنعاش”. وبعد زوال النزاع ، تحدثا عما حصل وناقشا الحقائق التى أحاطت بالحادثة قوما باستنباط وسيلة لمعالجة الموقف بطريقة مختلفة فى المرة القادمة. ويبدو أن القيام بالخطوات السابقة أمر صعب إن لم يكن مستحيلا ولكن العملية هذه تتطلب كمية هائلة من الصبر، التحكم بالذات والعاطفة. أما فوائدها فستحقق الجهود التى تبذل من أجلها وذلك لحل الخلافات بطريقة تنم عن النضج، الحب والعاطفة.
 المصدر: بوابة المرأة
 
Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!