التأثير النفسي للألوان

شغلت الألوان اهتمام علماء النفس، فقد استطاعوا أن يكتشفوا بعد سلسلة من الملاحظات أنّ هناك علاقة وثيقة بين الألوان والحالة النفسية والمزاجية للإنسان، فهناك ألوان تمنح تأثراً إيجابياً وهناك ألوان تمنح تأثيراً سلبياً واليوم سنستعرض بعض الألوان وتأثيرها على نفسية الانسان.

والألوان أيضاً لها آثرها النفسي ومقدرتها على الإثارة أو بعث الهدوء، الإحساس بالقوة أو الضعف، فهي ذات إمكانية عظيمة يمكن استثمارها في سبيل ارتقاء حياتنا الثقافية والجمالية، كما أن هناك الكثير من الوظائف المتصلة الاستعمالات اللونية تزيد من أهمية الألوان في حياة الإنسان.

اللون الأصفر:

يعتبر اللون الأصفر من الألوان الدافئة، والأصفر الصارخ يدل على الجمال والتألق والحيوية واللون الأصفر في لون بشرة أو في لون ورقة ساقطة في الخريف يثير إحساساً بالموت والفناء، في لون الرمال الشاسعة يثير الإحساس بالجدب (القحط)، وفي لون الغلاف الجوي المحيط يثير الشعور بقرب عاصفة هوجاء، وهو في لون الفاكهة يثير إحساساً بالنضج والطراوة، وفي لون صفرة الشمس الساقط على بقاع الأرض يثير إحساساً بالدفء والحيوية، وفي بريق الذهب يثير الإحساس بالفخامة والأبهة.

اللون الأحمر:

يعتبر اللون الأحمر من الألوان الدافئة، واللون الأحمر بصفة عامة يجتذب العين إليه بلا مقاومة واللون الأحمر حسب موقعه، يرمز الإنسان بمعان مختلفة: فعندما يقع اللون الأحمر في إشارة المرور فإنه يحذر من الخطر. وعندما يمثل بقعة من الدم يثير الخوف ولغثيان، وفي وسط النيران يثير الرعب والهلع. وهو على شفاه حسناء يدعو إلى الفتنة، وفي لون تفاحة حمراء أو قطعة من البطيخ يثير الشهية أما في ألوان الزهور فيثير الإحساس بالبهجة والجمال.

اللون الأزرق:

يعتبر اللون الأزرق من الألوان الباردة، وهو اللون الوحيد الذي يغمر سطح الأرض وهو يحدد الإبعاد، ويعطي الشعور بالعمق، وهو لون قابل للتأثر سلبي بارد، يمتاز بتخفيف التوتر والعصبية عند الإنسان والأزرق في السماء سمو وعمق، وفي المياه برودة وارتواء، وفي الغيوم خير وأمل. فهو يبعث على الهدوء والتفاؤل حيث كانت الفتيات المقبلات على الزواج في اليونان يتفاءلن به ويحرصن على ارتداء شريط أزرق أو خاتم من هذا اللون في حفلات الزفاف منعا للحسد.

اللون البرتقالي:

وهو مركب من الأصفر والأحمر، ويشتمل على تألق الأصفر مع دفء الأحمر. والبرتقالي هو همزة الوصل بين الألوان الباردة والألوان الساخنة، لذلك يلعب دوراً حيوياً في إيجاد التوافقات اللونية الهامة وتزداد سخونته عندما يقع وسط الألوان الباردة، ويقل سطوعه وسط الألوان الحمراء الملتهبة. وهو يفقد خصائصه ويصير لوناً باهتاً عندما يضعف تركيزه كما يتحول إلى بني ميت عندما يستعمل الأسود في تدرجه، فاللون البرتقالي يثير الإحساسات المتعددة، ففي الشمس يبعث على الدفء، وفي النيران المشتعلة والحرائق يثير الفزع، أما في الفواكه فيرمز إلى النضج ويثير الشهية، وفي إشارة المرور يشير إلى الاستعداد والتأهب.

اللون الأخضر:

هو اللون الوحيد الذي إذا ما طغى على كل الألوان الأخرى فإن الإنسان لا يحس بأي ضيق أو ملل. لذلك لم يكن أحب إلى نفوس العرب البدو من اللون الأخضر وسط ألوان الصحراء الجدباء الخاوية ولقد أثبتت أبحاث الدكتور فريلنينج النفسية ببافاريا الشمالية والذي يعتبر أشهر طبيب نفساني في العالم يستخدم الألوان في العلاج إن اللون الأصغر والأخضر يهدئ ضربات القلب، ويساعد على تحسين الدورة الدموية، وقد قام في أحد تجاربه بطلاء جدران بعض المصانع التي تستخدم آلات شديدة الضجيج فتبين إن العمال كفوا عن الشكوى من الضجيج بسبب تأثير اللون الأخضر المحيط بهم.

اللون الأبيض:

ينتج اللون الأبيض إذا سقط الضوء الأبيض على جسم ما وقام هذا الجسم برد إشعاعات هذا الضوء جميعها. ويعتبر أكثر الألوان سطوعاً، ومن أهم الخصائص الأبيض وضوحاً قدرته على خفض قوة تألق أي لون إلى جانبه، وكذلك لا يتأثر الأبيض النقي في نفس الوقت بأي لون آخر مهما كان متألقاً. وعند خلط اللون الأبيض مع الألوان المتألقة فإنه يميل إلى سلب تألقها وتحويلها إلى ألوان ذات سطوع ضبابية معتمة.
والبياض هو قمة الصفاء والنقاء والوضوح، ويستعمل في الظهر والقبول كما يوحي بمعنى تطمئن له النفس وتحس بالصفاء والسكينة، ويبعث على التفاؤل والسرور والحب كذلك تزدان به العرائس في حفلات الزفاف رمزاً للعذرية والطهارة وهناك من يكرهون هذا اللون، وهم غالباً من مروا بتجربة أليمة مع المرض اضطرتهم إلى قضاء فترات طويلة في المستشفيات.

اللون الأسود:

ينتج اللون الأسود عندما يختفي الضوء عن سطح أو مكان، ويختلف تأثير اللون الأسود وعندما يحيط بلون أو يقع خلفه أو أمامه، والأسود عديم اللون، وإن الاستعمال الحكيم للون الأسود بين يدي فنان موهوب يمكنه من تحويل الشكل المصور إلى عمل بالغ الصفاء وإن الإسراف في استعمال أي نوع من أنواع الأسودان يمكنه أن يشوه الشكل، وبالخبرة وحدها يمكن السيطرة على هذا اللون العتيق. والسواد يدل على الكسوف والخزي، ويرتبط هذا اللون في أذهاننا بالمناسبات الحزينة لذلك فإنه يبعث على التشاؤم في نفوس الكثيرين، كما يعتبر في عالم الأزياء ملك السهرات حتى أن بعض بيوت الأزياء بدأت في تصميم أثواب الزفاف من اللون الأسود، أيضاً إعجابنا جميعاً بمشهد النجوم والأقمار وهي تتلألأ في صفحة السماء المظلمة.

اللون الرمادي:

يميل إلى السخونة عندما يمتزج بالألوان الساخنة وإلى البرودة عندما يزداد امتزاجه بالألوان الباردة. ووضع الرمادي بجوار لون ما يزيد من شدة اللون، كما أنه في الوقت نفسه يؤدي إلى ميل هذا الرمادي إلى اللون المكمل للون المجاور. إن الرمادي خصوصاً الرمادي المتوسط هو أكثر الألوان جميعها حياداً، وهو لون خال تماماً من التعبير، وهو لون غامض، سلبي، متغلب، سهل الانقياد، عديم الشخصية، منافق طفيلي، مداهن، ومتلون.

وأخيراً:

إنه عندما تتغير هذه الألوان مرة بعد مرة من كل شكل جديد، وتتغير درجة شدتها أو تألقها فإن النتائج لا يمكن تصور أبعادها. وإن لكل لون معنى حسب موقعه، وبناءً على ذلك ليس هناك لون جميل ولون غير جميل في حد ذاته، وإنما جمال اللون أو قبحه ينتج من العلاقة التي تحدد معناه والموقع الذي يشغله في الشكل.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!