الترحيب بزيارة إسماعيل هنية قابله تخوف من تحويل لبنان إلى “هانوي”

بيروت- "القدس العربي": بموازاة الترحيب الملحوظ بزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى لبنان للمرة الأولى منذ 27 عاما، ظهر تحفظ بعد جولته في

Share your love

الترحيب بزيارة إسماعيل هنية قابله تخوف من تحويل لبنان إلى “هانوي”

[wpcc-script type=”899d0c0747c6e280067f1332-text/javascript”]

بيروت- “القدس العربي”:

بموازاة الترحيب الملحوظ بزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية إلى لبنان للمرة الأولى منذ 27 عاما، ظهر تحفظ بعد جولته في مخيم عين الحلوة أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان خصوصا لجهة حديثه عن صواريخ غزة التي تصل “إلى ما بعد ما بعد تل أبيب”، وما يحمله هذا الموقف من رسائل وأبعاد نحو الداخل اللبناني ونحو العدو الإسرائيلي.

وتمنى منسق الأمانة العامة السابق في قوى 14 آذار/مارس فارس سعيد على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إبلاغ إسماعيل هنية خلال اللقاء به أن “دعمنا قضية فلسطين لن يمر في تدمير لبنان مجددا”. وألمح سعيد إلى توجيه إيران رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والقول “إنها باجتماع هنية مع حزب الله تُمسك بورقة حزب الله وبورقة الفصائل الفلسطينية معا”. وخلُص إلى القول: “ما يهمنا أن لبنان لا يتحمل أن يصبح “هانوي” في لحظة تسير المنطقة إلى نموذج هونغ كونغ”.

وكان رئيس المكتب السياسي لحماس زار رئيسة “كتلة المستقبل” النائبة بهية الحريري وعقد معها اجتماعا بحضور وفد قيادي من “حركة حماس” ضم نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ صالح العاروري، رئيس مكتب العلاقات العربية والدولية عزت الرشق، رئيس مكتب العلاقات الوطنية حسام بدران، عضو المكتب السياسي للحركة زاهر جبارين وممثل الحركة في لبنان أحمد عبد الهادي، وحضر اللقاء إلى جانب الحريري رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، المنسق العام لـ”تيار المستقبل” في الجنوب ناصر حمود وفريق عمل مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، وتم عرض عدد من القضايا والتحديات التي تهم الجانبين.

فارس سعيد: دعمنا قضية فلسطين لن يمر في تدمير لبنان مجددا

وشدد المجتمعون على أن “المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية تستوجب المزيد من العمل المشترك، كما الوحدة الوطنية في كل ساحة”. وأكدوا “ضرورة تهيئة الظروف الإنسانية والحياتية المناسبة للفلسطينيين في لبنان، والمخيمات بشكل خاص، إلى حين عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم. كما تم التشديد على الإجماع اللبناني والفلسطيني على رفض التوطين والتهجير والوطن البديل، وكل ما يمكن أن يؤثر سلبا على قضية الفلسطينيين وحقهم بالعودة”.

ورحبت الحريري بهنية والوفد المرافق، مستحضرة زيارتها لقطاع غزة على رأس وفد صيداوي في العام 2012 ولقائها بهم. وأكدت أن “القضية الفلسطينية بالنسبة إلينا ستبقى القضية المركزية والتأكيد على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة”، مشددة على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.

كما عرضت الحريري “لمسار تعزيز العلاقات اللبنانية الفلسطينية من خلال الأطر المشتركة الرسمية والأهلية وما تحقق على هذا الصعيد”. وباركت “بمعاودة الحوار الوطني الفلسطيني الفلسطيني”، قائلة: “إننا ندعم كل خطوة تقومون بها على طريق المصالحة وإنهاء الانقسام وإرساء أسس الوحدة الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.

وتكلم هنية فقال: “يعني لنا بشكل كبير اللقاء مع السيدة بهية الحريري وإخواننا في تيار المستقبل، الكتلة البرلمانية، هذا مكون رئيس وأساس في لبنان الشقيق، وحماس علاقتها منفتحة على المكونات اللبنانية، عبرنا عن تقديرنا الكبير للسيدة بهية الحريري، ولمواقفها الداعمة والمساندة لحقوقنا الفلسطينية، وفي مقدمتها حق العودة، وأيضا لموقفها من احتضان الأبعاد الإنسانية والمدنية لأهلنا الموجودين في المخيمات الفلسطينية”. وأضاف: “استعرضنا أيضا التطورات السياسية التي تمر بها القضية الفلسطينية اليوم، وأعادت السيدة بهية الموقف الواضح بعدم قبولها بأي مشاريع يمكن أن تنتقص من الحقوق الفلسطينية، وأيضا أكدت أنها كانت وما زالت وستعمل على دعم أي اتجاه يمكن أن يؤمن الحقوق المدنية والمعيشية للإنسان الفلسطيني داخل المخيمات”.

في المقابل، عبر الوزير السابق أشرف ريفي عن موقف شبيه بموقف فارس سعيد من خلال رسالة مفتوحة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” جاء فيها: “أخاطبك من مدينتي الحبيبة طرابلس لبنان، وأخاطبك باسمي وباسم الشهيدين وسام الحسن ووسام عيد. مواقفك التي استظلت بـ”حزب الله” الإيراني، لا تخدم قضية فلسطين ولا توحيد الموقف الفلسطيني الذي ندعم صموده في الأرض المحتلة. إيران حولت القضية الفلسطينية إلى ورقة مساومة ومزايدة وعمقت الخلاف الفلسطيني ودعمت نموذج غزة، وما فعلَته بفلسطين كان نسخة عن مشروعها لتفتيت لبنان واليمن والعراق وسوريا. إن تمكين إيران من الورقة الفلسطينية هو خطأ جسيم، والخطأ الأفظع تسليمها ورقة المخيمات الفلسطينية في لبنان، لتستعملها بعدما استنفدت أوراقها، وكل من يساهم في ذلك يُصيب لبنان وفلسطين بأفدح الأضرار. نتوجه إليك لنقول وبكل صراحة: لبنان وطنٌ مستقل وليس مسرحا لإيران، والفلسطينيون الذين تيقنوا من درس الحرب، استخلصوا عبر قيادتهم الوطنية، خطورة تجيير قضيتهم، للمتاجرين في محور الممانعة الذين أمعنوا قتلا بالفلسطينيين في مخيمات الشتات ومنها مخيم اليرموك”.

وتابعت رسالة ريفي: “لبنان يدعم قضيتكم العادلة بمنطق الأخوة، ولكن لن يقبل أحد أن توظف إيران هذه القضية لتخريب وطننا، وأنتم أهلٌ أعزاء حتى عودتكم إلى الأرض المحتلة. أما السلاح الذي تستثمره الممانعة للمتاجرة بكم ولتخريب لبنان فهو مرفوض، ولا سلاح في لبنان إلا سلاح الشرعية، ولا ضمان للحدود إلا الدولة وقرارات الشرعية الدولية. ونقول لك: فلسطين في قلوبنا، لكن لسنا مستعدين للقبول بالمؤامرات والمغامرات، التي ألحقَت بقضية فلسطين الأذى، والتي مست بسيادة لبنان. الأحرى أن يسمع اللبنانيون اعتذارا عن هذه المواقف وتصحيحا، لأن ما قد ينتج عنها خدمة مجانية لمشروع إيران على حساب لبنان وفلسطين”.

كذلك، رفض “لقاء سيدة الجبل” في بيان “عودة الفصائل الفلسطينية إلى ممارسة أي دور عسكري أو أمني وامتشاقها السلاح حتى للاستعراض على الأراضي اللبنانية، على غرار ما ظهر كلاميا وعمليا من زيارة القيادي في “حماس” إسماعيل هنية”. ورأى أن “لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في لبنان أعاد إلى الأذهان حقبة “فتح لاند”، أيام كان لبنان مجرد ساحة”.

 وأكد لقاء سيدة الجبل أن “صمت الرؤساء والمعنيين في السلطتين اللبنانية والفلسطينية والأحزاب كافة حيال هذه الزيارة، وما رافقها من مواقف وظهور مسلح، هو تهرب صارخ يجعلهم جميعا في موقع المسؤولية الكاملة عن كل ما سيتعرض له لبنان جراء هذه الرعونة السياسية”، مذكرا بأن “الأولوية يجب أن تكون دائما لقضية لبنان التي هي قضية الحرية على الدوام”.

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!