التشخيص والتشخيص التفريقي في السكتة القفارية

يعطي الفهم السريري والفحوص المخبرية المنتقاة بتعقل ، التشخيص الصحيح في كل الحالات تقريباً . فالعمر وطراز البدء ووجود عوامل الخطر والحوادث الوعائية السابقة وتوافق العجز العصبي مع توزع وعائي معروف ، كلها تشكل مفاتيح للتشخيص . وتنبيء الدقائق أو الساعات الأولى من المشاهدة بما ستكون عليه السكتة ؟ هل هي عابرة أم مترقية أم أكملت سيرها فأصبحت تامة . وتكشف القصة العامة والفحص الفيزيائي الأمراض الجهازية المسببة للسكتة وبالخاصة أمراض القلب والأوعية الكبيرة .

وهذه الخطوات مع الدراسات المخبرية الروتينية ( فحص البول ، تعداد البيص واللطاخة ، الفحوص الكيماوية العيارية والكهارل وتخطيط كهربائية القلب وصورة الصدر الشعاعية ) تعطي التشخيص الصحيح في 90% من الحالات ، ويجب أن يضاف لهذه الوسائل التصوير بالكات أو المراي لكل سكتة تامة أو مترقية لأن 4 % ممن شخصت عندهم سكتة على أساس سريري يتبين فيما بعد أن لديهم آفات أخرى كالورم والورم الدموي .

كما أن من دواعي التصوير بالكات أيضاً إثبات السكتات التي ليس لها نمط تشريحي عادي . يجب إجراء التصوير بالكات – أو إذا لم يتوفر – بزل قطني قبل البدء بالمعالجة المضادة للتخثر ، لأن لبعض النزوف الدماغية بدء يشابه بدء السكتة .

وقد لا يحدث الاحتشاء الدماغي في بدئه تغيراً بالتصوير الطبقي المحوري حتى ولو تناول جزءاً كبيراً من المخ ، فلا يظهر النخر أو الوذمة حتى ولا بتعزيز التباين قبل 4 2 – 48 ساعة من البدء . أما السكتات الصغيرة فقد لا تغير الكات أبداً . ومن النادر أن تصيب السكتة القفارية أشخاصاً تحت الخمسين من العمر ، وقلما تصيب الأشخاص تحت السبعين إلا بوجود عوامل خطر نوعية أو أسباب سمية أو جهازية يمكن كشفها . أما المرضى الذين ليست لديهم مثل هذه السوابق الظاهرة فيستحقون تقييماً حذراً .

والتفريق بين هجمة القفار العابر والسكتة المترقية والسكتة التامة الخفيفة والسكتة التامة الشديدة يكمن في شكل حدوثها . ويجب تفريق هجمات القفار العابر عن النوب الصرعية ، وليس ذلك صعباً عادة لأن هجمات القفار العابر نادراً ما تسبب تشنجاً أو اختلاجات وإنما تسبب ارتخاء وشللاً . والنوبة الصرعية أقصر ويتلوها سبات قصير . ولكن إذا عاودت النوب بشكل نمطي فيفضل إجراء تصوير بالكات لنفي الأورام .

ويمثل الزرق أو أمراض العين الأخرى والتهاب الشرايين القحفية والشقيقة أسباباً للعمى في عين واحدة . ويمكن للشقيقة القاعدية – وهي شائعة في الشباب ، وفيها استعداد عائلي قوي – أن تحدث أعراضاً توحي بالقفار العابر في الشريان القاعدي ولكنها تفرق عنه بالعمر والسوابق العائلية وبتكررها .

ويختلف الدوار الوضعي السليم عن قفار الشريان القاعدي العابر بصلته الصحيحة بوضعة معينة وعدم مشابهته لأعراض مضيق الدماغ الأخرى . ونفس الاعتبارات تنفي الإحساس بالدوخة الذي يشكو منها كثير من المسنين . ونادراً ما تسبب لانظمية القلب أعراضاً تشبه القفار العابر . كما أن هجمة القفار العابر نادراً ما تسبب غشياً . ويحدث الورم الدموي تحت الجافية أو أمهات الدم الكبيرة غير المتمزقة داخل القحف أحياناً هجمات لا تفرق عن هجمات قفار السباتي العابرة ، والتي قد يكون سببها صمي أيضاً . ولكن مثل هذه العوارض نادرة في غياب الأعراض النوعية للاضطراب الأولي المسبب .

يجب تمييز السكتة الصغيرة أو الكبيرة المترقية أو السكتة الكاملة عن النزف الدماغي العميق . يحدث النزف الدماغي العميق عادة صداعاً أشد وتطوراً أسرع ونوباً صرعية أكثر وتغيرات بارزة في الجملة المستقلة . ويمكن للورم الدماغي أن يشابه السكتة في بعض الحالات عندما ينزف في داخله أو عندما يتسع فجأة . ومثله أيضاً الخراجات الدماغية اللاحرارية أو الأورام الحبيبية . ويفرق التصوير بالكات والمراي بين الأشكال الثلاثة . ويعطي الشلل التالي للصرع مظهر السكتة ولكن القصة مميزة . أما إذا لم نشاهد النوب الصريحة فإن العمر والشفاء السريع يساعدان على التفريق عادة . ولتصوير شرايين الدماغ فائدة ضئيلة في تقييم السكتة الحادة أما فائدتها في التدبير بعد المعالجة فستذكر فيما بعد .

وتشخيص السبب في السكتة مهم لتوجيه التدبير الحاد والمزمن . ويستحق المرضى تقييماً دقيقاً للجملة القلبية الوعائية بالاستناد على الموجودات الأولية وعلى عوامل الخطر المعروفة . ويمكن لتخطيط صدى القلب ودراسة حركة الجدار أن تكشفا مصادر الصمات في مرضى تدلي التاجي ، وتضيق التاجي واحتشاء الجدار الأمامي وورم الأذينة المخاطي النادر . وقلما يعطي تخطيط كهربائية الدماغ وغيره من الدراسات العصبية الفيزبولوجية معلومات مفيدة .

وقد أصبحت التحريات غير الجارحة كدراسة الجريان في السباتيين بالأمواج فوق الصوتية أو بدوبلر أكثر فائدة في النقاهة منها في الدور الحاد . وإجمالاً كلما كانت الإصابة العصبية الأولية محدودة وعكوسة ، كلما كان البحث الدؤوب عن الأسباب النوعية ضرورياً ، إذ يمكن للمعالجة الواقية أن تقلل من خطر أذية الدماغ في المستقبل

 

المصدر: البوابة الصحية

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!