نادية سعد الدين

عمان- ساد التوتر الأمني في قطاع غزة، أمس، عقب سلسلة الغارات الجوية الكثيفة التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، والمصحوبة بتوغل بري محدود للقطاع، وسط تصدي المقاومة الفلسطينية لعدوان الاحتلال، وتأكيد استمرارها بالدفاع عن الشعب الفلسطيني.
وعلى وقع الهدوء الحذر؛ فقد توعد الاحتلال بالتصعيد في حال استمرار إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية له، بما يشكل تهديداً للمستوطنين ولكنه يعد أيضاً وسيلة فلسطينية لتنبيه دول العالم للحصار الإسرائيلي الجائر الذي يرزح أهالي قطاع غزة تحت وطأته منذ العام 2007، والذي تسبب في تردي الظروف المعيشية للمواطنين.
وقد شنت طائرات الاحتلال الحربية سلسلة غارات عدوانية على قطاع غزة، حيث قصفت المدفعية الإسرائيلية أرضاً زراعية فارغة، ونقطة رصد للمقاومة الفلسطينية شرقي مدينة رفح إلى الجنوب من قطاع غزة، بسبعة صواريخ على دفعتين.
كما قصفت موقعاً للمقاومة بصواريخ من طيران الاستطلاع والحربي، ونقطتي رصد للمقاومة شرق مخيم “البريج” للاجئين، وبلدة “جحر الديك” وسط قطاع غزة.
وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال، وفق المواقع الإسرائيلية، إن “طائرات حربية وطائرات عمودية ودبابات تابعة للجيش الإسرائيلي هاجمت عدداً من الأهداف التابعة لحركة “حماس” في قطاع غزة”.
وزعم، بحسب نفس المواقع الإسرائيلية، أنه “تم خلال الهجوم استهداف مجمع عسكري وبنية تحتية تحت الأرض ومراكز مراقبة تابعة للحركة”، مدعياً أن “الهجوم يأتي رداً على تفجير بالونات ناسفة أطلقت من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي”.
واعتبر جيش الاحتلال جميع الأنشطة ضد المستوطنات “خطيرة للغاية وسيواصل العمل لوقفها”، محملاً “حركة “حماس” مسؤولية ما يحدث داخل قطاع غزة وخارجه، حيث ستتحمل تبعات الأعمال ضد المستوطنين”، وفق قوله.
وقد اندلعت الحرائق في عدة مناطق بمستوطنات غلاف قطاع غزة، جراء سقوط البالونات الحارقة التي أطلقت من القطاع.
وزعمت المواقع الإسرائيلية إن “أكثر من 60 حريقاً اندلع في مستوطنات إسرائيلية، جراء إطلاق البالونات.”
وأفادت بأن الحرائق “اندلعت في المجلس الإقليمي عسقلان، ونتيف هعسراه، ومفترق ياد مردخاي، وحريق آخر اندلع في المجلس الإقليمي شعر هنيغف”.
وطبقاً للأنباء الفلسطينية؛ فإن محاولات جيش الاحتلال فشلت حتى اللحظة في التعامل مع هذه البالونات والطائرات، التي باتت تشكل تهديداً حقيقياً للمستوطنين.
ويُشار إلى أن إطلاق البالونات الحارقة توقف منذ ما يزيد عن 7 أشهر، مع تقدم في تفاهمات الهدوء بغزة، إلا أن الحديث يدور عن تراجع سلطات الاحتلال عن بعضها. وبموازاة ذلك؛ توغلت عدة جرافات عسكرية إسرائيلية شمالي قطاع غزة، وقامت بأعمال تجريف تجريف وتسوية لأراضي المواطنين في المكان.
من جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، “لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة مقاومته ووضع حد لحصار غزة”.
وقال الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، إن “استمرار التصعيد الإسرائيلي على غزة وقصف مواقع المقاومة، يؤكد مضي الاحتلال في سياساته وجرائمه، التي لن تثني الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة عن مواصلة طريق النضال والكفاح دفاعاً عن حقوقه وحريته، ووضع حد لمعاناة غزة وحصارها”.
وأضاف إن “الحصار الظالم الذي يفرضه الاحتلال على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة منذ 14 عاماً بهدف تدمير حياة سكانه وعزلهم جغرافياً واجتماعياً وسياسياً لا يمكن القبول به أمراً واقعاً، ولن يستمر السكوت عليه”.
ورأى أن “الإستهداف المستمر لقطاع غزة، يأتي ضمن السياسة العدوانية الشاملة على كامل فلسطين، والذي لا ينفصل عن استهداف الأهالي في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948”.
وشدد برهوم على أن العدوان الإسرائيلي “يحتم على الكل الفلسطيني، رسمياً وشعبياً وفصائلياً، تحمل مسؤولياتهم في التصدي لمخططات الاحتلال والدفاع عن الشعب الفلسطيني وحماية مصالحه”.
فيما أفاد موقع صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن “المؤسسة العسكرية والأمنية تتعامل مع استمرار إطلاق البالونات الحارقة على محمل الجد، ولكنها تحاول تجنب رد عسكري شديد القسوة ما قد يؤدي بالمنطقة إلى التصعيد.”
وبحسب الموقع، فإن “المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية تفضل توفير فرصة للاتصالات من خلال الوسطاء مثل قطر ودول أوروبية أخرى، لتحقيق الهدوء في المنطقة.”
وبالرغم من ذلك، فإن المؤسسة ذاتها ترى بأن زيادة عدد البالونات الحارقة قد يضر بالأمن الشخصي لسكان الغلاف من المستوطنين، وأنه في حال استمرت الحرائق، فإن جيش الاحتلال “في النهاية يتعين عليه تكثيف الرد”، بحسبها.
وتزعم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن “حماس في مأزق، وقد يؤدي تآكل انجازاتها في مواجهة الاحتلال إلى انتقادات من الشارع بغزة، في حين أن أي جهد من خلال الوسطاء، من شأنه أن يؤدي إلى مساعدة اقتصادية لغزة وجلب الأموال من قطر لتعزيز سيطرة الحركة”، وفق ما ورد في الصحيفة الإسرائيلية.