التويجري: نريد هيئة عالمية بالعالم الإسلامي تنتج أفلامًا

التويجري نريد هيئة عالمية بالعالم الإسلامي تنتج أفلاما د عبد العزيز التويجري مدير عام الإيسيسكو - الإيسيسكو لا يمكن أن تحل وحدها مشاكل العالم الإسلامي - نسعى إلى خلق هيئة مشرفة على المنظمات المهتمة بالحوار مع الغرب تمثل العالم الإسلامي والعلماء من مختلف المذاهب والجهات لإعطاء رؤية واحدة وصوت واحد وموقف..

د. عبد العزيز التويجري مدير عام ” الإيسيسكو ” :
– “الإيسيسكو” لا يمكن أن تحل وحدها مشاكل العالم الإسلامي .
– نسعى إلى خلق هيئة مشرفة على المنظمات المهتمة بالحوار مع الغرب تمثل العالم الإسلامي والعلماء من مختلف المذاهب والجهات لإعطاء رؤية واحدة وصوت واحد وموقف واحد .
– نريد هيئة عالمية بالعالم الإسلامي تنتج أفلاما مثل عمر المختار والرسالة .
– العالم الإسلامي في حاجة إلى نهضة حضارية لا تتم إلا بصنع الإنسان القادر على صنعها 
_________________
” الإيسيسكو” من المنظمات التي لا يعرفها إلا القليل من المثقفين؛ لارتباطها بالثقافة والعلوم والتربية وما يدور في فلك هذه الأركان التي بغيرها لن تقوم قائمة أية أمة من الأمم . والدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري مديرها العام رجل ذو هم وفكرة، في هذا الحوار يكشف عن جزء من هذا الهم والفكر ويتحدث عن وجهة نظر المنظمة الإسلامية للثقافة والعلوم والربية في الحوار القائم بين المسلمين و بين الغرب ، ورأى أنه غير كاف وأنه تحول عوامل التشتت والمذهبية دون إحراز ثمراته . وقال بأن “الإيسيسكو” تسعى إلى خلق هيئة مشرفة على المنظمات المهتمة بالحوار مع الغرب ، وأن هذه الهيئة يجب أن تمثل العالم الإسلامي وعلماءه من مذاهب وجهات مختفلة كي تمثل رؤية واحدة وصوتا واحدا وموقفا واحدا للمسلمين جميعا .
من جهة أخرى أشاد باهتمام سمو أمير دولة قطر بالفضائية الإسلامية التي يرجى منها أن تقدم حقيقة الإسلام وحضارته وحقيقة الأوضاع بالبلدان الإسلامية ، ورأى أن الإعلام الإسلامي يساهم جله في تنشئة سيئة للنشء ذهنيا وخلقيا وفكريا ، وأكد أن المنتج الفني لدينا تجاري وركيك وضعيف ، وأن منتجينا يهتمون بقضاياالإغراء والعنف والجنس ،ودعا العالم الإسلامي إلى الاهتمام بصنع الإنسان القادر على إحداث نهضة حضارية . هذا بالإضافة إلى أراء وأفكار أخرى فإلى نص الحوار :
– نبدأ من حيث انتهى المؤتمر الثالث لوزراء الثقافة الإسلامي الذي عقد بدولة قطر أخيرا، هل حقق هذا المؤتمر ما كان مأمولا منه ؟size=3>
القرارات التي أصدرهاالمؤتمر بشأن التقاريروالموضوعات المطروحة في جدول الأعمال كانت ملبية لتطلعات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ومستجيبة لما كنا نود من هذا المؤتمر الذي لم يترك أي قضية من قضايا جدول الأعمال إلا ودرسها دراسة مستفيضة ، واتخذ بشأنها قرارا إيجابيا . من هذا المنطلق نقول حصيلة هذا المؤتمرحصيلة إيجابية وداعمة للمنظمة .

– دعا المؤتمر الثالث إلى إنشاء فضائية إسلامية ، هل يمكن أن نتعرف على بعض أهدافها ، وأي التصورات ستنطلق منها؟size=3>
الفكرة جاءت من دولة قطر ، و طرحت في المؤتمرالعام في دورته السابعة المنعقدة بالرباط نوفمبر2000 ، وقد وافق المؤتمر مبدئيا على هذه الفكرة وطلب من المدير العام أن يربط الصلة بالمسؤولين بدولة قطر لمتابعة الموضوع .
ثم طرح هذاالمقترح على المجلس التنفيذي في دورته الثانية والعشرين التي عقدت قي الشارقة ، قبل أسبوع من انعقاد المؤتمر الثالث لوزراء الثقافة الإسلامي ووافق على المشروع وطلب عرضه في جدول أعمال دورة الدوحة ؛ فالمشروع إذن أصبح رسميا ، وأصبح مقبولا في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي وفي إطار المنظمة الإسلامية للتريبة والعلوم والثقافة .
أما الأهداف التي يسعى إليها هي نشر المعلومات الصحيحة عن العالم الإسلامي وعن الدين و الحضارة الإسلاميين باللغات الحية لتنوير الرأي العالمي بحقيقة الدين الإسلامي وبحقيقة الأوضاع في العالم الإسلامي ، وبإنجازات الحضارة الإسلامية عبر العصور ، وبتميزها في الفترات التي كانت مزدهرة فيها وبقدرتها اليوم على المساهمة الفعالة في إغناء الحضارة الإنسانية . وكذلك يهدف هذا لمشروع إلى تصحيح المعلومات الخاطئة التي تروج عن الإسلام والمسلمين وحضارتهم في كثير من وسائل الإعلام العالمية – وخاصة الغربية منها .
وحيث إن العالم الإسلامي لا يملك منبرا إعلاميا للغات الحية في العالم يستطيع من خلالها أن يحقق هذه الأهداف فإن إنشاء هذه القناة أصبح أمرا ضروريا خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم الإسلامي ، وفي ظل المتغيرات الخطيرة التي يعيشها العالم ككل بعد 11 سبتمبر ، وما تبعها من أحداث لا تزال تتفاعل ، لذلك لا بد أن يكون هذا المشروع قويا ومتفاعلا .
وأنا متفائل بالاهتمام الواضح بهذا الموضوع بمؤتمر الدوحة وإن كانت هناك بعض الأصوات المترددة إلا أنها أصوات خافتة وليست مؤثرة . وأغلبية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي موافقة على هذا المشروع ، ومتحمسة له .
ثم إن دولة قطر التي طرحت هذه الفكرة من أعلى مستوى فيها فالأمير حفظه الله متحمس ومتفاعل معه ، ونحن نتوقع أن يتم تنفيذه في أقرب وقت ؛ ليفتح مجالا جديدا في ميدان الإعلام الإسلامي خاصة ما يتعلق بالميدان الثقافي قصد تنوير الرأي العالمي كما أسلفت .

– مادمنا نتحدث عن الإعلام : إذا نظرنا إلى واقع العالم العربي والإسلامي الذي يعرف تنوعا في وسائله ، هل لهذه الوسائل الإعلامية دور يذكر في تعزيز الثقافة الإسلامية؟size=3>
بعض هذه الوسائل الإعلامية لها دور متميز ولها إسهامات جيدة ، وبعضها على العكس يضر بالتكوين العام للنشء ذهنيا وخلقيا وفكريا . وعلى كل حال نحن نتمنى أن تكون وسائل الإعلام في العالم الإسلامي تهدف إلى بناء الشخصية الإسلامية المتكاملة ؛ فالوقت ليس في صالحنا نحن المسلمين ؛ لأننا نعاني من تخلف في ميادين كثيرة : الأمية مستشرية، والضعف الاقتصادي ينهش في الجسد الإسلامي في كثير من دوله، والتأخر في ميادين العلم والتقانة والتصنيع – بل حتى في مجال المبادلات التجارية فلا تزال هناك حدود وقيود تحول دونها – فالعالم الإسلامي يحتاج إلى أن ينهض نهضة حضارية والنهضة لا تتم إلا بصنع الإنسان القادر على صنع هذه النهضة الحضارية ولذلك فإن الإعلام مطلوب منه أن يكون عاملا مساعدا في تكوين الشخصية الإسلامية ؛ من خلال ما يبثه من أفكار ورؤى وقضايا وبرامج نرى – في واقعنا – في كثيرمن الأحايين أنها ليست هي ما يحتاج إليه المسلم اليوم ؛ فهي إما برامج مغرقة في الترفيه وإما دعائية أو سياسية تخدم جهات محدودة وليست هناك برامج ثقافية تهتم بتوجيه الإنسان وتثقيفه وتقويم سلوكه .

– في هذا الخصوص أيضا هل لمؤسسة ” إيسيسكو ” برامج قامت بإعطائها لمؤسسات إعلامية قصد خدمة الثقافة الإسلامية؟size=3>
المنظمة أنتجت مجموعة من الأفلام الثقافية عن معالم الثقافة الإسلامية عند المسلمين وعن علومهم وعن المساجد في العالم الإسلامي ‘ وعن الاحتفالات الإسلامية في جميع أنحاء العالم الإسلامي ، وغيرها من قضايا أخرى أنتجت في أفلام وثائقية ، ووزعت على محطات التلفزة في دول أعضاء المؤتمر الإسلامي ، وكنا نود أن نراها تبث مرارا وتكرارا لما فيها من فائدة ، وليتعرف المسلون على بعض ، ولتتعارف الدول فيما بينها .
كما أننا أنتجنا فيلما عن الرحالة المسلم ابن بطوطة وهذا الفيلم أيضا وزع ولكنني لم أره يبث .إنتاجنا محدود لكنه في مضمونه جيد . والمنظمة بصفتها بيت خبرة هي ليست مؤسسة لإنتاج الأفلام من هذا النمط وهي مشاركة في برامج أخرى في مجال التدريب و التأهيل والتأليف والترجمة والنشر وتحقيق التراث ، والعناية بالأبحاث العلمية ، واجتماعات العلماء وإعطاء المنح الدراسية ..إلى غير ذلك من الأعمال .
ونتمنى أن تكون هناك هيئة عالمية بالعالم الإسلامي تعنى بالإنتاج البرامجي ، من خلال الأفلام والتسجيلات الوثائقية .. لماذا لا يكون للعالم الإسلامي مؤسسات كبرى مثل ما لدى الغرب ، تنتج الأفلام الوثائقية والتاريخية والترفهية أيضا لقد أصبح المنتج الفني لدينا تجاريا وركيكا وضعيفا في محتواه وأصبح الذين ينتجون الأفلام يهتمون بقضايا الإغراء والجريمة والعنف .. أصبحوا يقلدون المؤسسات الغربية الفاسدة التي تنتج أفلام العنف والجنس وغيرهما نحن نريد أفلاما في مستوى أفلام عمر المختار والرسالة وغيرهما من الأفلام الكبيرة التي لاتزال حاضرة رغم ما مر عليها من سنين ولا يمل الإنسان من مشاهدتها حتى ولو تم تكرارها عدة مرات .

– انخرط العالم الإسلامي منذ مدة في حوار مع الغرب من خلال بعض مؤسساته ، هل ترون أن هذا الحوار الذي تم كاف ؟ وماهي الأسباب التي حالت دون بروز ثمراته؟size=3>
الحوار – بشكله الحالي – غير كاف P لأن المشاكل كثيرة والخلافات بين العالم الإسلامي والغرب تزداد يوميا . وأصبح هناك من يريد أن يحدث قطيعة بين هذه الطرفين ، ويجعل هذه القطيعة في شكل صدام أو صراع حضاري .. هذا شيء مخيف . العالم الإسلامي بدأ الحوار على استحياء ، والغرب لم يكن مستعدا له – أي الحوار – لأن الغرب قوي اقتصاديا وعلميا وتكنولوجيا وعسكريا ؛ فهو ليس في حاجة إلى أن يحاور الضعفاء . ونحن ضيعنا فرصا كثيرة كان بإمكاننا باغتنامها أن نكون في وضع أفضل مما نحن عليه اليوم ، وكان سيستمع إلينا غيرنا ، ويتحاورمعنا في احترام وفي مستوى الندية ، الغرب اليوم يصل إلى مصالحه وأهدافه بنا أو بغيرنا ، فهو غير مهتم بالحوار معنا .. ونحن الذين نسعى إليه ، ونطلب الحوار معه وندوة العلماء التي عقدت بالدوحة مؤخرا حول الإسلام والتراث الثقافي والمؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة كذلك ناقشا هذاالموضوع .
وفي إحدى التوصيات أو بنود القرارات كان هناك تأكيد على الحوار ؛ لكن : هل الطرف الآخر مستعد للحوار؟ هل هو يتعامل بنفس الرؤية وبنفس الصدق والحماس للحوار؟ الحوار الحالي غير كاف ، ولكي يكون مجديا ونافعا لا بد أن ينظم تنظيما جيدا وأن تكون هناك قنوات محددة للحوار ومعروفة ، وليس كل من أراد أن يحاور يذهب فيحاور بأسلوبه وبطريقته ، فتكثر الطرق ، وتضيع الأمور .
مع هذه الجماعات الكثيرة لا بد من تنظيم الحوار وأن تكون هناك هيئة واحدة ؛ حتى يدرك الغرب – وغيره – أن للعالم الإسلامي رؤية واحدة وصوتا واحدا وموقفا واحدا من القضايا التي ننشغل بها وينشغلون بها هم أيضا ..
أما أن يذهب الأزهر فيحاور الفاتيكان ، وتذهب مجموعة من العلماء فيحاوروا ، وتذهب مجموعة أخرى من إيران فتحاور!! هذه الأخيرة هيئة واحدة تتحاور معها عدة جهات من العالم الإسلامي ، وهذا غير معقول وغير منطقي ، يجب أن تكون هناك لجنة واحدة للحوار، بحيث تكون تركيبتها وتشكيلتها ممثلة للعالم الإسلامي وللعلماء من مذاهب وجهات مختلفة ، وعندئذ سيصبح لنا صوت واحد ، ويمكن عندئذ أيضا أن يحترمنا غيرنا في حواره معنا . أما أن يتحاور معنا ونحن متفرقون وكل له صوت وكل له وجهة نظر فأعتقد أن هذا ليس في صالح العالم الإسلامي صراحة .

– بالنسبة للحوار مع الغرب ألم يشكل حدث 11سبتمبر ضربة قاضية له؟size=3>
لا لم يشكل ضربة قاضية ؛ بل ضربة مؤلمة جدا ؛ لأن الحدث كان كبيرا ومزلزلا للعالم كله .
ونحن أدنا هذاالعمل الإجرامي الذي تعرضت له أمريكا ؛ ليس من منطلق الخوف منها ، بل هذا ما نؤمن به فنحن ضد الإرهاب وضد العدوان على الأبرياء في أي مكان من العالم .
نحن أدنا هذا العدوان ولا نزال ندين العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين .
هذه الضربة أفسدت الكثير من الإنجازات التي تحققت في السنوات العشر الماضية ، ولكنها لم تحل بيننا بين الوصول إلى أهدافنا ؛ فنحن مصممون على مواصلة الحوار مع العقلاء الكثيرين ، ومع الذين يحبون الأمن والسلام لهذا العالم لكي نحقق ما نصبو إليه نحن وإياهم ، ولكي نحول بين المفسدين وبين أهدافهم الشريرة التي يريدون من خلالها السيطرة على العالم ، وتحقيق مآرب ليست في مصلحة شعوب العالم على الإطلاق .

– وكيف تنظرون إلى واقع الثقافة والعمل الثقافي في العالم العربي والإسلامي ؟ وهل هذان العالمان يقومان بدورهما في هذا الخصوص ؟size=3>
العالم العربي الإسلامي لا يقوم بواجبه حقيقة ، والواقع الثقافي – بكل ألم وصدق – ضعيف ، وإذا أردنا أن نقارنه بالواقع الرياضي فالرياضة أفضل منه فهذه الأخيرة تعطى كل الاهتمام والدعم المادي والمعنوي والتكريم والتقدير لممارسيها ، والصفحات الرياضية في الصحف هي الأطول وصفحة الدين والثقافة صغيرة ومنزوية ، والتلفزيون يعطي مساحة واسعة لتغطية المباريات ولقاء اللاعبين !!
إذن لا مجال للمقارنة بين الرياضة والثقافة فهذه الأخيرة أصبحت في الخلف ، نعم الرياضة جزء من مجتمعاتنا ، ومن الأنشطة المرغوب فيها ، ونحن نشجع عليها ، والاهتمام بها ولكن يجب أن يكون هناك توازن أن ننظر إلى الأولويات ، وإلى الأمور حسب أهميتها ، فالواقع الثقافي ضعيف ،وليس في موقع الندية للواقع الثقافي بالغرب .
الغرب يهتم بالرياضة ؛ ولكنه يهتم أيضا بالثقافة وبالفن وبالعمل الأدبي .. لديهم دور نشر كبيرة ، ولديهم متاحف ومؤسسات ثقافية متعددة ، ولديهم إنتاج ضخم ، والأسواق مليئة به والغرب يقرأ كثيرا … إذا كانت دار النشر الواحدة تطبع من كتاب واحد مليون نسخة …
أين هي دار النشر في العالم العربي والإسلامي التي تطبع مثل هذا العدد ؟ لا توجد إطلاقا.. فنحن نحتاج إلى أن نقوي العمل الثقافي ، وتقويته تبدأ بإعطاء هيئاته الاهتمام الذي تستحقه !

– ما الذي قدمتموه للعمل الثقافي من خلال تجربة مؤسستكم إيسيسكو ؟size=3>
الإيسيسكو منظمة حكومية أنشاتها دول أعضاء المؤتمر الإسلامي ومنذ إنشائها تقدم خدماتها وتعمل بشكل جاد للإسهام في التنمية الثقافية والعلمية والتربوية في الدول الإسلامية وتساعد الأقليات المسلمة من خلال برامج كثيرة فنحن من خلال إستراتيجيتنا التي وضعناها شاركنا في دعم العمل الثقافي ، وتكوين الأطر وعقد اللقاءات والندوات المتخصصة ونشرنا الكثير من الإصدارات . ولنا اهتمام بتحقيق كتب التراث ، ولنا موقع بالإنترنت ، وفيه كثير من الإصدارات باللغات الثالثة العربية والإنجليزية والفرنسية ولكن هذا غبر كاف كما أن ” الإيسيسكو” ليست المؤسسة الوحيدة في العالم الإسلامي التي يمكن أن تحل مشاكله ، العالم الإسلامي كبير ، وواقعه الثقافي يحتاج إلى أكثر من مؤسسة ، ويحتاج إلى دعم متواصل وكبير .
وكنا نتمنى لو أن الدعم الذي يصل إلى المنظمة يتناسب مع الاحتياجات والتحديات التي نراها في هذا العالم ولكن أقول أن المنظمة كانت ناجحة في أداء مهامها ؛ رغم قلة الموارد وكثرة العوائق وحققت الكثير من أهدافها ووصلت إلى مستوى متميز بحيث صارت تقف في مصاف المنظمات الدولية الكبرى ، على سبيل المثال صارت ” اليونسكو” تأتي فتطلب المشاركة في ندواتنا . وهناك منظمات أخرى تسعى لتوقيع بروتوكولات تعاون مع ” الإيسيسكو ” وهذا يدل على مكانتها المتميزة ، ونريد لها أن تستمر في مواصلة عطائها التربوي والعلمي والثقافي لدعم التنيمة الشاملة في المجتمعات الإسلامية .

– بخصوص العالم الغربي ، ماهي أهم الإنجازات التي حققتها الإيسيسكو هنالك ؟size=3>
حققت أشياء كثيرة : أولا عملت مع مؤسسات ثقافية إسلامية على وضع إستراتيجية العمل الثقافي الإسلامي بالغرب ، التي اعتمدت في القمة الإسلامية التاسعة المنعقدة بالدوحة أكتوبر 2000 ، وأصبحت هذه الوثيقة تنظم العمل الثقافي الإسلامي بالغرب . وهناك لقاءات واجتماعات سنوية ، تشرف عليها المنظمة وترعاها .
وامتد عملنا إلى أمريكا اللاتينية ، ونقدم المنح الدراسية لأبناء المسلمين ، ونعقد دورات تدريبة وندوات ، وغيرها من الأعمال المختلفة .
وإستراتيجية العمل الثقافي ؛ إذا ما طبقت تطبيقا سليما ، خاصة إذا تضافرت جهود العاملين سيكون لها الأثر الكبير في تقوية موقف المسلمين في الدول الغربية ، وفي تمكينهم من الحصول على المعلومات ، والخبرات التي تقوي من مؤسساتهم وتطور من قوتها على الصمود .

– ما هي أهم الخطط المستقبلية للإيسيسكو للارتقاء بالعمل الثقافي ؟size=3>
المنظمة الإسلامية للثقافة والتربية والعلوم (الإيسيسكو) حاليا تنفذ الخطة الثلاثية الخامسة ، وهي خطة طموح ، وقد بقي عليها سنتان ، وكذلك نحن في إطار خطة متوسطة المدى تنتهي في عام 2009 .
ونطمح أن نزيد من فعالية المؤسسة ومن برامجها وأنشطتها وأن نتعامل مع المتغيرات الدولية في مجال اختصاصنا بحيث لا نقوم برد الفعل بل نكون متهيئين لأي طارئ ، ومستعدين له قبل أن يحدث . وهذا لن يتم إلا من خلال الدراسات الإحصائية الدقيقة ، ورصد الواقع ، ووضع الخطط السليمة التي على أساسها تنفذ البرامج والأنشطة بشكل جيد ينفع الدول الأعضاء وفي الوقت نفسه يمكن المنظمة من احتواء أي حادث أو طارىء
أما فيما يخص الحوار فإننا سنستمر في مشوارنا الذي بدأنا منذ مدة ، والذي ينطلق من ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي . ولدينا مؤتمرات دولية في المستقبل القريب في هذا الشأن ، كما أننا نسعى إلى خلق هيئة مشرفة على المنظمات التي تهتم بالحوار مع الغرب وبعد ذلك تعمل كل واحدة على واجهة معينة – ولكن تحت مظلة موحدة – ونحن لا نستجدي الغرب ونطلب الحوار معه ، بل نريد أن نساهم في حل مشاكلنا ومشاكله .

– بفلسطين تراث إسلامي يتعرض للهدم ، ماهو دور المؤسسة في الحفاظ عليه ؟size=3>
منذ إنشاء المنظمة وهي تعنى بهذا الجانب . ونحن الآن نتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية لدعم المؤسسات الثقافية والعلمية والتربوية ، وللعناية بمعالم الحضارة الإسلامية بفلسطين .
ونحن ننسق عملنا وجهودنا مع اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة هناك . وقد قدمنا مساعدات مادية ،وقمنا بترميم بعض المآثرالتاريخية – خاصة بالقدس – وقدمناالدعم للجامعات ، وأعطينا المنح للطلاب الفلسطينين .
لكني أقول العناية بمعالم الحضارة تتطلب جهودا تشترك فيها الجوانب المادية والفنية ، لا بد أن يكون هناك خبراء يمنحوا فرصة الذهاب إلى عين المكان كي يقوموا بمعاينة المآثر التي تحتاج إلى العناية والترميم ، ولا بد أن تكون هناك موارد مالية للقيام بهذه المهام .
في الوضع الحالي وفي ظل الاعتداءات الإسرائيلية والحصار لا يمكن لأحد أن يقوم بهذه الأعمال فالدبابات تتجول في شوارع القرى والمدن الفلسطينية ، والرصاص ينهمر من كل جهة ، والعالم يتفرج فنحن نريد أن ننقد الإنسان أولا لكي نستطيع بعد ذلك إنقاذ العمران ، الذي يقتل اليوم هو البشر ولما يسلم من القتل ، سننقذ بعد ذلك

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!