الجنف التنكسي

تطور الجنف التنكسي:

تساعد المفاصل الصحية على انحناء العمود الفقري بسلاسة، وتعمل الأقراص الموجود بين الفقرات على امتصاص الصدمات بين عظام العمود الفقري، لكن مع التقدم بالعمر يعاني الجميع من تنكس طبيعي في هذه الأجزاء مع كون هذا التنكس أسرع وذو أعراض واضحة عند البعض.

حدوث التنكس بشكل أكبر في جهة معينة من العمود الفقري، قد يؤدي إلى تطور الجنف، ويظهر الانحناء أو التحدب عادة في أسفل الظهر على شكل “C”.

في حالات كثيرة لا يعاني المصاب بالجنف التنكسي من أي أعراض، لكن قد تظهر بعض الأعراض وتختلف من شخص لآخر بناءا على حدة الحالة، وتشمل:

• آلام تبدأ تدريجيا، حيث لا تأتي آلام الظهر بشكل مفاجئ، بل تبدأ بالازدياد مع الوقت، وترتبط عادة بالحركة، وتكون عادة على شكل آلام باهتة أو تصلب في أسفل الظهر، وقد تصيب في حالات نادرة منتصف الظهر.
• آلام الظهر تزداد سوءا عند الوقوف، وتقل عند الإستلقاء.
• الآلام تزداد في الصباح وتتحسن أثناء اليوم مع الحركة، ولكن قد تسوء أيضا في نهاية اليوم أو بعد القيام بنشاطات عنيفة أو مرهقة.
• آلام تشبه الصدمات الكهربائية في إحدى أو كلا الرجلين.
• ضعف وتنميل في إحدى أو كلا الرجلين.
• تغيرات في القامة، نتيجة التنكس المستمر في العمود الفقري، قد تصبح الأكتاف و/أو الوركين غير متناسقة، ويمكن أن يصبح المصاب أقصر.

مع استمرار التنكس في حالة العمود الفقري، قد يسبب الجنف أعراضا أخرى تعيق النشاطات اليومية وتتطلب تدخلا طبيا، وتشمل:

أعراض جذرية (Radicular symptoms):

تظهر هذه الأعراض في حال اصطدام أحد الأعصاب بالعظام نتيجة نموها أو اندفاعها نحو الأعصاب، وقد تشمل هذه الأعراض الشعور بالألم، أو الدغدغة، أو التنميل، أو ضعف ووهن ينتقل من أسفل الظهر إلى الأرداف والأفخاذ وحتى الأقدام، ويشعر المصاب بهذه الأعراض غالبا في جهة واحدة من الجسم.

العرج العصبي (Neurogenic claudication):

في حال تضيق القناة القطنية (أسفل الظهر) للعمود الفقري، الضغط الواقع على الأعصاب في هذه المنطقة قد يؤدي إلى تطور آلام و/أو تشنجات في عضلات الرجلين أثناء المشي.

يظهر هذا الألم عادة في كلا الرجلين وبعد مشي المصاب لمسافات قصيرة، ويمكن زوال الألم كليا عند الجلوس، وفي بعض الحالات عند ثني الظهر للأمام قد يقل الألم.

تشوهات شديدة في العمود الفقري:

في حالات وصول التقوس أو الإنحناء الناتجة عن الجنف إلى 90 – 100 درجة أو أكثر، قد ينحني المريض إلى الأمام بشكل ملحوظ، الاعتلال الذي يسمى بالحداب (kyphosis)، أو قد ينحني إلى الجانب، وفي بعض الحالات للجهتين.

قد يسبب هذا التغير الكبير في قوام العمود الفقري إلى مشاكل في التوازن، أو إلى ضغط أضلاع القفص الصدري على القلب أو الرئتين أو على أعضاء أخرى من الجسم.

في حالات نادرة، قد يصطدم أو يهيج التشوه الناتج عن الجنف بالنخاع الشوكي (spinal cord) بشكل كافي ليسبب ضعف شديد في القدمين، أو مشاكل في التحكم بالمثانة والأمعاء.

يتم أخذ التاريخ الطبي وإجراء فحص سريري للمصاب كخطوة أولية لتشخيص الجنف التنكسي، حيث يُسئل المصاب عن نوع الألم ومكانه وأوقات تحسنه أو ازدياده، ومراقبة عظام الظهر والأكتاف والوركين في حالة الوقوف والجلوس والانحناء.

كما يتم خلال الفحص السريري التحقق من قوة المريض، ومرونته ورد الفعل لديه. وفي حال وجود أعراض عصبية كآلام الرجلين والدغدغة والتنميل والضعف فيهما، يتم غالبا طلب إجراء أحد الصور التشخيصية، وتشمل:

• الأشعة السينية (X-ray).
• التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging).
• التصوير المقطعي المحوسب (Computed tomography).

تستخدم هذه التقنيات للكشف عن أي تنكس محتمل في العمود الفقري، وقياس درجة الإنحناء فيه.

يركز العلاج في أغلب الحالات على تخفيف الأعراض، وليس على تصحيح الانحناء، في حين لا يحتاج المصابين بالجنف التنكسي دون ظهور أعراض إلى أي علاج، ينبغي إجراء فحص دوري للكشف عن مدى تطور الانحناء.

يمكن تقسيم العلاج إلى:

علاج لزيادة القوة والقدرة على الحركة، ويشمل:

• العلاج الطبيعي، عن طريق القيام بتمارين معينة يشرف عليها أخصائي العلاج الطبيعي، لتقوية العضلات والحفاظ على رشاقة المفاصل والأنسجة اللينة.
• العلاج بالماء (Pool therapy)، حيث يتم القيام بتمارين معينة داخل بركة السباحة، حيث أن طفو الجسم في الماء يساعد على مقاومة الجاذبية وبالتالي تمكين المريض من التكييف مع وضع العضلات دون وضع الضغط على المفاصل.
• المساج، قد يكون المساج والتدليك لبعض المرضى، حيث يزيد من تدفق الدورة الدموية ويسهل من ترخية العضلات.

العلاج الدوائي:

تستخدم الأدوية للتخفيف من أعراض الجنف التنكسي المؤلمة، ولكنها لا توفر علاجا نهائيا للحالة، حيث يتم استعمالها للتخفيف من الأعراض أثناء تنفيذ الخطط العلاجية الأخرى، وتشمل:

• مسكنات الألم، كمضادات الإلتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs)، مثل الايبوبروفين والسيليكوكسيب. أيضا يمكن استخدام الباراسيتامول في حالات الآلام الخفيفة. لا ينصح باستخدام المسكنات المخدرة إلا في حالات قليلة عندما تفشل الأدوية الأخرى بمعالجة الأعراض.
• الحقن، حيث يتم استخدام حقن الستيرويدات التي تساعد على الخفيف من الالتهاب والألم، أو باستخدام حقن منع أو حظر مفاصل الفقرات (Facet Joint Injection) التي تقوم بمنع إشارات الألم من الوصول إلى الدماغ. يتم الحقن باستخدام إبر دقيقة مع توظيف الأشعة السينية لتحديد مكان الحقن بدقة.

علاجات لا جراحية أخرى:

• تقليل الوزن، للتقليل من الضغط الواقع على المفاصل.
• استخدام الدعامات، للحد من حركة الظهر مما يقلل من الضغط الواقع على المفاصل وبالتالي التقليل من الألم.
• استخدام تقنيات تقويم العمود الفقري اليدوية، حيث يقوم مختص بتقويم العمود الفقري بعمل جلسات علاجية تساعد على تخفيف الألم والحفاظ على حركية المفاصل.
• تناول الأطعمة أو المكملات الغذائية التي تحتوي خصائص مضادة للإلتهاب، مثل الكركم والزنجبيل، وشرب الكثير من الماء ااحفاظ على رطوبة المفاصل.
• العلاج بالحرارة و/أو البرودة، للتخفيف من الآلام سواء باستخدام الضمادات الباردة أو الحارة، حيث تساعد البرودة على تخفيف الإلتهاب، كما توفر الحرارة تسكين من آلام تصلب العضلات وفي زيادة تدفق الدورة الدموية.

العلاج الجراحي:

في حال استمرار الأعراض وعدم فعالية العلاج اللاجراحي، حيث أنها لا توفر شفاءا كاملا من الجنف، يتم أخذ العلاج الجراحي بعين الاعتبار، سواء للحفاظ على وظائف الأعصاب التي قد تتأذى نتيجة التشوه الناتج عن الجنف ومنع الزيادة في التحدب، أو للتخلص من الآلام الشديدة، وتشمل:

• عمليات إزالة الضغط (Decompression surgery)،حيث تتضمن هذه العمليات إزالة أجزاء معينة من الفقرات أو أجزاء أخرى من العمود الفقري لفك الضغط الواقع على الأعصاب أو النخاع الشوكي.
• عمليات إزالة الضغط والدمج (Decompression with fusion surgery)، حيث يتم إجراء العملية السابقة ثم يتم دمج فقرتين أو أكثر باستخدام طعم عظمي (bone graft) بناءا على حدة الجنف، لتثبيت العمود الفقري.

غالبا ما يتم إجراء الدمج مع عمليات إزالة الضغط، حيث أن القيام بها لوحدها في حالة وجود تحدب قد يؤدي إلى تدهورها وزيادة التحدب وعدم الاستقرار في العمود الفقري، وتستخدم لوحدها في حالات قليلة لكبار السن الذين لا يتحملون إجراءات جراحية أخرى.

يتم أخذ المشاكل الصحية الأخرى بعين الاعتبار قبل إجراء هذه العمليات، بالذات إن كان يعاني المريض من السكري، هشاشة العظام، أمراض القلب وغيرها، فعلى سبيل المثال من الصعب تنفيذ عملية الدمج لمرضى هشاشة العظام حيث أن العظام أصلا ضعيفة، لذلك يتم عمل موازنة بين المنافع والمضار المحتملة من العملية قبل إجرائها.

إن الجنف التنكسي هو حصيلة عدة عوامل أهمها التقدم في العمر مع إهمال صحة العمود الفقري والعظام بشكل عام، لذلك ينصح بتناول كميات جيدة من الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم، كمشتقات الحليب، والتعرض لأشعة الشمس للحصول على فيتامين د الضروري لإمتصاص الكالسيوم، أو الحصول عليهما من المكملات الغذائية الاخرى.

أيضًا تجنب الوضعيات التي تؤذي العمود الفقري، وعدم حمل الأوزان الثقيلة، وتجنب حمل حقائب الظهر الثقيلة على جهة واحدة من الأكتاف، والجلوس والنوم بوضعيات معتدلة، واستخدام الكراسي الطبية المريحة بالأخص إن كنت تجلس طول اليوم على المكتب أو أمام شاشة الحاسوب، تحرك أكثر ومارس الرياضة واتبع نظاما غذائيا صحيا.

Jonathan S. Duncan, All About Degenerative Scoliosis, Acceseed: 22/11/2018, from “https://www.spine-health.com/conditions/scoliosis/degenerative-scoliosis”

Degenerative Scoliosis: A Review, Accessed: 22/11/2018, from “https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3192887/”

Degenerative Scoliosis, Accessed: 22/11/2018, from ” https://www.columbiaspine.org/condition/degenerative-scoliosis/”

Tips for Preventing Adult Degenerative Scoliosis, Accessed: 22/11/2018, from “https://polarisspine.com/2017/09/tips-preventing-adult-degenerative-scoliosis/”