الحاجة نفيسة خويص: هذه حكايتي مع "توكتوك" الوصول للأقصى (مقابلة)

الحاجة نفيسة خويص: هذه حكايتي مع “توكتوك” الوصول للأقصى (مقابلة)

الحاجة نفيسة خويص: هذه حكايتي مع "توكتوك" الوصول للأقصى (مقابلة)

Quds

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول

الحاجة المقدسية نفيسة خويص المبعدة عن الأقصى للأناضول:
– الشرطة الإسرائيلية دائما إما تعتقلني أو تبعدني عن الأقصى
– فكرت بشراء توكتوك حتى أصلي الفجر في الأقصى ولا تتم مخالفتي
– أنقل المصلين من كبار السن إلى أبواب الأقصى وأوزع الحلوى وشاركت في فعاليات الشيح جراح
– أصعد إلى جبل الزيتون لأشاهد الأقصى
– لن أترك الأقصى وأبوابه طالما هناك روح في جسدي
 

“هذا التوكتوك له قصة وحكاية، الحمد الله، فهو نعمة أكرمني الله بها، وأنا أساعد الناس لتوصيلهم إلى المسجد الأقصى” هكذا قالت نفيسة خويص، المبعدة عن المسجد الأقصى بقرار إسرائيلي.

“أنا نفيسة خويص، المرابطة المقدسية والمبعدة عن المسجد الأقصى منذ عام كامل” بهذه الكلمات عرفت نفسها للأناضول.

** إبعاد و اعتقال

اعتادت خويص (66 عاما وأم لـ6 أبناء و4 بنات)، على أداء الصلاة بالمسجد الأقصى، ولكنها تعاني منذ سنوات من قرارات إسرائيلية متتالية بالمنع من دخوله، وأحيانا حتى من الاقتراب من أبوابه الخارجية.

وقالت إن آخر مرة أبعدوها كانت، في 10 أغسطس/آب 2020 وحتى 10 فبراير/شباط الماضي، ثم مددوا الإبعاد حتى 10 أغسطس الجاري.

وتساءلت خويص، مستغربة “لماذا يقومون بإبعادي؟ أنا لا أعرف، لا يوجد لدي إجابة على هذا السؤال”.

وأضافت: “لا أعرف لماذا يمنعونني من الدخول الى المسجد الأقصى، هذا ليس بقرار جديد، فأنا أعاني منذ مدة طويلة بسبب هذه القرارات”.

وأشارت خويص، إلى أن آخر مرة جرى إبعادها كانت لمدة سنة، “ومن قبلها تم إبعادي أو اعتقالي أكثر من مرة.. دائما إما يعتقلوني أو يبعدوني عن الأقصى”.

وتابعت: “اعتقلوني كثيرا، هم يوجهون لي الاتهامات الباطلة ويتهمونني بأمور لم أقم بها”.

وقالت خويص، “أذهب إلى المسجد الأقصى من أجل الصلاة وليس من أجل أي أمر آخر، أصلي وأقرأ القرآن ثم أغادر إلى منزلي، ولكن هذه حكومة ظالمة”.

وتبعد الشرطة الإسرائيلية شهريا عشرات الفلسطينيين من المسجد الأقصى لفترات تتفاوت بين أسبوع و6 أشهر قابلة للتجديد.

وغالبا ما تكتفي الشرطة الإسرائيلية بتبرير قرارات الإبعاد بأن المبعدين “يشكلون خطرا على السلم”.

وبدأت عمليات الإبعاد قبل عدة سنوات بعد احتجاج مصلين على اقتحامات مستوطنين إسرائيليين للمسجد الأقصى، ومحاولة أداء طقوس دينية في ساحاته.

** قلب يبكي الأقصى

وتسمح الشرطة الإسرائيلية، أحاديا، ودون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، منذ 2003 للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى.

ومنذ ذلك الحين تسببت الاقتحامات بمواجهات بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى والقدس الشرقية، وفي كثير من الأحيان تنتقل المواجهات الى الضفة الغربية وقطاع غزة.

وإثر قرارات المنع من الدخول إلى المسجد الأقصى فإن المبعدين، ومن بينهم نفيسة خويص، يؤدون الصلاة عند الأبواب الخارجية للمسجد الأقصى.

وتقول خويص، عن شعورها عند تلقيها قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى، “قلبي يبكي ودموعي تنزل. أنا موجوعة، منذ اليوم الأول لمنعي وحتى آخر يوم يبقى قلبي موجوعا”.

وتضيف “عندما أرى الناس داخلين إلى الأقصى، يخالجني شعور بأنني أريد الدخول، وحاولت، (لكن) آخر مرة اعتدوا عليّ بالضرب.. كان يوم عرفة، واعتدوا عليّ بالهراوات في باب الأسباط، وأردت الدخول للصلاة ولم أتمكن”.

وأشارت إلى أنها خلال فترات الإبعاد تؤدي الصلاة خارج أبواب المسجد الأقصى، “أصلي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، ولكن بالإجمال فإنني يوميا أؤدي صلاة الفجر والظهر والمغرب والعشاء”.

** قصة التوكتوك

خويص كانت تأتي إلى الصلاة بسيارتها الخاصة، ولكن الشرطة الإسرائيلية كثيرا ما حررت مخالفات ضدها فخطر ببالها أن تشتري “توكتوك”.

ونادرا ما ترى “التوكتوك” في شوارع القدس، فهو يستخدم فقط من بعض كبار السن من أجل التنقل.

وثمة عدد من الفلسطينيين كبار السن الذين يستخدمون “التوكتوك” للوصول إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة فيه.

وقالت خويص، “أتوجه إلى صلاة الفجر، وأتأخر في بعض الأحيان، فأنا أسكن في مكان قريب، ولكن هناك نزول صعب وطلوع صعب، كنت أستخدم السيارة، ولكن دائما ما كانوا يحررون المخالفات ضدي كجزء من ظلم الاحتلال”.

وأردفت “فكرت بشراء توكتوك، حيث لا تتم مخالفته، وهو صغير يلبي احتياجاتي وينفعني، وينفع الناس، وقد أكرمني الله به، وأكرم الناس به أيضا”.

** نقل المصلين للأقصى

وتابعت خويص، “حاليا أنقل المصلين من كبار السن إلى المسجد، هناك صعود قوي في باب الأسباط، ويقومون بالاتصال بي، وأنقلهم إلى المسجد”.

وفي طريقها من بلدة الطور بالقدس الشرقية، إلى غاية البلدة القديمة، تتوقف خويص عند محطات الحافلات، وتنقل معها مصلين من كبار السن إلى الأقصى.

وتوصل خويص، المصلين إلى مكان قريب من أبواب المسجد الأقصى لأنها ممنوعة من دخول المسجد بقرار إسرائيلي.

وقالت “يضايقونني (الشرطة الإسرائيلية) كثيرا، لا يريدونني أن آتي إلى الأقصى، لا يريدون رؤيتي في المسجد أو محيطه، ويلاحقوني من 1 إلى15 شرطي، وينتظروني إلى أن أنهي الصلاة ويطردوني”.

وتابعت “يوميا أذهب به (التوكتوك) إلى الأقصى 4 مرات، وأنقل الناس إلى المسجد، وهذه نعمة من الله وهبني إياها، ولا أريد أي شيء آخر من الدنيا؛ لا دار ولا مال، إنما فقط التوكتوك للذهاب إلى الأقصى، هذه نعمة وفضل كبير من الله”.

وأردفت، “أنا أول من جلب التوكتوك حتى أساعد الناس، فمن يرغب في الوصول إلى الأقصى وغير قادر أساعده، والحمد لله هذه نعمة من الله”.

وبكثير من الأسى، لفتت إلى أن “الظلم الذي أواجهه من الاحتلال ليس سهلا، ولكن الحمد لله الذي منحني القوة والدين والايمان والصلاة والعبادة، فليعتقلوني وليضربوني.. أنا بحمد الله أحتمل كل هذا من أجل الأقصى، وأنا فداء للأقصى”.

** توزيع الحلوى والقهوة

وكثيرا ما تقوم خويص بمبادرات مثل توزيع الحلوى والقهوة والطعام على المصلين الخارجين من المسجد الأقصى، معتبرة ذلك سببا آخرا دعاها لشراء التوكتوك.

وقالت “أوزع الحلويات والقهوة والطعام.. على المصلين أثناء خروجهم من المسجد”.

وأضافت: “هذا شعور لا يوصف، واشتريت التوكتوك أيضا من أجل هذا الأمر، حتى أتمكن من جلب هذه الأمور إلى الأقصى”.

** التوكتوك والشيخ جراح

وأيضا تستخدم خويص، التوكتوك من أجل الوصول إلى فعاليات مساندة للفلسطينيين المهددين بالطرد من منازلهم، التي يحاول المستوطنون الاستلاء عليها.

وذكرت أن عناصر الشرطة الإسرائيلية عندما يشاهدونها في الفعاليات مثل الشيخ جراح، يهددونها بالاعتقال، “سألوني عن سبب تواجدي في الشيخ جراح والعيساوية، وكان ردي أن ليس من حقهم توجيه هذا السؤال لي”.

وشددت خويص، “هذه أرضنا، وهذا وطننا، ومسقط رأسنا، وهي لنا وليست لهم، أصلا لا شيء لهم (الإسرائيليون) هنا قتلوا البشر، واقتلعوا الشجر، وهدموا الحجر، لقد دمروا بلدنا”.

** نظرة شوق من جبل الزيتون

وتستخدم خويص، التوكتوك من أجل الوصول إلى تلال مطلة على المسجد الأقصى في جبل الزيتون، وأحيانا تؤدي الصلاة هناك.

وقالت: “أشاهد الأقصى من على التلال القريبة من المسجد وأحيانا أؤدي الصلاة” هناك.

بالنسبة للحاجة نفيسة خويص، فإن الأقصى جزء لا يتجزأ من حياتها، رغم ما تتعرض له من إبعاد واعتقال.

وتقول الحاجة نفيسة، للأناضول، “هذه طريقي، والله معي، والله أعطاني القوة والإيمان، والحمد الله مهما فعلوا؛ سواء أبعدوني أو اعتقلوني لن أبعد عن طريق الأقصى ولا عن أبواب المسجد”.

واستطردت “أبعدوني عن المسجد الأقصى فأديت الصلاة خارج الأبواب، فأبعدوني عن البلدة القديمة فأديت الصلاة خارج الأسوار، فكلها أرض مقدسة، لن أترك الأقصى وأبوابه طالما هناك روح في جسدي”.

Source: Aa.com.tr/ar
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!