الحرب في أوكرانيا.. معارك شوارع في خيرسون وخاركيف وتضارب في بيانات القتلى بين موسكو وكييف

استمرت المعارك الضارية اليوم الأربعاء بين القوات الروسية والأوكرانية في شوارع مدينتي خيرسون وخاركيف، في حين أعلنت موسكو وكييف بيانات متضاربة حول أعداد القتلى في صفوف الجيش الروسي.
A view shows destroyed Russian Army all-terrain infantry mobility vehicles Tigr-M (Tiger) in Kharkiv
رتل مدرعات للجيش الروسي مدمرة في محيط مدينة خاركيف الأوكرانية (رويترز)

استمرت المعارك الضارية اليوم الأربعاء بين القوات الروسية والأوكرانية في شوارع مدينتي خيرسون (جنوب) وخاركيف (شمال) وفي محيط العاصمة كييف، في حين أعلنت وزارتا الدفاع الروسية والأوكرانية بيانات متضاربة حول أعداد القتلى في صفوف الجيش الروسي.

وفي اليوم السابع من المعارك منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق عملية عسكرية في أوكرانيا، أكدت هيئة الطوارئ الأوكرانية مقتل أكثر من ألفي أوكراني وإخماد 400 حريق.

وقال أوليكسي أريستوفيتش، المستشار العسكري لرئيس أوكرانيا، إن أكثر من 7 آلاف جندي روسي قتلوا منذ بدء غزو أوكرانيا، كما أُسر مئات من بينهم ضباط كبار.

وأضاف أريستوفيتش -في إفادة تلفزيونية- أن قائدا بالجيش الروسي نُقل إلى روسيا البيضاء بعد إصابته بجروح خطيرة.

في المقابل، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الجيش الروسي إيغور كوناشينكوف قوله إن 498 جنديا روسيا فقط قتلوا في أوكرانيا، في حين أصيب 1597 آخرون.

وحسب كوناشينكوف، فإن الخسائر من جانب “العسكريين والقوميين الأوكرانيين” بلغت 2870 قتيلا ونحو 3700 جريح.

معارك الجبهة الجنوبية

ميدانيا، نفت السلطات الأوكرانية اليوم الأربعاء سيطرة القوات الروسية على مدينة خيرسون (جنوب) مؤكدة استمرار المعارك في المدينة، وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مخاطر القتال قرب المحطات النووية.

وقال مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن خيرسون لم تسقط، وإن الجيش والمقاومة المحلية يواصلون القتال داخل الشوارع وفي محيط المدينة.

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرتها على خيرسون، وهي مدينة ساحلية في جنوب أوكرانيا يبلغ عدد سكانها نحو ربع مليون نسمة وتقع عند مصب نهر دنيبر في البحر الأسود.

وفي ميكولاييف القريبة من خيرسون، قال عمدة المدينة إن معارك عنيفة اندلعت داخلها بعد أن نفذت فرق إنزال روسية هبوطا في مطار.

ووثقت مقاطع فيديو بثها ناشطون مشاهد لأسر جنود روس في مدينة ميكولاييف.

وفي المحور الجنوبي أيضا، أكدت السلطات المحلية في ماريوبول أن المدينة تحت السيطرة الأوكرانية، وأن القصف الروسي يستهدف المدنيين.

وقال عمدة ماريوبول إن القصف العنيف المستمر على المدينة منذ مساء الثلاثاء لا يسمح للسلطات بإجلاء الجرحى من المدينة.

أما مجلس المدينة فأعلن إصابة 42 مدنيا إثر القصف الروسي على المنازل ومستشفى التوليد والمدارس. في المقابل، أكد الانفصاليون في دونيتسك أنهم طوقوا ماريوبول بالكامل.

من جانبها، قالت البحرية الأوكرانية إنها أغلقت الملاحة في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود لسلامة الملاحة المدنية.

واتهمت البحرية الأوكرانية -في بيان- السفن الروسية بالقيام بما سمته أعمال قرصنة استهدفت السفن المدنية في البحر الأسود.

تطويق كييف

وفي العاصمة كييف، قال مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون هيراشتشينكو في منشور على الإنترنت إن دوي انفجار قوي سُمع بالقرب من محطة السكك الحديدية المركزية بالعاصمة كييف اليوم الأربعاء.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط مقاتلتين روسيتين في معركة جوية ضارية، في حين قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تحاول تطويق كييف من الشمال والشمال الغربي.

وأشار مراسل الجزيرة إلى سماع دوي انفجارات وإطلاق صفارات الإنذار في كييف.

وأكد عمدة المدينة أن القوات الروسية تحتشد قرب العاصمة، وأن القتال مستمر في بوتشا وغوستوميل القريبة منها.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن القوات الروسية لم تحرز أي تقدم ملموس نحو كييف في 24 ساعة الماضية.

وأضاف المسؤول الأميركي أنه على الرغم من تعرض العاصمة كييف لقصف مدفعي وصاروخي متزايد، فإن القوات الأوكرانية حاولت استهداف الرتل الروسي شمال كييف.

وشدد على أن القوات الروسية تواصل محاولة السيطرة على التجمعات السكانية في أوكرانيا، لكنها لم تحل بعد مشكلات الإمداد اللوجستي والوقود والطعام.

ونشرت حسابات أوكرانية عبر منصات التواصل مقطع فيديو يوثق لحظة قصف الطيران الحربي الروسي أحياء سكنية في إربين قرب العاصمة الأوكرانية (كييف).

ويظهر التسجيل المصور لحظة تحليق طائرتين حربيتين في سماء المدينة واستهداف الأحياء السكنية بالصواريخ، مما سبب دمارا واسعا في المنازل الأبنية والطرقات.

بدورها، قالت هيئة الطوارئ في زابورجيا الأوكرانية إن القوات الروسية أطلقت النار على مستشفى بفاسيلفكا، وذلك دفع الموظفين والمرضى إلى الدخول إلى الملاجئ.

كما أعلنت الطوارئ الأوكرانية مقتل شخصين وجرح 16 في غارة جوية روسية استهدفت زهيتومير (غربي العاصمة كييف).

ورصدت كاميرا الجزيرة تجمع أعداد كبيرة من سكان العاصمة كييف في محطة القطارات سعيا لمغادرة المدينة التي تتعرض لقصف متواصل.

معارك الشمال

وفي خاركيف (شمال)، أعلنت السلطات المحلية مقتل 21 شخصا على الأقل وإصابة 112 في قصف روسي على المدينة، مؤكدة أن أحد الصواريخ استهدف مبنى البلدية.

وقالت هيئة الطوارئ الأوكرانية إن 3 أشخاص قتلوا جراء ضربة صاروخية استهدفت مبنى الشرطة والجامعة الوطنية في خاركيف.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن القصف الروسي على خاركيف وضواحيها استمر 4 ساعات.

وأضاف المراسل أن بلدة تشوجوييف القريبة من خاركيف تشهد قصفا مدفعيا متفرقا مصحوبا بإطلاق قنابل صوتية.

بدورها، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن قوات روسية أجرت عملية إنزال جوي على المستشفى العسكري في خاركيف (ثاني أكبر مدن أوكرانيا)، أعقبته أصوات اشتباكات.

وأفادت أيضا بمقتل 3 أشخاص جراء ضربة صاروخية استهدفت مبنى الشرطة والجامعة الوطنية في خاركيف.

وفي محور سومي (شمال شرقي البلاد) أشارت وسائل إعلام أوكرانية إلى انفجار قوي وإطلاق صفارات الإنذار في المدينة، وفي لوغانسك اتهم الانفصاليون القوات الأوكرانية بإطلاق النار اليوم الأربعاء على أراضيهم مرات عدة.

استسلام جماعي

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استسلام القوات الأوكرانية في توكمان وفاسيلفكا وتعهدها برفض المشاركة في المعارك.

وقالت -في بيان- إنها دمرت 1502 من مرافق البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا.

في حين أعلن الانفصاليون الموالون في لوغانسك أن القوات الأوكرانية “أطلقت النار اليوم على أراضينا مرات عدة”.

وأضاف الانفصاليون أن قواتهم تقدمت 75 كيلومترا منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا، في حين أعلن الانفصاليون في دونيتسك ارتفاع عدد المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرتهم إلى 37 بلدة خارج خط التماس.

وأكد الانفصاليون في دونيتسك أنهم قتلوا 4 جنود أوكرانيين في صد هجوم على محور غورلوفكا.

بدوره، أعلن الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء الروسية صد هجوم سيبراني استهدف غرف التحكم في محطة الفضاء الدولية.

وفي بيلاروسيا، أظهرت صور أقمار صناعية التقطتها شركة “بلانيت” المتخصصة في الأول من مارس/آذار الجاري وجود عدد كبير من الطائرات العسكرية والمروحيات ومقاتلات “سوخوي 25” في قاعدة لونينتس الجوية (جنوبي بيلاروسيا)، الواقعة على بعد 60 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا.

وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو نفى أمس الثلاثاء وجود أي خطط لبلاده للمشاركة في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.

معارك قرب المفاعلات النووية

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية أنها تستعد لهجوم محتمل بعد تحليق مروحيات روسية باتجاه محطة الطاقة النووية في جنوبي البلاد.

ووفقا لوزارة الطاقة الأوكرانية، فإن محطات الطاقة النووية في البلاد تعمل بأمان، كما أنها تخضع لمزيد من الإشراف والتحكم.

وأضافت الوزارة -في بيان- أن المحطات النووية الأربع توفر الكميات اللازمة لإنتاج الكهرباء وتلبية احتياجات البلاد.

من جانبه، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن “ما نشهده في أوكرانيا وضع غير مسبوق حيث يجري نزاع مسلح قرب منشآت نووية”، مشيرا إلى أنه لا يتوقع هجوما روسيا على المرافق النووية في أوكرانيا.

وأضاف غروسي أن المفاعلات النووية بأوكرانيا لا تزال تعمل بانتظام رغم الأعمال العسكرية.

وأكد غروسي أن أوكرانيا طلبت مساعدة فورية في تنسيق أنشطة سلامة المرافق النووية ومنها تشيرنوبل، لكن توفير المساعدة ليس مسألة سهلة بسبب الوضع الحالي في أوكرانيا.

دعم دولي

ووفقا لوزارة الدفاع الأوكرانية، فقد وصلت اليوم الأربعاء دفعة جديدة من طائرات بيرقدار التركية المسيّرة، وهي جاهزة للاستخدام.

أما وزارة الدفاع الإستونية فقالت إنها سلمت أوكرانيا الدفعة الثانية من صواريخ جافلين المضادة للدروع.

وفي واشنطن، قالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي إن الإدارة الأميركية تنسق مع المسؤولين الأوكرانيين بشكل دائم وتزيد مساعدتها القتالية والأمنية لكييف.

وأضافت هاريس أن واشنطن تراقب من كثب تصرفات روسيا للتأكد من احتمال استهداف المدنيين بشكل متعمد.

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قالت -في تصريحات لشبكة “سي إن إن” (CNN)- إن واشنطن ستواصل تقديم المساعدات العسكرية والمعلومات الاستخبارية لأوكرانيا.

ونقل موقع “فورين بوليسي” (Foreign Policy) الأميركي عن مسؤول دفاعي أميركي قوله إن روسيا نشرت أنظمة إطلاق صواريخ حرارية لاستخدامها في أوكرانيا.

وذكرت صحيفة “بوليتيكو” (Politico) أن هيئة الأركان العسكرية للاتحاد الأوروبي تدير في بولندا مركزا مسؤولا عن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا.

بدورها، قالت صحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية إن 250 جنديا فرنسيا وصلوا إلى رومانيا وسينضم إليهم 250 آخرون في غضون أيام.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!