الحزام الناري

الحزام الناري (بالانجليزية: Shingles) ويعرف أيضاً باسم (Herpes zoster) هو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري الماء. وينتج عن مرض الحزام الناري طفح جلدي يؤثر على الأعصاب ويرافقه ألم شديد، ويظهر في جهة واحدة من الجسم.

Share your love

الفهرس

ما هو الحزام الناري

الحزام الناري (بالانجليزية: Shingles) ويعرف أيضاً باسم (Herpes zoster)، هو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري الماء النطاقي (بالانجليزية: Varicella zoster virus)، وهو نفس الفيروس المسؤول عن الإصابة بجدري الماء (بالانجليزية: Chickenpox).

على خلاف جدري الماء الذي ينتج عنه ظهور طفح جلدي يسبب الحكة، يظهر في جزء معين ثم ينتشر إلى باقي الجسم، فإنّ الحزام الناري يتسبب بظهور طفح جلدي يؤثر على الأعصاب ويرافقه ألم شديد، ويظهر في جهة واحدة من الجسم.

ما هي أسباب الحزام الناري؟

يسبب إصابة الجسم بفيروس جدري الماء النطاقي تطور جدري الماء أولاً، وبعد أن ينهي المرض دورته ينتقل الفيروس إلى الأغشية العصبية بالقرب من الحبل الشوكي والدماغ ويبقى هنالك بحالة غير فعّالة.

يستيقظ الفيروس في كثير الأحيان لأسباب غير معروفة ويستعيد نشاطه، ثم ينتقل عبر الألياف العصبية إلى الجلدمسبباً بداية الحزام الناري وظهور الأعراض المرافقة للمرض، وتشير الإحصائيات إلى أنّ أغلب البالغين يعيشون مع وجود فيروس جدري الماء النطاقي في أجسامهم دون تطور المرض، إلا أنّ واحد من كل ثلاث بالغين يصاب بالمرض.

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين جدري الماء والحزام الناري

عوامل خطر الاصابة بالحزام الناري

يمكن أن يتطور مرض الحزام الناري عند أي شخص أصيب بفيروس جدري الماء النطاقي، أو تلقى لقاح جدري الماء، إلا أنّ نسبة الإصابة بالمرض الناتجة عن تلقي اللقاح أقل من من نسبة الإصابة بالمرض الناتجة عن الإصابة بالفيروس الطبيعي، وعلى الرغم من أنّ الأسباب الفعلية التي تؤدي إلى استعادة الفيروس لنشاطه غير معروفة، إلا أنّ بعض العوامل تزيد من خطر الإصابة.

تتضمن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الحزام الناري ما يلي:

  • التقدم بالعمر، تزيد فرصة الإصابة بالحزام الناري مع التقدم بالعمر، حيث أنّ الجسم قد يواجه صعوبة أكبر في محاربة الأمراض المعدية مع تقدمه بالعمر، إذ تشير التقارير إلى أنّ ما يقارب 50% من جميع حالات الإصابة بالحزام الناري تظهر عند كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة.
  • نقص المناعة، والذي قد ينتج عن العديد من الحالات المرضية، مثل الإصابة بمرض السرطان، وبالأخص سرطان الدم، أو سرطان الغدد اللمفاوية، أو الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (فيروس الايدز)، أو الأشخاص الذين يخضعون لعمليات زراعة الأعضاء أو نخاع العظم، بالإضافة إلى المرضى الذين يستعملون أدوية تضعف أو تثبط جهاز المناعة مثل الستيرويدات، أو العلاج الكيماوي، أو الكابتات المناعية (بالانجليزية: Immunosuppressants).
  • الجنس، حيث يبدو أنّ الإناث يصبن بمرض الحزام الناري بشكل أكبر من الرجال.
  • العرق، حيث أنّ إصابات مرض الحزام الناري عند الأشخاص ذوي البشرة السوداء أقل (بنسبة 50% على الأقل) من إصابات الأشخاص ذوي البشرة البيضاء.
  • التعرض لضغط شديد، سواءً ضغط عاطفي نفسي أو جسدي، أو التعرض لإصابة جسدية خطيرة.
  • الوراثة.

لا يشترط تحقق أحد عوامل الخطر السابقة للإصابة بمرض الحزام الناري، حيث أنّ العديد من الأشخاص الذين يصابون بالحزام الناري لا تنطبق عليهم أي من هذه العوامل.

اقرأ أيضاً: هل يرتبط الحزام الناري بالضغط النفسي؟

معلومات عامة حول انتقال مرض الحزام الناري للآخرين

قد يراود العديد من الأشخاص بعض التساؤلات حول آلية وطرق انتشار الحزام الناري، وإنتقاله إلى الآخرين عن طريق العدوى، لذلك نبين هنا بعض الأمور التي قد تكون غير واضحة عند البعض.

هل الحزام الناري معدي؟

لا يمكن أنّ يصاب شخص ما بالحزام الناري مباشرةً نتيجة انتقاله من شخص مصاب به فعلاً (عدوى)، لكن الأشخاص الذين لم يصابوا بجدري الماء أو يحصلوا على لقاح جدري الماء طيلة حياتهم يمكن أن يصابوا بجدري الماء نتيجة حصول تلامس مباشر مع الحبوب النشطة على جسم شخص مصاب بالحزام الناري، الأمر الذي قد يؤدي إلى إصابتهم بمرض الحزام الناري في وقت لاحق.

هل الحزام الناري يعدي الأطفال؟

على الرغم من أنّ إصابة الأطفال بالحزام الناري هو أمر غير شائع، إلا أنّ الحزام الناري يصيب الأطفال فعلاً في بعض الحالات، حيث قد يتطور المرض عند بعض الأطفال الأكثر عرضة للإصابة له، لا سيما الأطفال الذين أصيبوا بجدري الماء قبل إتمامهم للعام الأول من حياتهم، أو الأطفال الذين أصيبت أمهاتهم بجدري الماء في مراحل متأخرة من حملهن بهم.

على الرغم من أنّ الأطفال الذين يتلقون لقاح جدري الماء هم معرضون أيضاً للإصابة بالحزام الناري، إلا أنّ خطر إصابتهم بهذا المرض يعتبر صغيراً مقارنة بالأطفال الذين لم يتلقوا اللقاح، كما نّ أعراض المرض غالباً ما تكون أخف لديهم في حالة الإصابة.

هل ينتقل الحزام الناري عبر الجنس؟

على الرغم من أنّ الجنس والعلاقات الحميمة لا تؤدي إلى انتقال مرض الحزام الناري إلى الشريك، حيث أنّه ليس من الأمراض المنقولة جنسياً، إلا أنّ هنالك خطورة من حدوث تلامس مباشر بين الشخص الغير مصاب، والمريض الذي لا يزال الفيروس لديه نشط أثناء القيام بالممارسات الجنسية، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى إصابة الشخص السليم بفيروس جدري الماء النطاقي، وفي حال كان هذا الشخص لم يصب من قبل بجدري الماء، أو يتلقى اللقاح الخاص به، فإنّه معرض لخطر الإصابة بمرض جدري الماء، مع احتمالية إصابته بالحزام الناري مستقبلاً.

هل ينتقل فيروس الحزام الناري عبر الهواء أو اللعاب؟

لا ينتقل فيروس جدري الماء النطاقي المسبب لمرض الحزام الناري عبر الهواء، لذلك لا يمكن أن ينتقل للآخرين عن طريق العطاس، أو السعال الصادر من الأشخاص المصابين بالحزام الناري.

على الرغم من وجود بعض الأدلة على انتقال فيروس جدري الماء النطاقي عبر اللعاب والإفرازات المخاطية، إلا أنّ الإصابة بالفيروس بهذه الوسيلة، عن طريق استعمال نفس أدوات تناول الطعام أو الطهي مثلاً، يعتبر أمراً نادر الحدوث، مما يجعله آمن نسبياً.

هل مرض الحزام الناري وراثي؟

تشير دراسة أجريت على مرضى الحزام الناري إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من مرض الحزام الناري لديهم احتمالية أكبر 4 مرات من غير المصابين بأن يمتلكوا أقارب من الدرجة الأولى لديهم تاريخ مرضي للإصابة بالحزام الناري، كما تشير الدراسة إلى أنّ حينات شخص ما قد تزيد من خطورة تعرضه للإصابة بالحزام الناري وغيره من الأمراض المعدية المرتبطة بضعف جهاز المناعة، مما قد يشير إلى وجود رابط قوي بين تطور مرض الحزام الناري، وامتلاك أقارب قد سبق لهم الإصابة بالمرض.

ما هي اعراض الحزام الناري؟

تظهر أول أعراض الحزام الناري غالباً على شكل حمى وتعب عام في الجسم، بالإضافة إلى ألم أو حرقة يكون في جهة واحدة من الجسم، ويحدث على بقع صغيرة من الجلد، يتبعها ظهور طفح جلدي عادةً، إلا أنّ بعض الأشخاص قد يعانون من الألم دون ظهور الطفح الجلدي لاحقاً، ويكون الحزام الناري فيهذه المرحلة الأولية غير معدياً.

تتضمن خصائص الطفح الجلدي المرافق للحزام الناري ما يلي:

  • يظهر على شكل بقع حمراء اللون.
  • حبوب مليئة بالسوائل، يمكن أن تنفجر بسهولة.
  • قد تستدير حول العمود الفقري إلى الجذع (مثل الحزام أو نصف الحزام).
  • قد تظهر على الوجه والأذنين، وفي بعض الحالات النادرة قد تظهر على الجزء السفلي من الجسم.
  • تسبب الحكة.

قد تنفجر الحبوب في بعض الأحيان وتخرج السائل الموجود بداخلها، وقد يبدأ لونها بالتحول إلى اللون الأصفر بعد ذلك، وتصبح مسطحة، ثم تبدأ بالتحول إلى قشور مع جفافها، وقد يستغرق جفاف هذه الحبوب مدة أسبوع أو أسبوعين، ثم قد يستغرق زوال القشور مدة أسبوعين أيضاً.

قد يرافق جفاف الحبوب انخفاض في شدة الألم، إلا أنّه في بعض الأحيان قد يستمر الألم لمدة أشهر، أو حتى سنوات في بعض الحالات، وبعد جفاف جميع الحبوب، يقل خطر انتقال الفيروس وتسببه بالعدوى للآخرين بشكل ملحوظ.

تتضمن بعض الأعراض الأخرى المرافقة لمرض الحزام الناري الحمى، والقشعريرة، واضطراب المعدة، والصداع.

هل الحزام الناري يصيب الوجه؟

يظهر الحزام الناري غالباً على منطقة الصدر أو الظهر، إلا أنّه يمكن أن يظهر على الوجه أيضاً، وفي حالة ظهور الطفح الجلدي بالقرب من الأذن أو بداخلها، يمكن أن يتسبب بفقدان السمع، أو مشاكل في التوازن، أو ضعف في عضلات الوجه.

قد يتطور الحزام الناري أيضاً داخل الفم، وقد يصاحبه في هذه الحالة ألم شديد، وصعوبة في تناول الطعام، كما قد تتأثر حاسة التذوق عند الشخص المصاب.

قد يظهر الطفح الجلدي على فروة الرأس أيضاً، الأمر الذي يمكن أن يسبب حساسية عند تمشيط او غسل الشعر، وقد تسبب هذه الحالة في حال عدم علاجها إلى ظهور بقع صلع دائمة بين الشعر.

هل الحزام الناري يصيب العيون؟

قد ياطور الحزام الناري حول العين، وهو ما يشار إليه بالحزام الناري العيني (بالانجليزية: Ophthalmic herpes zoster)، أو الحزام الناري للعصب العيني (بالانجليزية: Herpes zoster ophthalmicus)، وتظهر هذه الحالة عند ما يقارب 10- 20% من مرضى الحزام الناري.

قد يظهر الطفح الجلدي في هذه الحالة على جفن العين، أو على الجبين، أو أحياناً على مقدمة أو جوانب الأنف، وقد ترافق هذه الحالة أعراض مثل حرقة أو خفقان في العين، واحمرار العين وسيلان للدموع منها، وتورم العين أو تهيجها، وتشوش الرؤية، وزيادة حساسية العين للضوء، وبعد زوال الطفح قد يستمر الألم في العين نتيجة حدوث ضرر في الأعصاب.

قد يؤدي عدم علاج الحزام الناري حول العيون بشكل مناسب إلى تطور مضاعفات خطيرة، مثل فقدان البصر بشكل دائم، أو ظهور ندب دائمة في العين نتيجة تورم القرنية.

هل الحزام الناري يصيب الأعضاء الداخلية؟

يمكن أن يؤثر الحزام الناري على أعضاء الجسم الداخلية أيضاً، الأمر الذي لا يرافقه ظهور للطفح الجلدي، لكن عدد من المشاكل الأخرى قد تنتج عن هذه الحالة، فقد وجد الباحثون على سبيل المثال أدلة تبين إمكانية تطور الحزام الناري في الجهاز الهضمي، والذي يؤدي إلى حدوث اعتلالات في هذا الجهاز، بالإضافة إلى إمكانية تطور الحزام الناري على الشرايين الدموية في الدماغ الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالسكتات والخرف (بالانجليزية: Dementia).

كيف يتم تشخيص الحزام الناري؟

غالباً ما تكون أعراض وعلامات مرض الحزام الناري واضحةً وكافية للقيام بتشخيص طبي دقيق للحالة بعد ظهور الطفح الجلدي، إلا أنّه في بعض حالات المرض التي لا يرافقها ظهور للطفح الجلدي، فإنّ تشخيص المرض قد لا يكون ممكناً بناءً على الأعراض فقط.

يتم في بعض الأحيان الخلط بين تشخيص الحزام الناري، وغيره من الحالات المرضية الجلدية، مثل الهربس البسيط، أو مرض القوباء (بالانجليزية: Impetigo)، أو التهاب الجلد التماسي، أو التهاب بصيلات الشعر، أو الجرب، أو الطفح الدوائي، وغيرها، كما أنّ تشخيص المرض يكون أصعب عند الأطفال، والبالغين الأصغر عمراً، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

قد يتم اللجوء في حالات تعذر تشخيص المرض إلى بعض الفحوصات، والتي تشمل ما يلي:

  • تفاعل البوليماريز المتسلسل (بالانجليزية: Polymerase chain reaction)، وهو أكثر الفحوص فائدةً في الكشف عن مرض حزام ناري عند الأشخاص الذين يعانون من الألم دون ظهور الطفح الجلدي، ويستخدم للكشف عن الحمض النووي لفيروس جدري الماء النطاقي بسرعة ودقة عالية.
  • فحوصات أخرى، والتي لا تعتبر بنفس كفاءة وفاعلية الفحص السابق، والتي يمكن اللجوء إليها في بعض الحالات المحددة التي يصعب فيها الحصول على عينات ليتم فحصها باستعمال تفاعل البوليماريز المتسلسل، مثل اختبار المصل (بالانجليزية:Serologic test) المستعمل للكشف عن الأجسام المضادة أو الغلوبيولينات المناعية التي ينتجها الجسم كاستجابة للمرض.

ما هو علاج الحزام الناري؟

لا يوجد علاج يعمل على شفاء الحزام الناري بشكل نهائي، إلا أنّ العلاجات المتوفرة تساعد في حالة استعمالها مبكراً على الوقاية من تطور مضاعفات المرض، والتسريع من سرعة التعافي، حيث يوصى ببدء العلاج خلال 72 ساعة من بدء ظهور الأعراض.

تتضمن الأساليب العلاجية المتبعة لمرض الحزام الناري ما يلي:

علاج الحزام الناري بالأدوية

تتضمن العلاجات الدوائية المستعملة في علاج الحزام الناري ما يلي:

المضادات الفيروسية

  • تساعد هذه الأدوية على التقليل من شدة المرض ومدته، كما تساعد على الوقاية من تطور المضاعفات، وتقلل من خطورة تتطور المرض مرة أخرى، مثل دواء الاسايكلوفير (بالإنجليزية: Acyclovir)، أو دواء الفالاسيكلوفير (بالانجليزية: Valacyclovir)، أو دواء الفامسيكلوفير (بالانجليزية: Famciclovir).

الأدوية المضادة للالتهاب

  • والتي تساعد على التقليل من الألم والتورم الذي قد يرافق الحزام الناري، وتتضمن دواء الايبوبروفين (بالانجليزية: Ibuprofen)، او دواء النابروكسين (بالانجليزية: Naproxen)، وغيرها.

مسكنات الألم أو الأدوية المخدرة

  • قد يتم اللجوء إلى بعض أنواع مسكنات الألم القوية للتقليل من الآلام الشديدة، مثل دواء الاوكسيكودون (بالانجليزية: Oxycodone)، وغيره.

مضادات الهيستامين

  • والتي تستعمل لعلاج الحكة التي قد ترافق مرض الحزام الناري، مثل دواء الدايفنهيدرامين (بالانجليزية: Diphenhydramine)، وغيره.

الأدوية الموضعية

  • مثل كريمات، أو مراهم، أو لاصقات التخدير التي تحتوي على دواء الليدوكايين (بالانجليزية: Lidocaine) للتخفيف من الألم، أو الأدوية الموضعية التي تحتوي على مادة الكابسيسين (بالانجليزية: Capsaicin)، الذي يساعد على تقليل خطر تطور الألم العصبي التالي للهربس.

مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالانجليزية: Tricyclic antidepressant)

  • وهي أدوية تستعمل عادةً لعلاج الاكتئاب، إلا أنّها قد تكون فعّالة أيضاً في علاج الألم العصبي التالي للهربس، والتي يجب استعمالها تحت إشراف طبيب مختص لما لها من أعراض جانبية، كما أنّها تحتاج لفترة زمنية أطول لتظهر فاعليتها، وتتضمن دواء الاميتربتالين (بالانجليزية: Amitriptyline)، ودواء الديسيبرامين (بالانجليزية: Desipramine)، وغيرها.

مضادات الاختلاج (بالانجليزية: Anticonvulsants)

  • تستعمل هذه الأدوية في علاج النوبات التشنجية، إلا أنّ الدراسات أشارت إلى أنّ الجرع الأقل من هذه الأدوية قد تكون فعّالة في علاج الألم العصبي التالي للهربس، والتي ينبغي أيضاً استعمالها فقط تحت إشراف طبيب مختص، وتتضمن دواء الكاربمزابين (بالانجليزية: Carbamazepine)، ودواء البريجابالين (بالانجليزية: Pregabalin)، ودواء الجابابينتين (بالانجليزية: Gabapentin)، وغيرها.

العلاجات الطبيعية والمنزلية

على الرغم من أنّ العلاج الدوائي هو الأكثر فاعلية لعلاج مرض الحزام الناري والوقاية من تطور مضاعفاته، إلا أنّ عدداً من العلاجات الطبيعية يمكن أن تساعد على التقليل من الألم المصاحب لمرض الحزام الناري.

تتضمن بعض العلاجات الطبيعية والمنزلية لمرض الحزام الناري ما يلي:

الحزام الناري والاستحمام

  • يساعد التنظيف اليومي لحبوب الحزام الناري على التقليل من خطر نشر العدوى، كما أنّ الاستحمام بالمياه الباردة أو الفاترة يساعد على تهدئة الجلد، والتقليل من الألم والحكة. يمكن أيضاً عمل مغاطس باستعمال دقيق الشوفان الغرواني (بالانجليزية: Colloidal oatmeal) أو نشا الذرة، عن طريق إضافة كوب أو كوبين منها إلى مياه الاستحمام الباردة أو الفاترة، ونقع الجسم فيها لمدة 15- 20 دقيقة، مع تجنب استعمال المياه الساخنة التي قد تزيد من سوء حالة الحبوب.

الضمادات الباردة الرطبة

  • قد يساعد استعمال الضمادات الباردة الرطبة على التخفيف من الألم المرتبط بالحزام الناري، والتي يمكن استعمالها عن طريق نقع قطعة من القماش في الماء البارد أو الفاتر، ثم عصرها من الماء، ووضعها على مناطق الطفح الجلدي والحبوب، وتكرار هذه العملية عدة مرات يومياً، مع الانتباه إلى عدم استعمال الثلج على الحبوب، حيث أنّه قد يزيد من حساسية الجلد، مما قد يزيد من شدة الألم.

معجون نشا الذرة أو بيكربونات الصوديوم

  • يمكن استعمال المعجون المصنوع من نشا الذرة، أو بيكربونات الصوديوم أو ما يعرف بصودا الخبْز (بالانجليزية: Baking soda)، للتقليل من الحكة المرافقة للحزام الناري، عن طريق إضافة جزئين من نشا الذرة أو بيكربونات الصوديوم إلى جزء واحد من الماء (ملعقتين إلى ملعقة)، إلى أن يتشكل المعجون بالقوام المناسب، ثم يوضع على مناطق الطفح الجلدي لمدة 10- 15 دقيقة، ثم يغسل بالماء البارد أو الفاتر. نكرر هذه العملية عدة مرات يومياً.

الغذاء ومرض الحزام الناري

  • إنّ ضعف جهاز المناعة هو أحد العوامل التي تساعد على تدهور حالة الحزام الناري، لذلك يوصى بتناول الأطعمة التي تقوي جهاز المناعة، وتساعد على منع انتشار الحزام الناري إلى أماكن أخرى من الجسم، لا سيما الأطعمة الغنية بفيتامين ب-12، وفيتامين سي، وفيتامين هـ (فيتامين E)، والحمض الأميني لايسين (بالانجليزية: Lysine). تتضمن هذه الأطعمة البرتقال والفواكه الصفراء الأخرى، والخضروات ذات الأوراق الخضراء، واللحوم الحمراء، والبيض والدجاج، والأسماك، والألبان، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والطماطم.

علاج الحزام الناري بالاعشاب والمكملات الغذائية

  • يمكن استعمال بعض المكونات الطبيعية أو المكملات الغذائية في علاج أعراض الحزام الناري، مثل الشاي الأخضر، أو بلسم الليمون، أو بعض الزيوت الأساسية، أو المكملات الغذائية التي تحتوي على الميلاتونين (بالانجليزية: Melatonin) أو نبتة سانت جون، إلا أنّه ينصح باستشارة الطبيب قبل استعمال أي من المكملات الغذائية التي قد تسبب بعض التداخلات الدوائية مع الأدوية التي يستعملها المريض.

لمعرفة المزيد حول علاج مرض الحزام الناري بالطرق الطبيعية يمكنك زيارة: علاج الحزام الناري بالاعشاب والطرق الطبيعية.

نصائح للتخفيف من أعراض الحزام الناري

قد يساعد اتباع بعض الأمور والنصائح على التقليل من الأعراض المزعجة المصاحبة لمرض الحزام الناري، والتي تشمل ما يلي:

  • الحصول على قسط كافي من الراحة، وتناول الأطعمة المفيدة.
  • ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، مثل المشي.
  • الحرص على تناول الأكل المفيد لمرض الحزام الناري، مثل الفواكه الصفراء، والخضروات ذات الأوراق الخضراء، واللحوم الحمراء، والدجاج، والألبان، وغيرها.
  • تجنب الأكل الممنوع لمرض الحزام الناري، مثل الأطعمة والأشربة الغنية بالسكريات، والأطعمة الغنية بالحمض الأميني أرجينين (بالانجليزية: Arginine) مثل الشوكولاته، والمكسرات، والجيلاتين، والنشويات مكررة الصنع، والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.
  • القيام بالنشاطات التي تشغل العقل وتلهيه عن الألم، مثل مشاهدة التلفاز، أو التحدث مع صديق، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو ممارسة الهوايات.
  • تجنب التعرض للضغط الجسدي أو النفسي، حيث قد يسبب ذلك زيادة في شدة الألم.
  • تجنب ممارسة العلاقة الزوجية أثناء الفترة الفعّالة للمرض، والحرص على إبقاء مناطق الطفح الجلدي والحبوب مغطاة بشكل جيد يضمن عدم حدوث تلامس مباشر مع الشريك الغير مصاب في حالة حدوث العلاقة الزوجية.
  • ارتداء الملابس الفضفاضة والواسعة، والمصنوعة من الألياف الطبيعية.
  • تجربة العلاجات الطبيعية والمنزلية.
  • مشاركة المشاعر المرتبطة بالألم والمرض مع العائلة والأصدقاء.

مراحل ومدة شفاء الحزام الناري

تستمر أغلب حالات الإصابة بمرض الحزام الناري مدة 3- 5 أسابيع، حيث يبدأ باستعادة فيروس جدري الماء النطاقي لنشاطه، مما ينتج عنه ظهور الأعراض الأولية كالحرقة، أو الخدران، أو الحكة في الجلد، ثم يظهر الطفح الجلدي في نفس المناطق خلال فترة 5 أيام تقريباً.

قد يظهر بعد ذلك مجموعة صغيرة من الحبوب المليئة بالسوائل في نفس المنطقة بعد بضعة أيام، وقد ترافقها أعراض تشبه أعراض الانفلونزا مثل الحمى، والصداع، وخلال العشر أيام التالية تبدأ هذه الحبوب بالجفاف وتكوين القشور، ثم تختفي هذه القشور خلال مدة أسبوعين تقريباً، الأمر الذي يرافقه زوال للأعراض، إلا أنّ بعض الأشخاص يستمرون بالمعانة من بعض مضاعفات الحزام الناري.

على الرغم من أنّ أغلب حالات الحزام الناري تؤثر على المصابين مرة واحدة فقط، إلا أنّ بعض الأشخاص قد يعانون من عودة أعراض المرض عدة مرات بعد تطوره لديهم لأول مرة.

 

كيف يمكن الوقاية من الحزام الناري؟

يعتبر تلقي لقاح جدري الماء (بالانجليزية: Varicella vaccine) أفضل الطرق للوقاية من الإصابة بجدري الماء، وما يتبعه من احتمالية الإصابة بالحزام الناري، حيث يوصى بحصول الأطفال على جرعتين من هذا اللقاح، بالإضافة إلى أنّ البالغين الذين لم يصابوا بجدري الماء من قبل يجب أن يحصلوا على اللقاح، وعلى الرغم من أنّ اللقاح لا يحمي بشكل كامل من الإصابة بجدري الماء، إلا أنّه فعّال بنسبة 90% للحماية من المرض.

يوصى أيضاً بحصول الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة على لقاح الحزام الناري، أو ما يعرف بلقاح فيروس الهربس النطاقي (بالانجليزية: Herpes zoster vaccine)، والذي يسوق تحت الاسم التجاري شينجريكس (بالانجليزية: Shingrix)، وهو لقاح يساعد على الوقاية من تطور الأعراض الشديدة والمضاعفات الخطيرة لمرض الحزام الناري في حالة الإصابة به. يوصى أيضاً بحصول الأشخاص الذين لم يصابوا من قبل بمرض جدري الماء أو الحزام الناري على هذا اللقاح.

يمكن أيضاً للأشخاص المصابين بالحزام الناري المساهمة في وقاية الآخرين من الإصابة بالمرض عن طريق منع انتشار الفيروس من أجسامهم إلى الآخرين، عن طريق اتباع بعض الخطوات التي تشمل ما يلي:

  • إبقاء مناطق الطفح الجلدي والحبوب مغطاة.
  • عدم لمس أو العبث بالحبوب.
  • غسل اليدين وتعقيمهما بشكل مستمر.

على الرغم من أنّ أغلب حالات الحزام الناري تؤثر على المصابين مرة واحدة فقط، إلا أنّ بعض الأشخاص قد يعانون من عودة أعراض المرض عدة مرات بعد تطوره لديهم لأول مرة، لذلك فإنّه من المهم إتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة للتقليل من خطر الإصابة بالمرض مرة ثانية.

ما هي مضاعفات الحزام الناري؟

قد يتسبب الحزام الناري بتطور عدد من المضاعفات الخطيرة التي تتطلب مراقبة الأعراض الأولية عن كثب لعلاجها، ومحاولة تجنب هذه المضاعفات، حيث تشمل مضاعفات الحزام الناري ما يلي:

الألم العصبي التالي للهربس (بالانجليزية: Postherpetic neuralgia)

وهو ألم يحدث في المناطق التي ظهر فيها الطفح الجلدي المرافق لمرض الحزام الناري نتيجة تضرر الأعصاب في تلك المناطق، والذي يمكن أن يستمر لمدة أشهر،أو حتى سنوات، وقد يكون الألم شديداً جداً لدرجة يعيق معها ممارسة النشاطات اليومية. يعتبر الألم العصبي التالي للهربس أكثر مضاعفات الحزام الناري شيوعاً، حيث تشير الإحصائيات إلى أنّ 10- 18% من مرضى الحزام الناري يعانون من هذا النوع من الألم، كما يزداد خطر الإصابة به مع التقدم بالعمر.

تضرر العين

الذي يشمل استمرار الألم في العين نتيجة تضرر الأعصاب، أو تورم القرنية وتركها لندب دائمة في العين، أو تورم شبكية العين، أو ارتفاع ضغط العين وإصابتها بزرق العين (بالانجليزية: Glaucoma).

التهابات الجلد البكتيرية

والتي يمكن أن تتطور بسهولة داخل حبوب الحزام الناري المفتوحة والمكشوفة، والتي قد تكون شديدة.

متلازمة رامسي هانت (بالانجليزية: Ramsay hunt’s syndrome)

وهي متلازمة قد تسبب حدوث شلل جزئي في الوجه، أو فقدان للسمع، وتنتج عن تأثير مرض الحزام الناري على أعصاب الوجه، والذي يمكن تجنبها عن طريق معالجة المرض خلال 72 ساعة من تطور أعراضه.

التهاب الرئة (بالانجليزية: Pneumonia)

التهابات الدماغ أو الحبل الشوكي

مثل التهاب الدماغ (بالانجليزية: Encephalitis)، أو التهاب السحايا (بالانجليزية: Meningitis)، وهي من الحالات الخطيرة المهددة للحياة.

تعتبر المضاعفات السابقة حالات خطيرة قد ينتج عنها آثار خطيرة على الصحة، لكن هل الحزام الناري يسبب الوفاة؟ نعم قد يسبب الحزام الناري الوفاة في بعض الحالات النادرة والتي تكون معظمها عند كبار السن، أو عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

الحزام الناري والحمل

تعتبر الإصابة بمرض الحزام الناري خلال الحمل أمراً غير شائع، إلا أنّه ممكن الحدوث عند النساء اللواتي لم يُصبن بمرض جدري الماء، أو يتلقين لقاح جدري الماء من قبل، في حال تعرضهن لاتصال مباشر مع أحد المصابين بجدري الماء أو الحزام الناري النشط، مما قد يؤدي إلى الإصابة بمرض جدري الماء، الأمر الذي قد يؤدي إلى تطور الحزام الناري يوماً ما.

رغم أنّ تطور مرض الحزام الناري خلال فترة الحمل قليل الحدوث، إلا إنّه وفي حالة حدوثه يعتبر أمراً غير مقلق، حيث أنّه يعتبر مرض آمن على صحة الجنين، كما أنّ الإصابة بجدري الماء لا يشكل أيضاً خطراً على صحة الجنين.

اقرأ ايضاً: الحزام الناري أثناء الحمل

الحزام الناري والرضاعة

يمكن للأم المرض الاستمرار في إرضاع طفلها في حال لم تكن تعاني من ظهور طفح جلدي على منطقة الثديين، أما في حالة ظهور الطفح الجلدي على أحد الثديين فإنّه يوصى بعد إرضاع الطفل من الثدي الغير مصاب، كما توصى الأم بأن تقوم باستخلاص الحليب من الثدي المصاب يدوياً أو باستعمال المضخات للحفاظ على تدفق الحليب، وتجنب تطور التهاب الثدي (بالانجليزية: Mastitis)، مع التخلص من هذا الحليب.

يجب الحرص على تغطية جميع المناطق المصابة بالطفح الجلدي والحبوب بشكل جيد قبل البدء بإرضاع الطفل، مع ضرورة حرص الأم على غسل يديها جيداً طيلة فترة بقاء المرض بحالة فعالة، كما يوصى بمراجعة الطبيب في حال ملاحظة تطور مرض جدري الماء عند الطفل الرضيع، حتى وإن كانت أعراض المرض خفيفة.

يمكن أيضاً للأم المرضعة التي تعاني من مرض الحزام الناري وتتلقى العلاج عن طريق الأدوية المضادة للفيروسات الاستمرار في إرضاع طفلها في حال عدم ظهور الطفح الجلدي على منطقة الثديين.

 

المصادر والمراجع

Centers for Disease Control and Prevention. Shingles (Herpes Zoster). Retrieved on: 11/02/2020, from

https://www.cdc.gov/shingles/index.html

Centers for Disease Control and Prevention. Shingles and breastfeeding. Retrieved on: 11/02/2020, from

https://www.cdc.gov/breastfeeding/breastfeeding-special-circumstances/maternal-or-infant-illnesses/shingles.html

WebMD. Shingles. Retrieved on: 11/02/2020, from

https://www.webmd.com/skin-problems-and-treatments/shingles/shingles-skin

Kelli Miller. Family History Ups Shingles Risk. Retrieved on: 11/02/2020, from

https://www.webmd.com/skin-problems-and-treatments/shingles/news/20080516/family-history-ups-shingles-risk

National Institutes of Health. Shingles. Retrieved on: 11/02/2020, from

https://www.nia.nih.gov/health/shingles

University of Rochester Medical Center. Shingles (Herpes Zoster) in Children. Retrieved on: 11/02/2020,from

https://www.urmc.rochester.edu/encyclopedia/content.aspx?ContentTypeID=90&ContentID=P02551

Medicine net. Is Shingles Contagious. Retrieved on: 11/02/2020, from

https://www.medicinenet.com/is_shingles_contagious/article.htm

Hannah Nichols. What is shingles? Retrieved on: 11/02/2020, from

https://www.medicalnewstoday.com/articles/154912.php

Ana Gotter and Laura Goldman. Everything You Need to Know About Shingles. Retrieved on: 11/02/2020, from

https://www.healthline.com/health/shingles

James Roland. What You Should Know About Shingles and Pregnancy. Retrieved on: 11/02/2020, from

https://www.healthline.com/health/shingles-and-pregnancy

Healthline team. What Does Shingles Look Like? Retrieved on: 11/02/2020, from

https://www.healthline.com/health/shingles-pictures

Jacquelyn Cafasso. Postherpetic Neuralgia. Retrieved on: 11/02/2020, from

https://www.healthline.com/health/postherpetic-neuralgia

Valencia Higuera. 6 Natural Treatments for Shingles. Retrieved on: 11/02/2020, from

https://www.healthline.com/health/shingles-natural-treatment

ادوية متعلقة بعلاج الحزام الناري

  • أسيكلوفير
  • إينوسين

Source: Altibbi.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!