الحقيقة المفاجئة حول العلاقة بين السعادة والنجاح

يأمل معظمنا أن تغمرنا السعادة بعد تحقيق النجاح، أو بعد أن نزدهر في أعمالنا أو نحرز التقدم في مهنتنا أو نبتاع منزلاً أكبر من الذي نقطن فيه؛ ولكنَّ العمل الشاق والتضحية هما ما يؤديان إلى النجاح، وبالتالي تكون السعادة تحصيل حاصل. فما هي العلاقة بين السعادة والنجاح .

قد يكون صحيحاً أحياناً أنَّ النجاح هو ما يعزز سعادتنا، ولكن في أغلب الأحيان يكون العكس هو الأصح؛ وذلك وفقاً لدراسة أجريت في عام 2005 ونُشرت في مجلة “سايكولوجيكال بوليتين” (Psychological Bulletin)؛ والتي عرضت أكثر من مئتي دراسة مختلفة حول السعادة، والتي تُظهر أنَّه غالباً ما تقودنا السعادة نحو النجاح.

ووفقاً للباحثين؛ فإنَّ الخصائص المرتبطة بالتأثير الإيجابي تشمل: الثقة بالنفس والتفاؤل والفاعلية، بالإضافة إلى القدرة على التحمل والنظرة الإيجابية نحو الآخرين والاندماج في المجتمع والنشاط والطاقة، فضلاً عن السلوك الاجتماعي والمناعة والسلامة الجسدية ومواجهة التحديات والإجهاد، وكذلك الأصالة والمرونة، وتشترك هذه الصفات جميعاً بأنَّها تشجع على المشاركة الفعالة في تحقيق الأهداف.

يستند نجاح الأشخاص السعداء إلى عاملَين رئيسيَّين:

الأول: أنَّهم دائماً في مزاج إيجابي ويعيشونه بشكل متكرر، وبالتالي يزداد احتمال عملهم الفعال لتحقيق أهداف جديدة عندما يكونون في هذا المزاج؛

وأما الثاني: أنَّهم يمتلكون المهارات والصفات التي سبق ذكرها، والتي طوروها مع مرور الزمن بسبب مزاجهم الإيجابي؛ أي بعبارة أخرى: يكون الناس أكثر سعادة عندما يسعون إلى تحقيق أهدافهم.

ولأنَّ السعادة دفعتهم إلى السعي لتحقيق أهدافهم في الماضي، فقد طوروا مهارات تساعدهم على تحقيق أهدافهم المستقبلية، وينتج عن ذلك حلقة دائمة من السعادة والنجاح.

خذ في الحسبان أنَّ مقياس سعادتك لا ينبغي أن يكون دائماً عالياً؛ فقد توصلت دراسة أجريت في عام 2012 إلى أنَّ الشعور بالبهجة والبؤس في الوقت نفسه أو ما يسميه علماء النفس: التجربة العاطفية المختلطة؛ كان سبباً في تعزيز العافية.

كما يرى الباحثون أنَّ الاعتراف بالطابع المعقَّد للحياة هو الطريق المثمر إلى العافية النفسية، وذلك لأنَّ ملاحظة وتقبُّل طيف واسع من المشاعر سواء أكانت جيدة أم سيئة؛ هو السبيل إلى السعادة على المدى القريب والبعيد، ويُعد كلاهما طريقاً نحو نجاح أعظم.

إن لم تكن سعيداً بالقدر الذي تريده، توقف عن الاعتقاد بأنَّ العلاج يكمن في النجاح، فعلى سبيل المثال؛ قد تتحسن عافيتك عندما تكسب مزيداً من المال، ولكن بعد مرحلة معينة لن يجعلك ذلك أكثر سعادة؛ فقد وجدت دراسة أجريت في عام 2018 أنَّ مقداراً من المال يترواح بين ستِّين إلى سبعين ألف دولار أمريكي سنوياً، يُعد مثالياً للتمتع بالسلامة العاطفية، إلا أنَّ الدراسة حددت قيمة المبلغ الذي يحقق العافية بقرابة خمسة وسبعين ألف دولار أمريكي، بينما بينت دراسة أخرى أنَّ الناس يميلون إلى المبالغة في تقدير تأثير الدخل على السعادة الشاملة.

شاهد بالفديو: 10 أسرار لا يبوح بها الأشخاص السعداء

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/s7vRsNF9Lrs?rel=0&hd=0″]

وباختصار؛ يُعد الثراء طريقة شائعة إلى حد ما لقياس النجاح، إلا أنَّه مؤشر رديء للحصول على السعادة، لأنَّه بعد مرحلة معينة لن يجعلك النجاح المالي سعيداً، ولكن تظهر الدراسات أنَّ تكوين عدد قليل من الصداقات المقربة سيفي بالغرض، وذلك لأنَّ مضاعفة عدد أصدقائك، يؤثر على سعادتك كما لو زاد دخلك بنسبة 50%.

وقد أظهرت الأبحاث أنَّ العطاء يعود بالنفع على المعطي أكثر من المتلقي، وبذلك يمكنك تقديم يد العون للآخرين للحصول على النفع، وتستطيع عندها المشاركة في أشكال مختلفة من الأحداث والنشاطات الاجتماعية؛ فقد أظهرت الأبحاث أنَّ ممارسة التمارين الرياضية أو التواصل مع العائلة والأصدقاء أو السعي خلف الاهتمامات، يزيد من مستويات السعادة مقارنة مع النشاطات السلبية مثل: الاستلقاء على الأريكة طوال اليوم أو التحديق في الهاتف المحمول.

لذا فعندما يكون لديك وقت فراغ، لا تفكر بأخذ استراحة، بل فكر كيف يمكنك استثماره؛ فمتى قررت اتخاذ خطوات إيجابية لتحصيل السعادة، سوف تكون سعيداً بالفعل وبالتالي عندما تحقق النجاح ستكون قد أضفت مكوناً لذيذاً إلى وصفة سعادتك الشهية.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!