الحكمة من تحريم الربا

ما الحكمة من تحريم الربا من الله تعالى؟ لقد حرم الله تعالى الربا، وتوعد من يتعامل بالربا بالعذاب، فقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي

mosoah

الحكمة من تحريم الربا

ما الحكمة من تحريم الربا من الله تعالى؟ لقد حرم الله تعالى الربا، وتوعد من يتعامل بالربا بالعذاب، فقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرر العديد من مباديء الغسلام في حجة الوداع، فقال: “…وإن ربا الجاهلية موضوع…”، وبما أن الله ورسوله قد شددا على أهمية الابتعاد عن الربا، فنحن المسلمون إن نعرف الحكمة من ذلك، اطمأنت قلوبنا وحرصت على تنفيذ أوامر الله، فتابعونا على موسوعة.

انواع الربا

نتعرف أولًا على أنواع الربا التي حرمها الإسلام:

ربا الفضل

وهو الزيادة في مبادلة مال بمال آخر من نفس جنسه ونوعه:

  • كأن يُقرض أحدهم شخصًا ألف ريال، ويشترط عليه أن يردها إليه ألفًا وخمسمائة.
  • وهو محرم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تبيعوا الدينار بدينارين، ولا الدرهم بدرهمين”.

ربا النسيئة

وهو تأخير القبض في بيع كل جنسين اتفقا في علة ربا الفضل:

  • كان يدفع أحدهم مالًا إلى شخص ما إلى وقت معين.
  • ثم يأخذ منه مقدارًا معينًا في كل شهر، يبقى رأس المال على حاله.
  • فإذا أتى الوقت يطالبه برأس المال، وفي حال تعذر عليه أداؤه، فإنه يزيد في الحق والأجل.
  • وهو يشبه ربا الفضل، ولكن المقصود منه هو التأجيل بالذاتن حيث هو موطن الزيادة والمكسب للمرابي.
  • وقد حرم هذا النوع أيضًا، يقول أبو سعيد الخدري: حدثني أسامة بن زيد رضي الله عنهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:  “الربا في النسيئة”.

بيع العينة

وهو أن يبيع شيئًا من غيره بثمن مؤجل ويسلمه إلى المشتري، ثم يشتريه من صاحبه بثمن أقل من الثمن الذي باعه به.

 

وهو محرم، فقد قال نبي صلى الله عليه وسلم: “إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم”.

الحكمة من تحريم الربا من الناحية الاجتماعية

من أهم الأسباب التي من أجلها حرم الله تعالى الربا على الناس، هو تأثيره السلبي والخطير على المجتمع:

  • فهو نوع من أنواع استغلال حاجات النفس، وذلك وسيلة لهدم المجتمع.
  • أنه يجعل المال غاية لا وسيلة، فهو يؤدي إلى مادية الإنسان، وتناقص روحانيته.
  • وهو يؤدي إلى الطبقية الممقوتة في المجتمع، فيقسم المجتمع إلى طبقة صغيرة من الأغنياء يملكون كل شيء، وطبقةً فقيرةً لا تملك شيئًا قد أثقلتها الديون.
  • الربا يربي النفس على الجشع وعدم الرضا برزق الله وقسمه.
  • الربا يحمل النفس على الكسل والاعتماد في الحياة عليه دون عمل يرضي الله تعالى من عمل اليد.
  • الربا يحمل على الإسراف عند من يقترضون دون حساب لعاقبة.
  • الربا يؤدي إلى التوتر والقلق الاجتماعي من كيفية تسديد الدين، والخوف من تراكم الفائدة.
  • الربا وسيلة إلى قسوة القلب، المرابي لا يراعي أحوال الناس وظروفهم، بل على العكس هو بذلك يستغل أحوالهم الصعبة في دناءة وقلة مروءة.
  • الربا يمنع استجابة الدعاء، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يمد يديه إلى السماء، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له.
  • الربا وسيلة لتفكيك المجتمع، حيث أن مصلحة الطبقة المرابية صاحبة الأموال تتفق مع الضرر الذي من أجله يضطر المدينون إلى الاستدانة منهم.  

الحكمة من تحريم الربا في القروض الاستهلاكية والقروض الإنتاجية

يعتبر الكثير من العلماء الفائدة التي نراها هذه الأيام من القروض الاستهلاكية والإتاجية من الربا المحرم شرعًا التعامل به، وقالوا أن من الحكمة من تحريمه:

  • أنه عصيان لله ورسوله.
  • أن فيه تجردًا من القيم الإنسانية.
  • أنه يعمل على هدم نظام التكافل الذي أكده الإسلام.
  • أنه والأهم يؤدي إلى ارتفاع نفقات إنتاج مستلزمات الحياة من السلع والخدمات، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، فالتاجر يستدين من المرابي، وعليه أن يسدد الفائدة، فيسددها عن طريق زيادة قيمتها على قيمة السلعة، ويتحمل ذلك في النهاية المستهلك.
  • كما انها في الغالب تدخل في ما لا يفيد المجتمع.
  • ويؤدي نظام الربا كذلك إلى البطالة والأزمات الاقتصادية بشهادة علماء الاقتصاد.
  • كذلك يؤدي إلى الاستعمار الفكري زالاقتصادي بل والعسكري أحيانًا، كما سيطر المرابون اليهود على إنجلترا في عدة أوقات، فكانوا هم من يعلنون الحرب وينفذون السياسة كأنهم حكام البلاد.

 

لذلك أحباب المصطفى صلى الله عليه وسلم علينا أن نتكاتف جميعًا في مواجهة هذا النظام المستبد، و يساهم كل منا بما يستطيع، ولو بكلمة، وإن أفضل طريقة لإلغاء هذا النظام الربوي هي ان نكون جميعًا يدًا واحدةً يحيي بعضنا بعضًا في الضراء قبل السراء، بتعاوننا ومساعدتنا للمحتاجين منا؛ نجد أن هذا النظام سقط من تلقاء نفسه، فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله.

تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.

Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!