الراعي: الرئيس المكلّف أُحرِج فأقدم على الاعتذار والبلاد أمام أخطار متعددة

بيروت- "القدس العربي": انتقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "الحال التي وصلت إليها الدولة وتفكّك مؤسساتها الدستورية وأوصالها وحال النفوذ

Share your love

الراعي: الرئيس المكلّف أُحرِج فأقدم على الاعتذار والبلاد أمام أخطار متعددة

[wpcc-script type=”37cbec8e1db878570c57c768-text/javascript”]

بيروت- “القدس العربي”:

انتقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “الحال التي وصلت إليها الدولة وتفكّك مؤسساتها الدستورية وأوصالها وحال النفوذ والاستقواء وفرض شروط بين مكوّنات الوطن، خلافًا لنظام لبنان السياسي الذي هو ديموقراطي وتعدّدي ثقافيًّا ودينيًّا، ومنفتح على الدول شرقًا وغربًا بتواصل وتعاون وتبادل، مع حفظ سيادته بعيدا عن النزاعات والأحلاف والحروب، وحياديّ ناشط بحكم هويّته وطبيعته من دون نصٍّ قانوني، داخلي أو إقليمي أو دولي، كما في السنوات الخمسين الأُولى من حياته كدولة قائمة بذاتها”.

وغمز الراعي في عظة الأحد من قناة الشروط التي فرضها الثنائي الشيعي على الرئيس المكلّف مصطفى أديب بقوله: “إن فعاليّة أي مكّون هي في تفاعلِه مع الآخرين لا في الاستقواء عليهم. دورُنا معًا أقوى من دورنِا متفرِّدين ومنفرِدين. حبّذا لو أن انفجار المرفأ والتفاف الدول حول شعب لبنان شكّلا صحوة الضمير الوطني الداعي إلى تأليفِ حكومة حسْب الدستورِ والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني نصًا وروحًا، وبنيّة صادقة وبسرعة خارقة”.

غمز من قناة الثنائي الشيعي رافضاً الاستقواء والتفرّد بخلق أعراف من دون توافق

وقال: “أما وقد أُحرج الرئيسُ المكَلَّف مصطفى أديب فأقدم على الاعتذارَ، أصبحَت البلادُ أمام أخطارٍ متعدّدةٍ ليس أقلَّها غيابُ حكومةٍ تقودُ عمليّةَ إنقاذِ البلاد وملاقاةِ المؤتمراتِ الدوليّةِ والتفاوضِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ. وفوق ذلك خيَّب الاعتذار آمالَ المواطنين ولا سيما الشباب الّذين كانوا يراهنون على بَدءِ تغييرِ في الطبقةِ السياسيّةِ من خلال حكومةٍ جديدةٍ بوجوهِ واعدة، وفاقم الأزمة الوطنية والحكومية، إذ بدا كأنه يسلمّ بـ”فيتو” غير موجود في الدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني”.

وأكد أن “البطريركية المارونيّة تنطلق دائمًا من أركان الدولة الثلاثة المتكاملة: الدستورِ والميثاقِ ووثيقة الوفاق الوطني التي تحفظ توازن مكوّنات وطننا الواحد، المشترك والنهائي، وتجمعنا في وحدة وطنية على تنوّع طوائفنا ومذاهبنا وأحزابنا وحرية الرأي والتعبير. وإذ نحرص على أن تبقي فرنسا مشكورة عزمها على مساندة لبنان، فإننا حفاظًا على الأركان الثلاثة ندعو إلى عدم تخصيص أي حقيبة وزارية لأي فريق أو حزب أو طائفة أو مذهب بشكل دائم، بل إلى اتباع قاعدة المداورة الديمقراطية. فلا يمكن الاعتداد بعرف أو التفرّد بخلق أعراف من دون توافق، ومن دون اعتراف الآخرين بها”.

وختم: “في كل حال مهما اختلَف اللبنانيّون، يجب أن تَبقى لغةُ الحوارِ أقوى من أيٍّ لغةٍ أُخرى. ويجب أنْ تَبقى إرادةُ العيشِ معًا أقوى. فمعيارُ نجاح “العيش معًا” ليس الوجود الجسديّ بل التفاعلُ الروحيُّ والحضاريُّ والوطنيُّ والنظرةُ إلى أفْقٍ واحدٍ وغاية واحدة، هما لبنان وشعبه”.

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!