يعتبر مرض السكري واحد من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فقد بلغ عدد المصابين بالسكري في عام 2019، 463  مليون مصاب  ومن المتوقع أن يستمر هذا الرقم بالازدياد حتى عام 2045. يحدث مرض السكري ببساطة عندما تكون نسبة الجلوكوز أو السكّر في الدم أعلى من معدلاتها الطبيعية.

الجلوكوز هو المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم يحصل عليه الجسم عن طريق الغذاء ليقوم بعدها البنكرياس بإفراز هرمون الإنسولين الذي يوم بدوره على إدخال الجلوكوز إلى خلايا الجسم لتستخدمه كمصدر للطاقة. يحصل مرض  السكري عندما يكون البنكرياس غير قادر على إفراز الإنسولين وهو ما يحصل في السكري من النوع الأول أو عندما يصبح الجسم غير قادر على استعمال الإنسولين بشكل فاعل كما يحصل في السكري من النوع الثاني.

 

لمرض السكري العديد من المضاعفات والآثار الجانبية التي قد تتفاقم إلى أمراض تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة المريض والتي تحصل في حال لم يلتزم المريض باتباع نظام حياة صحي للتأخير أو الحد من المضاعفات المحتملة.

للمزيد: السكري خرافات ومعتقدات خاطئة

 المشاكل الصحيّة التي قد يسببها مرض السكري

1- أمراض القلب.

2- السكتات الدماغية.

3- أمراض الكلى.

4- أمراض العيون.

5- أمراض الفم والأسنان.

6- اعتلالات الأعصاب.

7- القدم السكرية.

تأثير مرض السكري على الفم والأسنان

إنّ مرض السكري قد يكون واحد من العوامل التي قد تجعل المريض أكثر عرضةً للإصابة بمشاكل الفم والأسنان، ويرجع السبب في ذلك إلى أنّ ارتفاع السكر في الدم وعدم السيطرة عليه لفترات طويلة يُضعف من قدرة الجسم المناعية ويجعله غير قادراً على مواجهة  البكتيريا المسببة للالتهابات. إضافةً إلى ذلك فإنّ ارتفاع السكّر في الدم يؤدي إلى زيادة عدد مرات التبول عند المريض وهو ما سيؤدي إلى إصابته  بالجفاف في الفم، ويؤدي مرض السكري كذلك إلى التقليل من كمية اللعاب المًفرز والذي من شأنه حماية الأسنان لذلك ونتيجة قلّة اللعاب سيكون المريض أكثر عرضة للإصابة بتسوس الأسنان والتهابات اللثة ونزيفها.

للمزيد: تأثير مرض السكري على صحة الفم والأسنان

الحفاظ على صحة الفم والأسنان عند مرضى السكري

في حال لم يقم المريض بالعناية بصحة الفم والأسنان فإن ذلك قد يؤدي إلى إصابة المريض بالتهابات حادة في اللثة وآلام شديدة ورائحة الفم الكريهة الدائمة، وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى فقدان المريض لأسنانه. لذلك وبخطوات بسيطة سيتمكن المريض من الحفاظ على صحة الفم لديه. نذكر منها: 

السيطرة على قراءات السكّر في الدم

ويكون ذلك باتباع نظام حياة صحية من خلال الالتزام بتناول  الأغذية التي تناسب مرضى السكري،  كتلك المليئة بالألياف والفيتامينات كالحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه.

ممارسة الريّاضة والحفاظ على وزن صحي، إضافةً إلى ذلك الحرص على الالتزام بالخطة العلاجية الموضوعة من قبل الطبيب والالتزام بتناول الأدوية. إنّ الالتزام باتباع هذا النمط من شأنه السيطرة على قراءات السكّر في الدم وبالتالي منع الإصابة بمشاكل الفم والتهابات اللثة والأسنان.

الالتزام بتنظيف الأسنان مرتان يومياً

مرة صباحاً وأخرى عند النوم، وينصح باستخدام فرشاة أسنان ناعمة ومعجون أسنان يحتوي على الفلورايد مع الحرص على تغيير فرشاة الأسنان مرة واحدة كل ثلاثة أشهر.

الحرص على تنظيف الأسنان بالخيط

 احرص على استعمال خيط الأسنان مرة واحدة يومياً على الأقل؛ وذلك للتأكد من إزالة طبقة البلاك المتشكلة بين الأسنان واللثة.

الحرص على زيارة طبيب الأسنان بانتظام

 على المريض الالتزام بزيارة طبيب الأسنان على الأقل مرة واحدة كل ستة أشهر من أجل إجراء تنظيف للأسنان والحكم على صحة الأسنان واللثة.

مريض السكر وطبيب الأسنان

 على المريض أن يحرص على إخبار طبيب الأسنان المعالج عن إصابته بمرض السكر إضافةً إلى إطلاعه على جميع الأدوية التي يتناولها المريض، فمثلاً في حال عانى المريض من التهاب في اللثة وبدء بتناول أحد المضادات الحيوية فقد يحتاج المريض -الذي يتناول الإنسولين- إلى ضبط الجرعة الخاصة بالإنسولين.

الإقلاع عن التدخين

 إن التدخين من شأنه أن يزيد من خطر المضاعفات الناجمة عن مرض السكري ومنها التهابات الفم والأسنان حيث أن مريض السكري المدخن يكون أكثر عرضة ب 20 مرّة للإصابة بالتهابات الفم والأسنان من مريض السكري غير المدخن؛  وذلك لأنّ التدخين يمنع من تدفق الدم بصورة طبيعية إلى اللثة والذي من شأنه أن يجعل عملية شفاء الجروح والالتهابات أكثر صعوبة. لذلك على المريض التنسيق مع طبيب مختص لوضع خطة للإقلاع عن التدخين.

قد تبدو السيطرة على مرض السكري كمهمّة طويلة الأمد ومرهقة،  إلّا أنّها دائماً ما تؤتي ثمارها وتقلل من  احتمال تطور المضاعفات الخطيرة لمرض السكري لدى المريض ومنها التهابات الفم والأسنان بأنواعها المختلفة والمضاعفات الأخرى المحتملة التي من شأنها أن تؤثر سلباً على ح جودة حياة المريض، إلأّ أن الخبر الجيد أن اتباع نظام حياة صحي والالتزام بالخطة العلاجية من شأنه أن يمنع كل ذلك.