الشيخ يحيى المدغري لن يخطب يوم العيد بمصلى حي كريمة.. وهذا من سيعوضه!!

هوية بريس – إبراهيم بَيدون

الأحد 03 يوليوز 2016

منذ توقيف الشيخ يحيى المدغري عن الخطابة (بعد خطبة زلزال الريف وتجار المخدرات)، في بداية شهر فبراير المنصرم؛ وما تلى ذلك من توقفه عن دروس الوعظ والإرشاد التي كان يقيمها بعدد من مساجد مدينة سلا؛ وطلبته ومحبوه وعدد كبير من ساكنة مدينة سلا والرباط يتساءلون هل سيكون في الموعد يوم العيد بإمامته للمصلين وخطبته الرائعة، التي صارت محجا لعشرات الآلاف من المصلين؟!!

وحسب أحد المصادر فإن الشيخ يحيى المدغري لن يلقي خطبة العيد، وهو أمر مستغرب، إذ أن التوقيف الذي أجراه وزير الأوقاف على الشيخ بعد ما عرف بـ(خطبة زلزال الريف)، كان فقط توقيفا شفويا، ولم يكن يفهم منه التوقيف الكلي لكل أنشطته مع المجلس العلمي المحلي بسلا، غير أن الأيام أظهرت عكس ذلك.

وحسب نفس المصدر فإن من سيعوض الشيخ يحيى المدغري هو ذ. بدر مفتاحي الذي صار مؤخرا خطيب مسجد بلال بحي سعيد حجي بسلا، وقد ظهر في مقطع على “يوتيوب” وهو يتحدث فيه عن “حرية المعتقد”، بعد حضوره مؤتمرا في الموضوع.

ومن الغريب في تصريحه لأحد الواقع بصفته “رجل دين” (وهذا تعبير غير إسلامي، لأن المشتغل بالعلم الشرعي والذي ينشره بين الناس ويعلمهم أحكام دينهم، فيسمى عالم، أو داعية)، أن الذين تصدروا المشهد في النقاش حول مسألة “حرية المعتقد” هم المتشددون من المنظومتين الإسلامية والعلمانية؛ مع أن من كان يجلس بجانبه في المؤتمر المذكور، هو العلماني الإقصائي المتطرف أحمد عصيد الذي لا يخفي عداءه للدين وأحكامه وعلمائه، ودعوته لإقصاء الدين عن الحياة العامة أشهر من أن تخفى عن المتحدث أو غيره!!

وكانت مصلى العيد بحي كريمة قد صارت على مدار السنوات الأخيرة بإمامة الشيخ يحيى المدغري محجا لعشرات الآلاف من المصلين رجالا ونساء وأطفالا وأجانب، حتى أنها استطاعت أن تجذب عدسات أكبر المصورين وكاميرات أشهر الوكالات الإخبارية العالمية من قبيل “فرنس بريس” و”الأناضول”، وأشهر القنوات الفضائية، مثل “الجزيرة”، وهو ما يعطي صورة حسنة رقراقة عن المغرب والمغاربة في الخارج شرقا وغربا؛ غير أن الوزير الذي أقال الشيخ لا يعطي لهذا الأمر اهتماما، بقدر ما يهمه أن يحكم سيطرته على الشأن الديني في المغرب، وأن يبعد منبر خطبة الجمعة عن شؤون الناس وما يعيشونه في حياتهم اليومية، وما يناقش قضاياهم بشموليتها.

يذكر أنه عندما كانت منطقة الريف تعرف في شهر يناير المنصرم مجموعة اهتزازات أرضية، كانت عنيفة أحيانا، تحدث الشيخ يحيى المدغري في آخر خطبة له (الجمعة 29 يناير) وهو في معرض الدعاء أن يحفظ الله أهل الريف من الزلازل ومن أي مكروه، عن أن تجارة المخدرات من أسباب استجلاب غضب الله لما لها من نتائج كارثية على صحة وحياة متعاطيها؛ وهو ما استغلته منابر علمانية وأخرى استرزاقية لشن هجمة “مغرضة” عليه (كما وصفها في فيديو توضيحي له)، وتأليب عامة أهل الريف، وتوجيه كلامه بأنه يتشفى فيهم، وأيضا تحريض وزير الأوقاف على الشيخ “المتشدد” حسب تعبيرهم، وهو ما استجاب له الوزير سريعا، إذ قام بتوقيفه قبل أن يعتلي المنبر في الجمعة الثانية، دون طلب أي توضيح أو استفسار من الشيخ المدغري.