القيمة الحروفية في أعمال الجزائري حمزة بوخلدة

تتبدى أعمال الفنان الحروفي حمزة بوخلدة مثقلة بالإشارات، لوجود أنساق باطنية بأبعاد ودلالات وإيحاءات، نتيجة تحطم الألوان والأشكال والعلامات والرموز فوق الأبيض. تارة بضربات تُحدث حركات متتالية، وتارة أخرى بطلاء مبهج يقود إلى الانزياح نحو تعددية القراءة. والفنان بذلك يبلور العملية الإبداعية وفق أسلوب حروفي يؤسس لأرضية دلالية في التشكيل الموسيقي المعاصر. فهو يحمل القارئ […]

القيمة الحروفية في أعمال الجزائري حمزة بوخلدة

[wpcc-script type=”ba54cad17ad0cb2115a09b9f-text/javascript”]

تتبدى أعمال الفنان الحروفي حمزة بوخلدة مثقلة بالإشارات، لوجود أنساق باطنية بأبعاد ودلالات وإيحاءات، نتيجة تحطم الألوان والأشكال والعلامات والرموز فوق الأبيض. تارة بضربات تُحدث حركات متتالية، وتارة أخرى بطلاء مبهج يقود إلى الانزياح نحو تعددية القراءة. والفنان بذلك يبلور العملية الإبداعية وفق أسلوب حروفي يؤسس لأرضية دلالية في التشكيل الموسيقي المعاصر. فهو يحمل القارئ إلى عمق الصورة التعبيرية المتحركة المتحررة من كل القيود، في حرية تأخذ بعين الاعتبار الصيغ الجمالية وآفاقها اللامتناهية. وهذا المنحى يشكل قضية حروفية في أعمال الفنان الحروفي حمزة بوخلدة، لأن المعجم الحروفي والجمالي والموسيقي لديه مثقل بحمولات ثقافية وقيم دلالية، يشيئ لها من التقنية المستعملة والمواد الحديثة ما يلائم الأهداف المضامينية والرنة التنغيمية والمبهجة اللونية والتوظيفات العلاماتية والرمزية التي يرغبها، حيث يناغم أعماله بين إيقاعات الحروفيات والعلامات والدوائر والخطوط بكل انعراجاتها واستقاماتها وتسطيحاتها ومقاييسها، بقدر ما تنتجه من موتيفات فضائية، والأشكال الهندسية المتشابكة مع الأشكال السلسة.

يشابك الخطوط ببعضها بأساليب معاصرة، ما يحدث تعبيرا حركيا وموسيقيا متناغما، يبسطه بأشكال تعتمد الكثافة وفق طبقات، لكن باعتماد الترقيق والتخفيف على المستوى الحروفي.

ويشابك الخطوط ببعضها بأساليب معاصرة، ما يحدث تعبيرا حركيا وموسيقيا متناغما، يبسطه بأشكال تعتمد الكثافة وفق طبقات، لكن باعتماد الترقيق والتخفيف على المستوى الحروفي، وبذلك، ففي القاعدة النقدية يبدو أن الفضاء التشكيلي لديه يحتمل إطلاق سراح الحرف ويحرره من كل القيود، ولذلك يتبدى في أعماله التنوع في الشكل وفي الكثافة والتموقع اللوني والحروفي، الشيء الذي يتيح للمجال الحروفي الانتعاش بنغمات موسيقية وأشكال متنوعة، تحرك الفضاء في صيغ متعددة، وتمنحه الحيوية والرشاقة، فيتبدى ناطقا بعُدة من المضامين، التي كانت تستتر في حيز المضمرات، فضلا عن بعض الاختراقات الضوئية الخفيفة التي تشكل علامات لها دلالتها في النسيج اللوني وفي التأثير في الحركة، إلا أن تثبيت الرؤى التعبيرية والأشكال الرمزية الدلالية، وبسط كل مقومات الانسجام في العمل، يتطلب من الفنان حمزة العمل على تحقيق التوازن التام بين كل مكونات اللوحة، وهي طريقة تنجز وفق مجموعة من الآليات التي وظفها المبدع لكن بتباينات.


ويشكل التنغيم والتكامل والانسجام والتجميعات اللونية والكتل والأشكال الزخمية، والتحوير، وانتقاء الألوان من جنسها، وتثبيت العلاقة بين الجماليات الحروفية بمطاوعتها للتشكيل المعاصر، في إطارها الرمزي المجرد، وفي قيمتها الفنية والجمالية، وفي موسيقيتها وغنائيتها الخفية، وإيقاعاتها وتبادلاتها واسترسالاتها ونسبها وحركياتها وتركيباتها وكل أساليبها الموسيقية، أهم الأسس التي تغذي أعماله وترقى بها إلى مستوى عال. كما أن بعضا من التوليف بين جماليات التشكيل والتعبير، وإحداث قدر يسير من التوازن بين كل هذه العناصر يزيد أعماله رونقا وبهاء. إنه بذلك يؤكد مراسه الإبداعي، الذي يشكل معرفة فنية خصبة، تطرح أعماله في نطاق تعدد الرؤى الحروفية، فهو يبني الأشكال في بؤر حروفية بمفردات فنية داخل الفضاء اللوني ليحدث مبهجا جماليا ووهجا فنيا متعدد الدلالات. وهو إنجاز يمتح من التعبير بالحروف وبالألوان والأشكال كل المقومات الحضارية المحلية التي تزكيها الرموز الأمازيغية والعلامات العربية، ما ينم عن تجربة عالمة من حيث عمليات التوظيف الحروفي والرمزي والعلاماتي والشكلي، وأيضا من حيث تدبير المجال الجمالي في ما يخص تناسق الألوان وشكلية مزج كل العناصر والمفردات المشكلة لأعماله، في نطاق متماسك ليصنع حيزا من التوازن بين كل العناصر المكونة لأعماله، وينتج حزمة من الدلالات والمعاني. إنه مسار قويم في حروفياته ورمزيته يتخطى الجاهز، ويحدث أسلوبا رائقا بتوظيفات خاصة، وبوجدانية وإيحائية ورؤى جمالية تدعم القوة التعبيرية المعاصرة وتمنح أعماله قيمة حروفية.

٭ كاتب مغربي

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!