تعد الملاريا وفقر الدم المنجلي من الأمراض الخطكيرة التي تستلزم العلاج والمتابعة. نتنلول تالياً الحديث عن كل من الملاريا وفقر الدم المنجلي والعلاقة بينهما.

ما هي الملاريا؟

تعرف الملاريا (بالإنجليزية: Malaria) بأنها مرض طفيلي يصيب الإنسان بسبب لدغات بعوض الأنوفيلة (بالإنجليزية:Anopheles) الحاملة للملاريا  أو عن طريق نقل الدم من شخص مصاب به، ومن أعراضه الحمى، والقشعريرة، وفرط التعرق، والصداع، والتقيؤ.

تبدأ دورة حياة طفيليات الملاريا من خلايا الكبد، حيث تتأثر بعد أيام إلى أسابيع من وصولها للكبد من خلال الدورة الدموية بعد التعرض للطفيلي عن طريق لدغة البعوض أو انتقال الدم، تنتقل بعدها الطفيليات إلى كرات الدم الحمراء وتتكاثر بداخلها إلى أن تنفجر الخلايا وتنتشر الطفيليات، ثم  تبدأ الأعراض بالظهور عند المريض.

ما هو فقر الدم المنجلي؟ 

أما فقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle Cell Anemia)  فهو أحد أمراض الدم الوراثية المتنحية التي تصيب خلايا الدم الحمراء، ينتج عنه تغير في شكلها  إلى الشكل القمري الهلالي، بعكس خلايا الدم الحمراء الطبيعية ذات الشكل الكروي الدائري، ويحدث هذا التغير في شكل خلايا الدم الحمراء بسبب احتوائها على هيموجلوبين غير طبيعي منجلي.

يظهر فقر الدم المنجلي على شكل آلام في عدة أجزاء من الجسم وموت خلايا الدم بعد فترة بعد مرور 10-20 يوماً على إنتاجها بدلاً من 120 يوماً لخلايا الدم الحمراء الطبيعية، وقد يكون مريض فقر الدم المنجلي حامل للمرض إذا كان متغاير الزيجوت لصفة الهيموجلوبين المنجلي  أو مصاب إذا كان متماثل الزيجوت لصفة الهيموجلوبين المنجلي، وتختلف شدة الأعراض بين النوعين.

علاقة فقر الدم المنجلي بالإصابة بالملاريا

يعتقد بأن مرضى فقر الدم المنجلي أقل عرضة للإصابة بمرض الملاريا، فما حقيقة ذلك؟

لوحظ أن الأشخاص متغايري الزيجوت الحاملين لصفة الهيموجلوبين المنجلي أقل عرضة و أكثر مقاومة للإصابة بالملاريا، كما لوحظ انتشار أكبر للطفرة المؤدية لظهور صفة الهيموجلوبين المنجلي في المناطق التي  يعتبر فيها الملاريا مرض متوطن.

أما عند المرضى المصابين بمتماثل الزيجوت لصفة الهيموجلوبين المنجلي، فإن شدة الأعراض التي تظهر عندهم تطغى على الفائدة المرجوة من الحماية من الملاريا بسبب إصابتهم.

كيف يحمي فقر الدم المنجلي من الاصابة بالملاريا؟

تم تفسير الحماية التي توفرها صفة الهيموجلوبين المنجلي من الإصابة بالملاريا بعد القيام بالعديد من الأبحاث بعدة نظريات منها:

  • عدم قدرة طفيلي المتصورة المنجلية (بالانجليزية: Plasmodium Falciparum) المسبب للملاريا التكاثر بداخل كريات الدم الحمراء الحاملة لصفة الهيموجلوبين المنجلي، بسبب تغير شكل كريات الدم إلى المنجلي مما ينتج عن ذلك عدم قدرتها على حمل كميات كافية من الأكسجين، وذلك يقلل قدرة الطفيلي على التكاثر بسبب نقص الاكسجين.
  • تخرب وتكسر كريات الدم الحمراء الحاملة لصفة الهيموجلوبين المنجلي و المحتوية على الطفيليات بشكل مبكر داخل الطحال، مما يقلل عدد الطفيليات الكلي داخل الجسم ويزيد مقاومة الجسم لها.
  • يؤدي وجود كريات الدم الحمراء الحاملة لصفة الهيموجلوبين المنجلي إلى تحسن في الإستجابة للمناعة الطبيعية والمكتسبة للطفيليات.
  • يؤدي وجود الهيموجلوبين المنجلي داخل كريات الدم الحمراء الى انتاج انزيم  هيم اكسجيناز (بالانجليزية: (Heme Oxygenase-1 (HO-1) والذي يعمل على زيادة انتاج غاز اول اكسيد الكربون والذي يعمل على حماية كريات الدم من الضرر الناتج عن تكاثر الطفيليات بداخلها.
  • تؤدي اصابة كريات الدم الحاملة لصفة  الهيموجلوبين المنجلي الى تغير شكلها بطريقة مميزة تجعلها أكثر عرضة للبلعمة، مما يقلل تكاثرها داخل الجسم.
  • ازفاء الRNA المجهري(بالانجليزية: MicroRNAs) من كريات الدم الحاملة لصفة الهيموجلوبين المنجلي إلى الطفيلي، مما يعمل على تثبيط عملية الترجمة الجزئية داخل الطفيلي ويقلل قدرته على التكاثر.

لذلك فإن الأشخاص الحاملين لصفة الهيموجلوبين المنجلي أكثر مقاومة وأقل عرضة للإصابة بأعراض الملاريا من الأشخاص الطبيعيين غير الحاملين للصفة أو الأشخاص المصابين بصفة الهيموجلوبين المنجلي بصورة متماثلة ولديهم أعراض فقر الدم المنجلي.