وبعد أقل من شهرين من إعادة انتخابه، يواجه ماكرون تحديا قويا من كتلة يسارية موحدة تظهر استطلاعات الرأي أنها قد تحرمه من أغلبية مطلقة حتى لو لم تسيطر على البرلمان.

وأظهر استطلاع، أجرته مؤسسة إيفوب فيدوسيال، حصول التحالف اليساري على 25.7% من الأصوات، بينما حصل حزب ماكرون وحلفائه على 25%، بينما حصل اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان على 19.3%، وفقا لرويترز.

وفي ظل نظام الجولتين الذي يتم تطبيقه في 577 دائرة انتخابية بأنحاء البلاد، فإن التصويت في الجولة الأولى ليس مؤشرا جيدا على من سيفوز بالغالبية في نهاية المطاف في 19 يونيو، عندما تجرى الجولة الثانية.

وتتوقع مصادر مطلعة داخل الحكومة أداء ضعيفا في الجولة الأولى لائتلاف ماكرون “معا” اليوم الأحد وامتناع أعداد قياسية من الناخبين عن التصويت.

فقد أفادت مراسلتنا بأن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الفرنسية بلغت حتى الساعة الخامسة مساء 39.42%، وهي في انخفاض مقارنة بالدورة الماضية عام ‏2017، حيث بلغت النسبة 40.75%.

وتأمل كتلة جان-لوك ميلونشون اليسارية المتشددة في الاستفادة من الغضب من ارتفاع تكاليف المعيشة.

 وقال ميشيل جيبوز، البالغ من العمر 71 عاما، بعد التصويت لكتلة ميلونشون في مركز الاقتراع الواقع في مبنى البلدية بالدائرة 18 في باريس “قمت بالتصويت لصالح الأمل.. ولذلك ليس لرئيسنا الحالي”، مضيفا “نحن بحاجة للتخلص منهم (حزب الرئيس). هذا هو الأمل الأخير للبقاء في ديمقراطية، أو ما تبقى منها”.

وقال إيفان وارين، الذي منح صوته لماكرون في الانتخابات الرئاسية، إن من المهم أن يحصل الرئيس على الأغلبية.

وأضاف عالم الكمبيوتر، البالغ من العمر 56 عاما “من المهم بالنسبة لي أن تكون لدينا حكومة قوية، مما يسمح لنا بتمثيل فرنسا بأكثر الطرق فعالية”، وفقا لرويترز.

وباتت قدرة ماكرون على تمرير أجندته الإصلاحية مهددة، بما يشمل إصلاحا لنظام التقاعد يقول إنه ضروري لإصلاح المالية العامة.

وفي المقابل، يدفع خصومه اليساريون لخفض سن التقاعد وإطلاق حملة إنفاق كبيرة.

وقال مصدر حكومي لرويترز “نتوقع جولة أولى صعبة.. لكننا نعتمد على الجولة الثانية لإظهار أن برنامج ميلونشون خيالي”.

وكانت توقعات أولية بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة أظهرت أن ماكرون في طريقه للحصول على أغلبية في البرلمان، كما هو معتاد منذ تقليص الولاية الرئاسية إلى 5 سنوات.

لكن الرئيس ظل بعيدا عن الأضواء منذ التصويت، واحتاج أسبوعين لتشكيل حكومة.

في غضون ذلك، نجح ميلونشون في تشكيل تحالف بين حركته “فرنسا الأبيّة” والاشتراكيين والخضر.

وتظهر التوقعات الآن أن ماكرون وحلفاءه، بما في ذلك الحزب الجديد لرئيس وزرائه السابق إدوار فيليب، قد لا يحققون أغلبية 289 مقعدا بفارق 40 مقعدا.

ويتنافس نحو 14 وزيرا من حكومة ماكرون في سباقات محلية وقد يفقدون وظائفهم إذا فشلوا في الفوز بمقاعد.

وأحد أكثر أعضاء مجلس الوزراء عرضة للخطر هو كليمون بون، وزير الدولة للشؤون الأوروبية في حكومة ماكرون، والذي يخوض حملة انتخابية في دائرة شرق باريس. وبصفته مستشارا سابقا في أمور مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن بون (40 عاما) حليف مقرب من الرئيس.

وقال مصدر حكومي “ستكون خسارة مؤلمة”.

على الجانب الآخر من الطيف السياسي، تظهر استطلاعات الرأي أن لوبان قد تفوز بمقعد في دائرتها الشمالية من الجولة الأولى مباشرة من خلال الحصول على أكثر من 50% من الأصوات.