انخفاض الرغبة الجنسية

انخفاض الرغبة الجنسية هو مصطلح يستخدم لوصف انخفاض في الدافع الجنسي يؤثر على العلاقة الجنسية بين الزوجين، ومع هذا، يمكن أن يتم علاج هذه المشكلة عن طريق الطبيب من خلال تحديد السبب الرئيسي وراء انخفاض الرغبة الجنسية ووصف العلاج المناسب.

يجب عدم الخلط بين انخفاض الرغبة الجنسية والضعف الجنسي، فلكل منهما أسباب وعلاج، ولكن يمكن أن يتسبب الضعف الجنسي في انخفاض الرغبة الجنسية.

أسباب انخفاض الرغبة الجنسية

يمكن أن يكون سبب انخفاض الرغبة الجنسية في بعض الأحيان هو عامل واحد ولكنه يرتبط في كثير من الأحيان بعوامل متعددة يساهم كل منها بطريقته الخاصة. فيما يلي أبرز أسباب انخفاض الرغبة الجنسية.

أسباب انخفاض الرغبة الجنسية عند الرجل

إليك أبرز أسباب انخفاض الرغبة الجنسية عند الرجل.

انخفاض هرمون التستوستيرون

يتحكم هرمون التستوستيرون في الصحة الجنسية لدى الرجل، وهو الهرمون الذي يتم إنتاجه عن طريق الخصيتين، وهو مسؤول عن بناء العضلات وكتلة العظام وتحفيز إنتاج الحيوانات المنوية وتعزيز الرغبة الجنسية، وحينما ينخفض هذا الهرمون، فإنه يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجل.

تختلف مستويات التستوستيرون الطبيعية من رجل لآخر، ومع ذلك، يُعتبر أن الرجال البالغين يعانون من انخفاض التستوستيرون عندما تنخفض مستوياته عن 300 نانوجرام لكل ديسيلتر (نانوغرام / ديسيلتر)، وذلك وفقاً لإرشادات جمعية المسالك البولية الأمريكية (AUA).

من الطبيعي أن تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون مع تقدم العمر، ولذلك قد يعاني كبار السن من انخفاض الرغبة الجنسية أكثر من غيرهم.

ويمكن علاج انخفاض هرمون التستوستيرون من خلال تناول بعض الأدوية التي تعزز مستوياته، أو عن طريق علاج المشكلات الصحية التي يمكن أن تسبب هذا الإنخفاض، مثل مشاكل الخصية وكيس الصفن، ولذلك يجب استشارة الطبيب لتحديد أسباب انخفاض التستوستيرون والعلاج المناسب لهذه المشكلة.

للمزيد: ألم كيس الصفن: ما هي الأسباب

انخفاض الرغبة الجنسية بسبب الأدوية

يمكن أن يؤدي تناول بعض الأدوية إلى خفض مستويات هرمون التستوستيرون، مما قد يؤدي بدوره إلى انخفاض الرغبة الجنسية.

فعلى سبيل المثال، قد تمنع أدوية ضغط الدم مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات بيتا حدوث القذف والانتصاب.

وتشمل الأدوية الأخرى التي يمكن أن تخفض مستويات هرمون التستوستيرون ما يلي:

• العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي للسرطان.
• الهرمونات المستخدمة لعلاج سرطان البروستاتا.
• الستيرويدات القشرية.
• مسكنات الألم الأفيونية، مثل المورفين والأوكسيكودون .
• دواء مضاد للفطريات يسمى كيتوكونازول.
• سيميتيدين الذي يستخدم لحرقة المعدة ومرض الجزر المعدي المريئي.
• الستيرويدات الابتنائية، والتي يمكن أن يستخدمها الرياضيون لزيادة كتلة العضلات.
• بعض مضادات الاكتئاب.

ولذلك يجب التحدث مع الطبيب في حالة المعاناة من مشكلة جنسية ناتجة عن تناول بعض الأدوية، فيمكن للطبيب أن يصف أدوية بديل لا تؤثر على الرغبة الجنسية ومستويات هرمون التستوستيرون في الجسم.

{cta}

متلازمة تململ الساقين

متلازمة تململ الساقين (بالإنجليزية: Restless legs syndrome) هي الرغبة الملحة التي لا يمكن السيطرة عليها لتحريك الساقين، ويمكن أن تؤدي هذه المشكلة إلى ضعف الانتصاب وانخفاض الرغبة الجنسية، وذلك حينما لا يتمكن القضيب من الإنتصاب بشكل طبيعي.

وتحتاج هذه المشكلة إلى استشارة الطبيب لتحديد الأسباب والعلاج المناسب لها.

انخفاض الرغبة الجنسية بسبب الإكتئاب

يمكن أن يؤثر الاكتئاب على الصحة الجنسية لدى الرجل، ويؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية، وخاصةً عند البدء في تناول مضادات الاكتئاب المختلفة، بما في ذلك:

• مثبطات امتصاص السيروتونين-نوربينفرين (SNRIs) ، مثل دولوكستين (سيمبالتا)
• مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ، مثل فلوكستين (بروزاك) وسيرترالين (زولوفت).

ينبغي التحدث مع الطبيب في حالة تناول مضادات الاكتئاب والمعاناة من انخفاض الرغبة الجنسية، وقد يكون العلاج عن طريق تعديل الجرعات أو وصف دواء آخر لعلاج الاكتئاب.

اقرأ أيضاً: ما هو الفرق بين الاكتئاب الخفيف، المتوسط والشديد؟

انخفاض الرغبة الجنسية بسبب المرض المزمن

يمكن أن تقلل أمراض معينة من إنتاج الحيوانات المنوية، وبالتالي تسبب تأثيرات سلبية على الصحة الجنسية والرغبة عند الرجل.

تشمل الأمراض المزمنة الأخرى التي يمكن أن تؤثر سلباً على الرغبة الجنسية ما يلي:

• مرض السكري من النوع الثاني.
• السمنة.
• ارتفاع ضغط الدم.
• ارتفاع الكوليسترول في الدم.
• فشل مزمن في الرئة أو القلب أو الكلى أو الكبد.
• مرض السرطان.

ولذلك يجب على الرجل الذي يعاني من مرض مزمن أن يتحدث مع الطبيب حول الأثار الجانبية المحتملة والعادات الصحية التي يجب اتباعها لتفادي هذه الآثار والحد من المضاعفات.

{question}

انخفاض الرغبة الجنسية بسبب مشاكل النوم

في حالة معاناة الرجل من انقطاع النفس الانسدادي النومي (بالإنجليزية: Obstructive Sleep Apnea)، فإن هذه الحالة قد تسبب انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، وهذا بدوره يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية.

وتحتاج هذه المشكلة إلى استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.

انخفاض الرغبة الجنسية بسبب تقدم العمر

يتمتع الرجل بمستويات مرتفعة من هرمون التستوستيرون في مرحلة الشباب، ولكن مع تقدم العمر، تبدأ مستويات هرمون التستوستيرون في الانخفاض، مما يؤثر تباعاً على الرغبة الجنسية لدى الرجل وقد يؤدي إلى ضغط الإنتصاب والمشكلات الجنسة الأخرى.

وتتوفر مجموعة من الأدوية التي يمكن أن تعالج انخفاض الرغبة الجنسية الناتج عن تقدم العمر.

للمزيد: الرغبة الجنسية وتقدم العمر

انخفاض الرغبة الجنسية بسبب الضغط العصبي

هناك ارتباط وثيق بين الضغوط العصبية والإجهاد الشديد، وبين انخفاض الرغبة الجنسية، وذلك لأن التوتر يمكن أن يعطل مستويات الهرمونات في الجسم، بما في ذلك هرمون التستوستيرون، وتصبح الشرايين ضيقة في أوقات التوتر، مما قد يعيق تدفق الدم إلى القضيب بصورة طبيعية، ويسبب الضعف الجنسي وانخفاض الرغبة الجنسية.

قد تساعد تقنيات إدارة الإجهاد، مثل تمارين التنفس والتأمل والتحدث إلى المعالج في تفادي التوتر الناتج عن الضغط العصبي، كما يجب الحصول على فترات نوم جيدة يومياً لتقليل فرص الإصابة بالتوتر والإجهاد.

انخفاض الرغبة الجنسية بسبب قلة الرياضة

يمكن أن تكون التمارين الرياضية القليلة جداً أو المفرطة مسؤولة عن انخفاض الدافع الجنسي لدى الرجال.

ففي حالة قلة ممارسة الرياضة أو عدم ممارستها على الإطلاق، يعاني الجسم من مشكلات صحية عديدة يمكن أن تؤثر على الرغبة الجنسية والإثارة، وأبرزها السمنة وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني.

كما أن ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في الحفاظ على مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، وبالتالي تقليل التوتر الذي يمكن أن يؤثر على الرغبة الجنسية.

وفي المقابل، يمكن أن يؤدي الإفراط في ممارسة الرياضة إلى تأثير سلبي على الصحة الجنسية لدى الرجل، وذلك في حالة القيام بتدريبات التحمل المكثفة والمستمرة، وخاصةً مع عدم المتابعة مع مدرب رياضي متخصص.

أسباب انخفاض الرغبة الجنسية عند المرأة

فيما يلي أبرز عوامل انخفاض الرغبة الجنسية عند المرأة.

انخفاض الرغبة الجنسية بسبب العوامل الطبية

في بعض الحالات، قد تكون هناك عوامل طبية أساسية وراء انخفاض الرغبة الجنسية لدى المرأة، وتتمثل في:

• تناول بعض الأدوية: مثل أدوية ضغط الدم وأدوية الاكتئاب مما يؤثر بشكل كبير على الدافع الجنسي.
• الإصابة بالسمنة: التي تزيد من فرص الإصابة بالأمراض المزمنة التي تؤثر على الصحة الجنسية.
• الإصابة بالأمراض المزمنة: مثل مرض السكري، قصور الغدة الدرقية، التهاب المفاصل، فقر الدم، أمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الغدد الصماء أو العصبية.
• الألم المزمن أو الجسدي: والذي قد يترافق مع مشكلة صحية مثل التهاب المفاصل وقصور الغدة الدرقية.
• المشكلات الصحية التي تسبب آلام الجماع: مثل التهاب المهبل وجفاف المهبل وألم الفرج.
• قلة تدفق الدم إلى المهبل والرحم نتيجة وجود مشكلة صحية تؤثر على تدفق الدم بالشرايين.
• نقص الهرمونات أو الإضطرابات التي تصيب الهرمونات لدى المرأة، والتي عادةً ما ترتبط بمشاكل الغدة الدرقية.
• الإصابة بسلس البول.
• إصابة الأوعية الدموية أو الأعصاب بعد استئصال الرحم أو أي جراحة أخرى تشمل الأعضاء التناسلية.
• مرور المرحل ببعض المراحل مثل انقطاع الطمث أو الحمل أو الرضاعة الطبيعية.

ولكل من المشكلات الصحية السابقة علاج خاص بها، ولذلك يجب استشارة الطبيبة النسائية لتحديد الأسباب والعلاج المناسب.

انخفاض الرغبة الجنسية بسبب العوامل الشخصية

يمكن أن يكون لضغوط الحياة اليومية تأثير على الرغبة الجنسية لدى المرأة، فعلى سبيل المثال، قد يكون لدى المرأة مهام عديدة مثل الذهاب إلى العمل والعناية بالأطفال، مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية، حيث تشعر المرأة بالتعب والإجهاد الشديد، وخاصةً مع وجود ضغوط نفسية والمعاناة من قلة النوم.

أيضاً يمكن أن تتدخل بعض العوامل النفسية المرتبطة بعلاقة الزوجة بزوجته، حيث أن وجود مشكلات بين الزوجين قد يؤثر على الرغبة الجنسية، وينطبق هذا على الرجل والمرأة، وفي هذه الحالة، يجب أن يتحدث الزوجان معاً للوصول إلى حلول تناسب الطرفين.

للمزيد: نقص الرغبة الجنسية عند النساء

اعراض انخفاض الرغبة الجنسية

هناك مجموعة من الأعراض التي يمكن ملاحظتها في حالة المعاناة من انخفاض الرغبة الجنسية.

• قلة الإثارة الجنسية.
• صعوبة حدوث الإنتصاب أو الاحتفاظ به (بالنسبة للرجل).
• عدم الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة والتهرب من الممارسة.
• الشعور بروتين وملل أثناء الممارسة الجنسية.
• قلة ممارسة العلاقة الحميمة بحيث لا تزيد عن مرتين شهرياً.

تشخيص انخفاض الرغبة الجنسية

يرتبط تشخيص انخفاض الرغبة الجنسية بالعلامات والأعراض المصاحبة للمشكلة، ويكون كالتالي:

• فحص مستويات الهرمونات في الجسم: يقوم الطبيب بفحص مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجل وهرمونات الاستروجين والبروجسترون لدى المرأة.
• إجراء بعض الفحوصات المخبرية: مثل قياس نسبة السكر في الدم وفحص الغدة الدرقية وفحص الكوليسترول في الدم وفحص ضغط الدم.
• فحص الحوض للنساء: يساعد هذا الفحص في الكشف عن أي مشاكل في الفرج أو المهبل تؤثر على الرغبة الجنسية وتسبب ألم الجماع.
• فحص القضيب والخصيتين لدى الرجال: أيضاً يحتاج الطبيب إلى إجراء فحص للخصيتين والقضيب لدى الرجل، وذلك للتأكد من عدم وجود أي مشكلة تؤثر على الصحة الجنسية لدى الرجل.

علاج انخفاض الرغبة الجنسية

يعتمد علاج انخفاض الرغبة الجنسية على السبب الرئيسي وراء حدوث المشكلة، وبالتالي لا يمكن تحديد العلاج إلا بعد إجراء الفحوصات وتشخيص الحالة، وينطبق هذا على الرجال والنساء.

يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية أو العلاجات الهرمونية في حالة كانت المشكلة متعلقة بمستويات الهرمونات، وتحتاج بعض الحالات إلى البحث عن أدوية بديلة لا تؤثر على الصحة الجنسية في حالة الأمراض المزمنة.

وقد تتطلب بعض المشكلات الصحية تدخلاً جراحياً لعلاج المشكلة وتفادي تفاقمها مثل وجود أورام أو مشاكل الشرايين التي تؤثر على تدفق الدم.

{article}