وتسبب الانقلاب بحالة من الهلع دفعت سكان ميانمار إلى التوجه إلى مراكز التموين والبنوك، بحثا عن توفير قوتهم لفترة مقبلة، حتى تتضح الصورة أكثر في البلاد.

ومن بين المشاهدات التي نقلتها وكالة الأنباء المحلية ومستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، الطوابير الطويلة أمام أجهزة الصراف الآلي.

وقال مستخدم لموقع تويتر اسمه “وا لون”، بعد نشر صورة على حسابه إن كثيرا من الناس يصطفون في طوابير طويلة أمام أجهزة الصراف الآلي في يانغون.

وأضاف قائلا “الذعر إثر الانقلاب العسكري في ميانمار”، مشيرا إلى أن الصورة نشرتها وكالة أنباء “خيت ثيت ميديا” المحلية.

وكان جيش ميانمار استولى صباح الاثنين على السلطة في انقلاب على حكومة سو كي، التي اعتقلت إلى جانب قادة آخرين من حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية.

وأعلن الجيش في بيان على محطة تلفزيونية تابعة له إنه نفذ اعتقالات ردا على “تزوير الانتخابات”، وسلم السلطة لقائد الجيش مين أونغ هلاينغ، وفرض حالة الطوارئ لمدة عام، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.

وتعطلت خطوط الهواتف مع العاصمة نايبيداو ومدينة يانغون الرئيسية، وانقطع بث التلفزيون الرسمي قبل ساعات من موعد انعقاد البرلمان لأول مرة منذ الانتخابات التي حقق فيها حزب الرابطة الوطنية بقيادة سو كي فوزا ساحقا في نوفمبر الماضي.

ويُنظر للانتخابات باعتبارها استفتاء على حكومة سو كي الديمقراطية الناشئة.

وقال المتحدث باسم الحزب، ميو نيونت، لرويترز عبر الهاتف إن سو كي ورئيس ميانمار وين مينت وقادة آخرين “اعتقلوا” في الساعات الأولى من الصباح.

وأضاف المتحدث “أود أن أبلغ شعبنا ألا يرد على هذا بتهور وأود منهم (المواطنين) أن يتصرفوا وفقا للقانون”، مضيفا أنه يتوقع أن يتم اعتقاله هو أيضا.

وقال شاهد إن الجيش نشر جنودا خارج مقر مجلس مدينة يانغون الرئيسية.

وجاءت الاعتقالات بعد أيام من توتر متزايد بين الحكومة المدنية والجيش أثار مخاوف من انقلاب.

وأثار الانقلاب ردود فعل دولية مناهضة، وطالبت معظمها بالتراجع عن الانقلاب والإفراج عن سو كي وباقي المسؤولين المعتقلين.

ووصلت سو كي، البالغة من العمر 75 عاما، إلى السلطة عقب فوز ساحق في انتخابات عام 2015 بعد خضوعها للإقامة الجبرية لعقود وذلك في صراع من أجل الديمقراطية جعل منها أيقونة دولية.