‘);
}

خصائص البيئة الساحلية

أدّى التداخل الحاصل بين الماء واليابسة عند السواحل إلى وجود عدد من الأنظمة البيئية الساحلية ذات الصفات المميزة، فالتنوع الكبير بين هذه الأنظمة البيئية المختلفة، والانتقال من الموائل الأرضية إلى الموائل البحرية، ومن المياه العذبة إلى المياه البحرية المالحة، أوجد عدداً كبيراً من الموائل الطبيعية المتنوعة، مما جعل البيئات الساحلية تتميز بضمها لأكبر تنوع حاصل بين أنواع الكائنات الحية المختلفة والتي وجدت أمامها خيارات واسعة من النظم البيئية، وكنتيجة لهذه الأعداد الهائلة من أنواع الكائنات الحية، فإنّ تدفق الطاقة عبر الشبكات الغذائية يُعدّ أمراً معقداً للغاية، وعلى الرغم من تميز كل نظام بيئي ساحلي بعدد من الصفات الفريدة، إلّا أنّها قد تشترك جميعها بعدد من الصفات.[١]

يؤثر كل من التضاريس المحلية والمناخ في المجتمعات البحرية ذات التنوع البيولوجي الكبير والتي تقع ضمن البيئات الساحلية حيث تختلف باختلافها، وتجد العديد من الأسماك، والسلاحف، والطيور المهاجرة في البيئات الساحلية موئلاً مناسباً لها، بسبب كمية الطعام الهائلة المتوفرة والأمن الذي تتمتع به المناطق الساحلية بعيداً عن مخاطر أعماق البحار، كما تمتاز البيئات الساحلية بتوفر كميات كبيرة من أشعة الشمس في أنظمتها، مما يُساعد الأنواع المختلفة على النمو والازدهار، حيث تخترق أشعة الشمس المياه القريبة من السطح العلوي للمحيط، مما يسمح للمغذيات الناتجة عن الأجسام الميتة بالتجمع ودعم الحياة الساحلية.[٢]

تستطيع أشعة الشمس أن تخترق المحيط حتى عمق يتراوح بين 50-100م فقط، وهذا يعني أنّ البيئات المزدهرة في الأعلى هي ميزة لا تتوفر في أعماق المحيط، فعندما تغوص المغذيات بعيداً في أعماق المحيط، لا تستفيد منها الكائنات التي تعيش هناك؛ لأنّها لا تتغذى عليها، مما يعني عدم قدرة المغذيات على دعم الكائنات الحية الموجودة في الأعماق، كما تمتاز المجتمعات البحرية بحساسيتها، لأنّها تضطرب بشكل كبير بسبب بعض الأنشطة البشرية، والكوارث الطبيعية، والأنواع الدخيلة من الكائنات الحية الأخرى.[٢]