‘);
}

الحثّ على رعاية الأيتام

حثّ الإسلام الآباء على رعاية الأبناء وتربيتهم حتى بُلوغهم سنّ الرشد وقدرتهم على تحمّل المسؤولية، وفي حال فقد الأب أو موته تنتقل مسؤوليتُهم إلى أقربائهم، ثُمّ إلى جميع أفراد المُجتمع، وقد جاءت الكثير من الأدلّة التي تُرغّب وتُشجّع على كفالة اليتيم؛ كقوله -تعالى-: (وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ)،[١] وقوله -تعالى-: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ).[٢][٣]

رعاية الأيتام في الإسلام

يُعرّف اليتيم بأنّه الشخص الذي يفقد أباه وهو صغير، وكفالته تكون بالقيام بأموره، مع الإحسان إليه ورعاية مصالحه إلى أن يبلغ في حال كونه ذكراً أو إلى الزواج في حال كانت أُنثى،[٤] كما وشدّد الإسلام على رعاية اليتيم رعايةً شاملةً إلى أن يبلُغ، والولاية عليه تكون من جهة نفسه وماله؛ فالولاية على نفسه تكون بإلقاء المسؤولية على أقربائه؛ كجده أو أخيه وغيرهم؛ لتربيته والاهتمام به من حيث التعليم والتطبيب والتنشئة الصالحة، بحيث لا يشعر بالنقص عمّن هم في عُمره،[٥] وتكون كفالة اليتيم بحضانته وليس فقط بأكله وشُربه، وربما تكون حضانته أكثر تطلُّباً من الأكل والشُرب المقدّم له؛ فيجعله الكافل في بيته مع أولاده، ويُعامله كما يُعاملهم من كُلّ جوانب حياته،[٦] وهذه أعلى درجات الكفالة، وهي التي كانت في عصر الصحابة الكرام -رضي الله عنهم-،[٧] كما ويجوز أن تكون الكفالة بدفع مبلغ من المال للدور التي تُعنى برعايتهم، وأن يكون المبلغ كافياً ويكفي لسدّ حاجات اليتيم من حيث تأديبه ورعايته ونفقته، ويحصل صاحبها على أجر مُرافقة النبي -عليه الصلاة والسلام- في الجنة، قال -عليه السلام-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وقالَ بإصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى).[٨][٩]