الفهرس

بحور الشعر العربي

بواسطة:
كتّاب سطور – آخر تحديث:
١٤:٤٠ ، ٩ مارس ٢٠٢٠

‘);
}

الشعر

الشعر هو نوع من أنواع الفنون الأدبية التي تستخدم العبارات الجميلة، والصفات المنتقاة التي تعبر عن مكنون الشاعر وأحاسيسه ومشاعره، وهو فن منتشر بين كل الشعوب، وفي جميع اللغات المعروفة، وجميع الثقافات قديمها وحديثها، يمكن للشعر أن يكون منفردًا بذاته بقصائد موزونة أو نثرية، ويمكن أن يكون موصولًا بفنٍ آخر كالمسرح والغناء والتراتيل والدراما، أما الشعر العربي فقد جاء في تعريف ابن خلدون أنه: “الكلام البليغ المبني على الاستعارة والأوصاف، المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والروي، مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده عما قبله وبعده، الجاري على أساليب العرب المَخصوصة به” ويعتبر الشعر العمودي أصل الشعر العربي، وأساس أنواعه، وله عدة نغمات تسمى بحور الشعر العربي، فقصائده تتألف من أبيات، كل بيت فيها ينقسم إلى شطرين ويحكمه وزن وقافية.^[١]

أنواع بحور الشعر

يطلق مصطلح البحر الشعري على تفعيلات تنْظُمُ أبيات الشعر بشكل دقيق لا يمكن كسره، وتسمى أيضًا أوزان البحور، فتصبح القصيدة من خلال وزنها وقافيتها كالعقد المتسلسل، ولا بد لكل شاعر قبل كتابة قصيدته أن يختار لها بحرًا من بحور الشعر العربي، وقافية يختتم بها كل بيت شعري، ويعتبر الخليل بن أحمد الفراهيدي أول عالم لغة عربي يضع للبحور مفاتيحها، ليسهل وزنها ومعرفة مواطن الخلل التي قد يقع فيها الشاعر، وقد شرح الفراهيدي خمسة عشر بحرًا شعريًا استخدمها العرب في نظم قصائدهم، وقسمها بحسب نغمة البحر الموسيقية إلى خمس دوائر كل دائرة تضم عدد من البحور التي تلتقي معًا ببعض تفعيلاتها وأكمل تلميذه الأخفش من بعده، فاكتشف بحر الخبب أو المتدارك، فأصبح عددها ستة عشر بحرًا، وقد جمع أبو الطّاهر البيضاوي أسماء بحور الشعر العربي في بيتين فقال:^[٢]

‘);
}

طَوِيلٌ يَمُدُّ البَسْطَ بِالوَفْرِ كَامِلٌ

وَيَهْزِجُ فِي رَجْزٍ وَيَرْمُلُ مُسْرِعَا

فَسَرِّحْ خَفِيفًا ضَارِعًا يقْتضِبْ لنا

مَنِ اجْتثَّ مِنْ قُرْبٍ لِنُدْرِكَ مَطْمَعَا

وقد عرَّف أهلُ الّلغة وعلم العَروض دوائر الفراهيدي فقالوا: هي خَطٌّ محيطٌ، تُرْسَمُ فوقه علامات متحركات وسواكن، هي شطرُ البحر الأول من جملة أبحر، يُفَكُّ بعضها من بعض، وفي داخله، تحت علامة بداية كل بحر، أما دوائر البحور الخمسة فهي:

دائرة “المختلف:” وتشتمل هذه الدائرة على البحر الطويل والبحر المديد والبحر المستطيل والبحر البسيط والبحر الممتد.
دائرة “المؤتلف:” وتشتمل هذه الدائرة على البحر الوافر والبحر الكامل والبحر المتوفر.
دائرة “المجتلب:” وتشتمل هذه الدائرة على بحر الهزج وبحر الرجز وبحر الرمل.
دائرة “المشتبه:” وتشتمل هذه الدائرة على البحر السريع والبحر الغريب والبحر القريب والبحر المنسرح والبحر المضارع والبحر الخفيف والبحر المقتضب والبحر المجتث والبحر المشاكل.
دائرة “المتفق:” وتشتمل هذه الدائرة على البحر المتقارب والبحر المتدارك.

وقد نَظَمَ الشاعر العراقي صفي الدين الحلي بيتًا شعريًا لكل بحر وسميت هذه الأبيات بمفاتيح البحور فكان له الفضل الكبير في تسهيل حفظ بحور الشّعر العربي ودراستها.^[٣]

طَوِيلٌ لَهُ دُونَ الْبُحُورِ فَضَائِلُ

فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُ

لِمَدِيدِ الشِّعْرِ عِنْدِي صِفَاتُ

فَاعِلَاتُنْ فَاعِلُنْ فَاعِلَاتُ

إِنَّ الْبَسِيطَ لَدَيهِ يُبْسَطُ الْأَمَلُ

مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُ

كَمُلَ الْجَمَالَ مِنَ الْبُحُورِ الْكَامِلُ

مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُ

بُحُورُ الشِّعْرِ وَافِرُهَا جَمِيلُ

مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُ

عَلَى الأَهْزَاجِ تَسْهِيلُ

مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُ

فِي أَبْحُرِ الْأَرْجَازِ بَحْرٌ يَسْهُلُ

مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُ

رَمَلُ الْأَبْحُرِ تَرْوِيهِ الثِّقَاتُ

فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُنْ فَاعِلَاتُ

بَحْرٌ سَرِيعٌ مَا لَهُ سَاحِلُ

مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُ

مُنْسَرِحٌ فِيهِ يُضْرَبُ الْمَثَلُ

مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولَاتُ مُفْتَعِلُ

يَا خَفِيفًا خَفَّتْ بِهِ الْحَرَكَاتُ

فَاعِلَاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلَاتُ

تُعَدُّ الْمُضَارِعَاتُ

مَفَاعِيلُ فَاعِلَاتُ

اِقْتَضِبْ كَمَا سَأَلُوا

مَفْعُولاتُ مُفْتَعِلُ

إِنْ جُثَّتِ الْحَرَكَاتُ

مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلَاتُ

عَنِ الْمُتَقَارِبِ قَالَ الْخَلِيلُ

فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُ

حَرَكَاتُ المُحْدَثِ تَنْتَقِلُ

فَعِلُنْ فَعِلُنْ فَعِلُنْ فَعِلُ