أطلقت الحكومة البريطانية بالتعاون مع معهد جينر وجامعة أكسفورد تجارب سريرية للقاح جديد لفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) ويعرف هذا اللقاح علميًا باسم ChAdOx1، وقد ضمت التجارب لهذا اللقاح 500 متطوع ستتم تجربة اللقاح عليهم بحلول منتصف شهر مايو الحالي. 

يحتوي اللقاح على نسخ مضعفة من الفيروسات الغدانية المسببة لنزلات البرد الشائعة بالإضافة إلى بروتينات الحسكة (spikes protein) لفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وستتعاون المملكة المتحدة مع المنظمين لحملة التلقيح لتسهيل التجارب وتسريعها، وستتعاون أيضاً على المستوى الدولي لتصنيع اللقاح على نطاق واسع. 

تم إضعاف وتعديل الفيروسات الغدانية المأخوذة من قرود الشمبانزي والتي يحتوي عليها اللقاح بحيث لا تتمكن من التكاثر في الجسم البشري.

ويستهدف اللقاح أقوى سلاح لفيروس كورونا الجديد وهي أشواكه (أو حسكاته) التي يستخدمها في إصابة الخلايا البشرية ويسمح اللقاح للأجسام المضادة في جسم الإنسان بالالتصاق بالفيروس مما يساعد الجهاز المناعي في مهاجمة الفيروس وتدميره. 

وأعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أن اللقاح سيعطى للأشخاص المتطوعين ابتداءً من يوم 22 ابريل، وتتراوح أعمار المتطوعين لتجربة اللقاح بين 18-55 عام، ووفقًا للبيان سيعطى نصف المتطوعين لقاح ChAdOx1 أما النصف آخر فسيتلقون لقاح وقائي يحمي من التهاب السحايا وانتان الدم، وسوف يتم مقارنة نتائج المجموعتين.

وستستمر التجربة لما يقارب 6 أشهر.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية قد يستغرق تطوير اللقاح واختباره والموافقة عليه للاستخدام العام من 12-18 شهر. 

نتائج سلبية للقاح أكسفورد على القرود

خلال شهر مايو، فشل لقاح ChAdOx1 في حماية القرود من الإصابة بالفيروس. ومع ذلك، يبدو أن هذا اللقاح ساعد حيوانات الاختبار في الوقاية من الإصابة بالالتهاب الرئوي.

وتشير النتائج التفصيلية للتجارب والتي نشرت على موقع bioRxiv إلى أن اللقاح قد لا يكون هو اللقاح المثالي لوقاية الأشخاص من الإصابة بفيروس كورونا ونقل العدوى إلى الآخرين.

وقال راجيش جوكلي الرئيس السابق لمعهد علم الجينوم والبيولوجيا التكاملية، أنه يتوقع عدم استمرار أي شركة في اختبار اللقاح في البشر بناءً على تلك البيانات المتاحة في القرود.

وأضاف: “يوجد الفيروس عادة في الجهاز التنفسي العلوي للحيوانات، ومن الممكن أن يصيب الجهاز التنفسي السفلي ويسبب الالتهاب الرئوي. من الناحية المثالية، إذا تم تلقيح الحيوان باللقاح، فيجب أن يكون قادرًا على إزالة الفيروس بشكل كامل “.

ويشير الباحثون إلى وجود الفيروس في الجهاز التنفسي العلوي، ولكنهم لاحظوا أنه على الرغم من الاختلاف الملحوظ في تكاثر الفيروس في الرئتين، إلا أنه لم يلاحظ انخفاض في إفراز الفيروس من الأنف.

يفسر الباحثون ذلك على أنه ربما بسبب الكمية العالية بشكل غير عادي من الفيروس الذي تعرضت له القرود، ويوضحون أنه من غير المألوف، ومن غير المحتمل أن يتعرض البشر عادة لهذه الكميات من الفيروس.

وتقول كل من سارة جيلبرت من معهد جينر بجامعة أكسفورد وفنسنت مونستر من المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، بأن من إيجابيات اللقاح انخفاض وجود الفيروس بشكل كبير في السوائل التي تم جمعها من الرئتين وأنسجة الرئة في الحيوانات الملقحة مقارنة بالحيوانات التي لم يتم تطعيمها.

علاوة على ذلك، تم الكشف عن وجود الأجسام المضادة التي تساعد في تحييد الفيروس في القرود الملحقة، في حين لم يتم رؤية مثل هذه الأجسام المضادة في القرود التي لم تحصل على اللقاح.

اقرأ أيضاً: ما يجب أن تعرفه عن الالتهاب السحائي