بسبب منشور اعتبر إساءة لعائلة الصدر.. صحفي عراقي يواجه تهديدات ودعوات لحمايته

يواجه صالح الحمداني -مقدم أحد البرامج بالقناة العراقية- تهديدًا لمستقبله المهني بسبب منشور على حسابه في فيسبوك، اعتبرته جهات سياسية إساءة لعائلة مقتدى الصدر، وسط دعوات من ناشطين وصحفيين لحمايته.
الحمداني نفى وجود ربط بين منشوره وعائلة الصدر (مواقع التواصل)

يواجه صالح الحمداني، وهو مقدم أحد البرامج في القناة العراقية الحكومية، تهديدًا لمستقبله المهني بسبب منشور على حسابه في فيسبوك، اعتبرته جهات سياسية إساءة لعائلة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وسط دعوات من ناشطين وصحفيين إلى حمايته.

ونفى الحمداني وجود ربط بين منشوره وعائلة الصدر، وقال إن المنشور الذي كتبه قبل 10 سنوات وأعاد نشره مؤخرا “فُهم بالخطأ”، مبينا أن “هناك من استغله لغايات مريضة”.

وأوضح أن “ما كتب بصيغة قصة على لسان السيدة أم موسى (جامعة القمامة) فُهم أن فيه إهانة لذكرى آمنة الصدر (بنت الهدى) أو شقيقها الأول محمد باقر الصدر رحمهم الله، وخالص الاعتذار لمن فهم أن هناك استهزاء”، في إشارة إلى مؤسس حزب الدعوة الإسلامية والمرجع والمفكر البارز لدى شيعة العراق محمد باقر الصدر، الذي أُعدم مع شقيقته آمنة الصدر في عهد الرئيس الراحل صدام حسين ربيع عام 1980.

وقال الحمداني “أما السياسيون وأبواقهم الذين استغلوا المنشور لغاياتهم المريضة فلا اعتذار لهم، فقد تاجروا بما فيه الكفاية بشهداء آل الصدر وغيرهم من الشهداء العراقيين، من أجل التسلق والوصول للمال والنفوذ والسلطة، وحاصرونا دوما من أجل قمع حرية التعبير التي سنظل ندافع عنها ونطالب بها”.

توضيح / المنشور نشرته قبل ١٠ سنوات، واعدت نشره اليوم، ويبدو أنه قد فهم خطأ أن فيه اساءة للعلوية الشهيدة آمنة الصدر (بنت…

Posted by ‎صالح الحمداني‎ on Friday, 8 April 2022

انقسام

وانقسم عراقيون على منصات التواصل الاجتماعي بين مطالب بمحاسبة الحمداني وإنهاء تعاقده مع القناة الحكومية، وبين مستهجن لما تعرض له الحمداني، مما اعتبر استهدافا متعمدا.

وقال رئيس ائتلاف دولة القانون ورئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي، عبر حسابه على تويتر، “لا يمكن السكوت عن قناة العراقية وهي تؤوي البعثيين والسيئين”، وأضاف “على مسؤول القناة وهيئة الإعلام والاتصالات تنظيف القناة من هؤلاء”، وطالب الحكومة بملاحقتهم ومعاقبتهم.

وكتب محمود الربيعي المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة “الصادقون” التابعة لعصائب أهل الحق، على حسابه في تويتر، “يجب طرد ومعاقبة الحمداني من شبكة الإعلام العراقي واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحقه، وبعكسه فلن نضمن غضبا جماهيريا كبيرا قد يطال المسؤولين عنه”. وأضاف الربيعي “على الجميع أن يعلم أن المساس بأعظم رمز إسلامي ووطني عرفه تاريخ العراق الحديث لن يمر دون حساب”.

وعلق رجل الدين الشيعي مرتضى المدرسي، عبر حسابه على تويتر، قائلا “لا يكفي محاسبة الطالح، بل يجب محاسبة وطرد الذي جاء به مع مجموعة من المهرجين ضد الدين والقيم في المؤسسة الإعلامية الرسمية”.

من جانب آخر، اعتبرت الإعلامية جمانة ممتاز أن الحمداني اعتذر عن زلة اللسان التي وقع فيها ولا يستدعي ذلك كل هذا الهجوم الناجم عن ثقافة احتقان وتشظي بين التيارات السياسية والاجتماعية.

وكتب الباحث حسين أحمد السرحان، على حسابه في تويتر، “الصديق صالح الحمداني رجل صاحب خلق رفيع، ومعروف عنه نقله لقصص وحكايات بطريقة نقدية”. وأضاف السرحان أن “السب والقذف بحقه وحق عائلته والتحريض ضده، واستغلال آل الصدر الكرام في مزايدات معروفة الأهداف في هذا التوقيت، ومؤازرة من أفسد وأهدر المال العام، متسترا بمبادئ الشهيد الصدر، هي الإساءة بعينها”.

وعلق الكاتب الصحفي فلاح المشعل، عبر حسابه على تويتر، قائلا “لم يخطئ صالح الحمداني ولم يسئ لآل الصدر الكرام والشهيد الصدر الأول وشقيقته، بل أخطؤوا قراءة ما كتب بقصد غايته الإيقاع بهذا القلم الذكي الشجاع الناقد والمدافع عن حقوق الناس”.

وأضاف المشعل أن “الحمداني انتقد المنافقين من لصوص وفاسدين يتغطون بعناوين الشهداء، ويتركون المعدمين يأكلون من مزابل الفاسدين”. وقال الناشط حسين العظماوي، عبر حسابه على تويتر، “صالح الحمداني قلم حُر ونموذج جيد لمقدم البرامج والصحفي المهني، أحد المؤمنين برسالة الإعلام في التغيير”. وأضاف العظماوي أن “ما يتعرض له (الحمداني) من تحريض وتهديد علني من قبل حزب الدعوة وأعوانهم، أمر خطر ومعيب ويهدد حرية التعبير عن الرأي في العراق”.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!