بعد تصريحات أردوغان.. واشنطن تحذر تركيا من شن هجوم عسكري في شمالي سوريا

حذّرت الولايات المتحدة تركيا من شن هجوم عسكري في سوريا، وذلك بعدما أكد أردوغان أن بلاده ستنشئ منطقة آمنة، كما ذكر أن أنقرة لم تتلقَّ مقترحات ملموسة لمعالجة مخاوفها من انضمام فنلندا والسويد للناتو.
AK Party Group Meeting
أردوغان: دون موافقة تركيا لا يمكن للسويد وفنلندا الانضمام إلى الناتو (الأناضول)

حذّرت الولايات المتحدة تركيا من شن هجوم عسكري في سوريا، وذلك بعدما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستنفذ خطتها بإنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومترا في الشمال السوري، كما ذكر أن أنقرة لم تتلقَّ أي مقترحات ملموسة لمعالجة مخاوفها بشأن تقدم فنلندا والسويد بطلبين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO).

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ اليوم الأربعاء، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “القلق الكبير الذي يساورنا هو أن أي هجوم جديد من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمي وأن يوفر للأطراف الفاعلة الخبيثة إمكانية لاستغلال عدم الاستقرار”، مضيفا “إنه أمر نعارضه”.

وتابع بلينكن “لا نريد رؤية أي شيء يعرّض للخطر الجهود التي بذلناها لإبقاء تنظيم الدولة الإسلامية في الصندوق الذي حبسناه فيه”.

ويأتي ذلك بعدما قال أردوغان -في كلمة أمام أعضاء كتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان- اليوم الأربعاء إن “الذين يحاولون إضفاء الشرعية على تنظيم بي كيه كيه (حزب العمال الكردستاني) الإرهابي وأذرعه تحت مسميات مختلفة لا يخدعون إلا أنفسهم”.

وأضاف “ننتقل إلى مرحلة جديدة في عملية إقامة منطقة آمنة من 30 كيلومترا عند حدودنا الجنوبية. سننظف منبج وتل رفعت من الإرهابيين.. وسنعمل خطوة خطوة في مناطق أخرى”.

وأردف أردوغان “سنرى من الذي سيدعم هذه العمليات الأمنية المشروعة بقيادة تركيا ومن سيحاول معارضتها”.

وردا على هذه التصريحات، قال فرهاد شامي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية -التي تعد وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري- إن قواته تتوقع منذ مدة طويلة معركة محتملة، وأضاف “في حال أي هجوم، سنوقف الحرب ضد تنظيم داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) ونبدأ بإجراءاتنا العسكرية ضد الغزو التركي”.

ويهدد أردوغان منذ أسبوع بشن عملية على المقاتلين الأكراد لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون تنظيما إرهابيا.

كما تستهدف العملية “وحدات حماية الشعب” المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني، والتي كانت مدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الغربي ضد تنظيم الدولة.

السويد وفنلندا

وبشأن ترشّح كل من فنلندا والسويد لعضوية حلف الناتو، قال أردوغان إن تركيا تريد أن ترى نهجا “صادقا” من البلدين فيما يتعلق بمخاوفها، مضيفا أن أنقرة لن تغير رأيها إلا إذا رأت خطوات ملموسة وملزمة.

وأوضح أيضا أن معارضة تركيا لعضوية البلدين ليست “انتهازية” بل مسألة تتعلق بالأمن القومي، مشيرا إلى أنه “دون موافقة تركيا لا يمكن للسويد وفنلندا الانضمام للحلف”.

وذكر أن الجهات التي تقدم السلاح للإرهابيين مجانا وتمتنع عن بيعه لتركيا تستحق لقب “دولة إرهاب لا دولة قانون”، كما أشار إلى أن حلف الناتو “مؤسسة أمنية وليس مهمتها دعم التنظيمات الإرهابية”.

وقال الرئيس التركي إن دولا أوروبية مثل ألمانيا وهولندا وفنلندا والسويد تدعم المنظمات الإرهابية بذريعة أنها منظمات ديمقراطية، ويمكن لهذه الأخيرة التظاهر في تلك الدول تحت حماية أجهزة الأمن، مشيرا إلى أن السويد قدمت 350 مليون دولار لحزب العمال الكردستاني حصل من خلالها على صواريخ وأسلحة.

يشار إلى أن الرئيس التركي يعارض منذ منتصف مايو/أيار الجاري انضمام كل من فنلندا والسويد إلى حلف الناتو، إذ تتهم تركيا هذين البلدين -خاصة السويد التي تستقبل جالية كبيرة من الأتراك- بإيواء نشطاء في حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون بأنه “تنظيم إرهابي”.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!