بمذاق "فرحة العيد".. الحياة تشرق في غزة مجددا (صورة قلمية)

بمذاق “فرحة العيد”.. الحياة تشرق في غزة مجددا (صورة قلمية)

بمذاق "فرحة العيد".. الحياة تشرق في غزة مجددا (صورة قلمية)

Gazze

غزة/ محمد أبو دون/ الأناضول-

بفرحة عيد لم يتذوقها الفلسطينيون مع العدوان الإسرائيلي قبل نحو أسبوع، عادت الحياة مجدداً الجمعة، إلى قطاع غزة بعد 11 يوماً أزهقت فيها عشرات الأرواح وشهدت دمارا واسعا.

ووفق مشاهدات، تغيرت الأجواء في غزة، إلى احتفائية يسمع فيها صوت الزغاريد لا الصواريخ، تزامنا مع سريان وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية، وإسرائيل برعاية مصرية، فجر الجمعة.

داخل أزقة غزة، عاد الباعة المتجولون مجدداً ينادون بروح منتصرة، لبيع الفواكه والخضار، فأحدهم يردد عبر مكبر صوت يحمله في عربته: “من غزة للقدس إسرائيل صارت ما تسوى فِلس (لا شئ)”.

على جانب آخر، كانت مشاهد 5 أبراج مدمرة غربي مدينة غزة، تجذب أنظار من هرعوا لها، يبحثون فيها عن ذكريات كثيرة غطتها إسرائيل تحت ركام القصف المتواصل، الذي أدى لتضرر 1800 وحدة وتدمير 184 برجا ومنزلا، وفق بيانات رسمية.

يقطع هدوء هذا المشهد صوت مواطن يحدث آخر كان يسير بجانبه “إسرائيل دمرت غزة، لكنها لا تعلم أننا سنبنيها بأيدينا وسلاح المقاومة”.

وفي منتصف مفترقات الطرق الرئيسية بالمدينة، لاحت بهجة العيد الذي مر قبل نحو أسبوع دون احتفال، مع بدء سرطة المرور في الانتشار مجدداً لتنظيم حركة الناس.

وابتهج الناس بهذا المشهد، حتى أن بعضهم ذهب للحديث مع أحد الأفراد، لإخبارهم باشتياقهم لتواجدهم وللحياة الصاخبة في المدينة، بعد ساعات من احتفالات دوت بالمدنية بالانتصار على العدوان.

بهجة أخرى، كانت في قلب المدينة، تتلألأ في وجوه من لجئوا لمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، ويقدرون بنحو 28 ألفا من بين 75 ألفا نزحوا بسبب هدم بيوتهم، أو هرباً من القصف.

عشرات السيارات بدأت بالانطلاق من تلك المدارس، بالتزامن مع شروع مئات النازحين في لملمة جراحهم وبعضاً من مستلزماتهم استعداداً للعودة إلى منازلهم الحدودية التي خرجوا منها تحت وطأة القصف الإسرائيلي.

مشاعر الفرح لديهم كانت واضحةً، و”صورة النصر” مرسومةً على محياهم، مرددين شعارات تحيا انتصار غزة على العدوان.

وصل عدداً منهم إلى المنازل التي يسكنوها، كانت صورة الدمار غالبةً لاسيما في حي العطاطرة وبلدة بيت حانون وقرية أم النصر شمالي قطاع غزة.

رجلٌ وقف على حطام منزله المدمر، ردد بصوتٍ خنقته الدموع “المال غالي لكنّ الوطن والقدس أغلى”، ومضى في طريقه إلى بيت أحد شهداء منطقته ليؤدي واجب العزاء.

وأدى العدوان الإسرائيلي لمقتل 243 مواطناً بينهم 66 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً ، فضلا عن إصابة أكثر من 1910 بجروح مختلفة.

وفي بيوت العزاء، كان الصمود، يرسم ملامح مشهد جديد، فهذا رجل مسن يهتف للمقاومة بينما يلتف حوله الناس في بلدة بيت حانون شمالي القطاع، لتقديم العزاء.

وهتاف المسن، عرفته غزة، والأراضي الفلسطينية، عقب وقف إطلاق النار، ووفق تلك المشاهدات السابقة، يبدو أنه سيكون عنوان مدينة لا تزال في كل مواجهة تقهر إسرائيل.

Source: Aa.com.tr/ar
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!