بنغلاديش.. تلوث الأنهار يهدد حياة الأسماك والبشر (تقرير)

بنغلاديش.. تلوث الأنهار يهدد حياة الأسماك والبشر (تقرير)

بنغلاديش.. تلوث الأنهار يهدد حياة الأسماك والبشر (تقرير)

Dhaka

دكا/ إس إم نجم ساكب/ الأناضول

– فريق بحث عثر على جسيمات بلاستيكية دقيقة في أسماك الأنهار ببنغلاديش
– أثبتت الدراسة أن 73 بالمئة من الأسماك التي تم فحصها بداخلها جسيمات بلاستيكية دقيقة
– رئيس فريق البحث: نعيش في عصر البلاستيك والأنهار والمسطحات المائية شديدة التلوث

عثر فريق باحثين من جامعة “جاهانجيرناغار” (JU) البنغالية مؤخرا، على جسيمات بلاستيكية دقيقة في أسماك الأنهار بعد جمع عينات منها في ضواحي العاصمة دكا.

وأثبتت الدراسة التي أجراها الفريق وتم نشرها في المجلة العلمية الدولية (Science of the Total Environment)، أن 73 بالمئة من الأسماك التي تم فحصها تحتوي بداخلها على جسيمات بلاستيكية دقيقة.

الدراسة أكدت أن البوليمرات (جزيئات) البلاستيكية الموجودة بالأسماك تحتوي على نسبة عالية من مواد “بولي إيثيلين” و”بولي بروبيلين” و”بولي إيثيلين المشترك” و”خلات الإيثيلين فينيل” (مواد بلاستيكية).

ورغم الحظر الحكومي المفروض منذ عام 2002، استمر تصنيع الأكياس البلاستيكية بلا هوادة في بنغلاديش، ووجدت دراسة حديثة أن 87 بالمئة من نفايات “البوليثين” والبلاستيك في البلاد، لا يتم التخلص منها بطريقة سليمة بيئيا.

** “عصر البلاستيك”

وقال رئيس فريق البحث، شافي محمد طارق، في حديث للأناضول: “نعيش في عصر البلاستيك والأنهار والمسطحات المائية شديدة التلوث”.

وأضاف: “لذلك أردنا معرفة ما إذا كان هناك أي وجود لمحتوى غير عادي في معدة الأسماك التي تعيش في الأنهار الحضرية والمسطحات المائية”.

وأردف: “قمنا بفحص 48 سمكة من 18 نوعا من الأنهار المحلية، ووجدنا أنواعا مختلفة من جسيمات بلاستيكية دقيقة وسامة في معدة 15 نوعا منها”.

واستطرد: “كما وجد فريق البحث أيضا بعض أنواع البلاستيك الدقيق المستخدم في شامبو شعر الإنسان ومرطب الجسم”.

وتابع: “جمعنا من مطابخ الأسواق تلك الأسماك، التي تأتي من أنهار دكا الرئيسية والمسطحات المائية بما في ذلك نهري بوريقانقا وتوراق”.

وزاد: “كما وجدت الدراسة أن المواد البلاستيكية الدقيقة المخزنة لا توجد فقط في المعدة ولكن أيضا في أجزاء أخرى من أجسام الأسماك، حيث تدخل هذه العناصر السامة إلى جسم الإنسان عند أكلها”.

وأوضح قائلا: “الدراسة أظهرت أن ابتلاع الأسماك للمواد البلاستيكية يؤثر على عمل دماغها ويخلق عقبات أمام نموها بشكل صحي”.

واستدرك: “كما تؤثر الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بشكل مباشر على قدرة الأسماك على التكاثر، مما يخلق احتمالية انقراض أنواع الأسماك في نهاية الأمر”.

وبخصوص جسم الإنسان، أفاد المتحدث: “أكدت الدراسة أن علامات المرض لا تظهر على الفور عند أكل هذه الأسماك الملوثة، لكنها بالتأكيد تؤثر ببطء على جسم الإنسان، بما في ذلك تطوير خلايا سرطانية وجعل أعضاء التكاثر ووظائف الجسم أقل نشاطا”.

واستكمل: “كما يمكن أن يؤدي استهلاك هذه الأسماك المصابة إلى خلل هرموني واضطراب في جسم الإنسان”.

** تلوث الأنهار

وقال المتحدث، إن “بنغلاديش ليس لديها أي نظام إدارة نفايات جيد، ولسنوات عديدة لم تتمكن من إنشاء نظام مركزي لإدارة النفايات، كما أن النظام الموجود حاليا ليس صديقا للبيئة”.

وذكر أن الأنهار الحضرية بالبلاد، وبالأخص في العاصمة دكا، لم تعد صالحة للاستخدام في السنوات العشر إلى الخمس عشرة سنة الماضية.

وأضاف: “فلم يعد بالإمكان استخدام نهر (بوريجانجا) الرئيسي في دكا، الذي يتدفق عبر الضواحي الجنوبية الغربية للمدينة، لأنه لا يمكن تنقيته بسبب الكمية العالية من التلوث”.

وتعد بنغلاديش عاشر أسوأ دولة في إدارة النفايات بالعالم، حيث تقوم بطمرها في خليج البنغال، وقد تم عام 2020، العثور على قطع بلاستيكية دقيقة في الأسماك البحرية والمخلوقات الحية في الخليج.

وفي الآونة الأخيرة، تم العثور على عدد من الحيتان والدلافين ميتة على الشاطئ، ما يظهر حجم التلوث الكبير في الخليج.

ويمثل هذا التلوث أيضا تهديدا متزايدا للاقتصاد الأزرق في البلاد، الذي يوفر آفاقا وإمكانات هائلة.

** حلول مقترحة

يرى طارق، أن بنغلاديش بحاجة إلى سياسة شاملة لمواجهة هذا التهديد، حيث يوجد ما يقرب من 80 بالمئة من الملوثات البلاستيكية في أنهار دكا.

وتابع: “لذلك تفكر سلطات المدينة في جلب المياه النظيفة من خارجها، الأمر الذي سيتطلب جهدا وتكلفة كبيرة”.

وأردف: “يستمر مستوى المياه الجوفية في دكا بالانخفاض، وفي السنوات العشر القادمة، سيكون الماء هو التحدي الرئيسي في الحياة الحضرية، ولن يكون بمقدور المواطنين تحمل تكلفته”.

وزاد: “على الدولة إشراك الناس في عملية إدارة النفايات، وتقديم الوعي بإدارة النفايات في مناهج التعليم الابتدائي، وتدريب المواطنين منذ الطفولة للحفاظ على نظافة محيطهم”.

** تلوث عابر للحدود

تعد بنغلاديش بلدا نهريا، لكن أنهارها الرئيسية عابرة للحدود، ومصادرها الرئيسية تأتي من الهند، ما ينتج احتمالية أن تكون الأنهار البنغالية ضحية لتلوث الأنهار العابرة للحدود.

وبهذا الخصوص، قال طارق: “لقد عملت مؤخرا مع 7 باحثين آخرين من دول مختلفة على أنهار آسيوية كبرى، حيث قمنا بفحص نهر جانجا، وهو نهر عابر للحدود في آسيا يتدفق عبر الهند وبنغلاديش وينتهي عند خليج البنغال”.

وأردف: “لقد فحصنا النهر عن كثب، وبما أن النهر يتدفق من غرب جبال الهيمالايا، وجدنا تلوثا أقل بالقرب من مصدر النهر، وتلوثا مرتفعا تدريجيا في نقاط الأنهار المنخفضة”.

وأشار أن النهر يستمر بتخزين جميع الملوثات في النقاط السفلية، حيث توجد بنغلاديش عند النقطة السفلية لنهر “الغانج” العابر للحدود.

وأضاف: “مهما كان التلوث الذي يحدث عادة في الأنهار العابرة للحدود في الهند، فإنه يتجه في النهاية إلى خليج البنغال عبر نقاط نهرية مختلفة”.

وختم قائلا: “لذلك نحن بحاجة إلى مجموعة عمل مشتركة، بمشاركة دول الجوار من أجل حماية الأنهار من التلوث، وبالتالي الحفاظ على الحياة والبيئة”.

Source: Aa.com.tr/ar
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!