بين اعتصامات ومسيرات واعتقالات.. الغضب الأردني من اتفاقية “الكهرباء مقابل الماء” مع إسرائيل مستمر ويتصاعد

على مدى الأسبوع الماضي ومنذ الكشف عن توقيع إعلان النوايا بين الأردن والإمارات وإسرائيل -للدخول في عملية تفاوضية من أجل البحث بجدوى مشروع مشترك لتبادل الكهرباء مقابل الماء- والاعتصامات الطلابية مستمرة.

Share your love

استمرار موجة الاحتجاجات الشعبية على اتفاقية الكهربا مقابل الماء
استمرار موجة الاحتجاجات الشعبية في الأردن على اتفاقية التعاون الأردنية الإسرائيلية “الكهرباء مقابل الماء” (الجزيرة)

عمان – لا يكل طالب كلية الصيدلة في الجامعة الأردنية مازن علاونة من الهتاف ضد إعلان النوايا حول مشروع اتفاقية التعاون الأردنية الإسرائيلية “الكهرباء مقابل الماء”، فـ”الشباب يعول عليهم الوطن في حمايته من العبث الصهيوني القادم”، يقول علاونة.

ويضيف للجزيرة نت -وهو يحمل بين يديه لافتة كتب عليها “كرامة الأردن والأردنيين لا تقبل اتفاقية العار”- أن التمدد الصهيوني بالأردن عبر الاتفاقيات المتتالية عبارة عن ورم سرطاني، هذا الورم بحاجة لعلاج كيميائي يقضي عليه، ونحن الشباب هذا العلاج”.

اعتصامات واعتقالات

وعلى مدى الأسبوع الماضي ومنذ الإعلان عن توقيع إعلان النوايا بين الأردن والإمارات وإسرائيل -للدخول في عملية تفاوضية من أجل البحث في جدوى مشروع مشترك لتبادل الكهرباء مقابل الماء- والاعتصامات الطلابية مستمرة في غالبية الجامعات الحكومية والخاصة الأردنية، واعتصامات شعبية بعدد من المحافظات.

وجرى مساء الثلاثاء الماضي اعتقال نحو 37 ناشطا حراكيا من ضمنهم 17 طالبا جامعيا، بحسب ذويهم، بعد محاولتهم تنظيم اعتصام مفتوح على دوار الداخلية وسط العاصمة الأردنية عمّان.

إلا أن قوات الأمن حالت دون ذلك، وجرى اعتقالهم وتوقيفهم بمراكز الإصلاح على ذمة التحقيق، بعد توجيه جملة من التهم لهم، ورفضت السلطات الإفراج عنهم بكفالة، وفق المحامي المتطوع للدفاع عنهم عبد القادر الخطيب للجزيرة نت.

استمرار موجة الاحتجاجات الشعبية على اتفاقية الكهربا مقابل الماء
غالبية الجامعات الأردنية شهدت اعتصامات تنديدا بتوقيع إعلان النوايا بين الأردن والإمارات وإسرائيل (الجزيرة نت)

تطبيع أكاديمي واقتصادي

سبق ذلك اعتصام نظمه طلبة الجامعة الأردنية الأحد الماضي احتجاجا على ندوة تعريفية نظمتها جامعة محمد بن زايد لتقديم منح للطلبة الخريجين والدراسات العليا بالذكاء الصناعي بالتعاون مع الجامعة العبرية في القدس ومعهد “وايزمان” (Weizmann) الإسرائيلي، معتبرينها “تطبيعا أكاديميا مرفوضا مع العدو الإسرائيلي”، وفق الطلبة.

ويرى عمرو منصور رئيس مجلس طلبة الجامعة الأردنية السابق أن الحراك الطلابي الرافض لهذه الاتفاقيات “مؤشر إيجابي، يعبر عن شباب جامعي واع ومتيقظ ورافض لأية اتفاقيات من شأنها أن ترهن الوطن ومصالحه الحيوية للاحتلال الصهيوني”.

واللافت للانتباه في هذه الغضبة الطلابية على الاتفاقية والتطبيع الرسمي مع الاحتلال الإسرائيلي، وفق مراقبين، أنها “عفوية ودون تنظيم أو دعوات من أحزاب سياسية أو تيارات فكرية يسارية أو إسلامية معينة، إنما تنبع من شعور وطني لدى الطلبة”.

لاءات الشعب الثلاث

لا يقتصر أمر التنديد بالاتفاقية على الشباب فقط، فالفتيات لهن نصيب وافر، الطالبة في الجامعية الهاشمية روان السلمان تركت عطلتها اليوم الجمعة وقدمت إلى وسط البلد للمشاركة بالمسيرة الغاضبة من الاتفاقية.

تقول للجزيرة نت -وهي تحمل بين يديها خارطة الأردن مكتوب عليها “ماء العدو احتلال”- إن الرأي الحقيقي للأردنيين في أية اتفاقيات مع العدو الصهيوني “يصدر من هنا من الشارع الغاضب”، مضيفة أن هذه الاتفاقية “لا تساوي الحبر الذي كتبت به، وسيبطلها الأردنيون الأحرار عاجلا أم آجلا”.

المسيرة التي انطلقت بعد صلاة الظهر في البلدة القديمة من أمام المسجد الحسيني وسط عمان بدعوة من الحركة الشعبية للتغيير والملتقى الوطني لدعم المقاومة المشكّل من 7 أحزاب سياسية، رفعت شعار “لاءات الشعب الأردني الثلاث، لا لاستمرار العبث بالدستور، لا لاتفاقيات الذل والعار، لا لتنفيذ صفقة القرن”.

وندد المشاركون في المسيرة بالاتفاقية، هاتفين بـ”إلغائها والاعتذار للشعب الأردني، والوقوف سدا منيعا أمام التنفيذ الفعلي لصفقة القرن”، ونظمت قوى شعبية اعتصامات في عدد من محافظات المملكة.

من اعتصامات طلبة الجامعات الاردنية . الجزيرة .(2)
المشاركون في المسيرات نددوا بالاتفاقية وطالبوا بإلغائها والاعتذار للشعب الأردني (الجزيرة نت)

مفاوضات على البنود

وخلال المسيرة قالت رولى الحروب -النائبة السابقة والتي تشغل منصب أمين عام حزب أردن أقوى- للجزيرة نت إن توقيع الاتفاقية “يظهر تناقضا واضحا في المواقف الرسمية للدولة الأردنية الرافضة لصفقة القرن وبنودها خلال الفترة الماضية، بينما نرى تطبيقا عمليا لصفقة القرن برضى وقبول من صانع القرار، فأين ذهبت لاءات الأردن الثلاث”.

وعبرت عن استهجانها من تصريحات وزير المياه الموقِّع على الاتفاقية التي قال فيها إن “التفاوض على المشروع تم خلال 24 ساعة فقط”، متسائلة “كيف يتم رهن مستقبل الطاقة والمياه بيد الإسرائيليين بهذه الطريقة؟ ولماذا يقدم الأردن دعما اقتصاديا للكيان الصهيوني على حساب المشاريع الوطنية؟”.

وكان وزير المياه والري محمد النجار صرح لوسائل إعلام محلية أن فكرة المشروع المشترك بين الأردن وإسرائيل جاءت بـ”طلب من شركة إماراتية، وجرى التفاوض بشأن المشروع خلال 24 ساعة فقط”.

ووفق الوزير فإن إعلان النوايا شهد مفاوضات بشكل كبير على البنود والكميات كافة التي سيحصل عليها الأردن من المياه وتاريخ ومواعيد تنفيذ المشروع.

 غياب نقابي

نيابيا، طالب نحو 80 نائبا رئاسة المجلس بعقد جلسة رقابية للبحث في إعلان النوايا الموقع بين عمان وتل أبيب وأبوظبي، وطالب نواب خلال الجلسة الماضية بالإفراج عن الطلبة والحراكيين المعتقلين بأسرع وقت.

والحراك النيابي والاعتصامات الطلابية والمسيرات الشعبية، يقابلها غياب واضح النقابات المهنية التي طالما كانت في مقدمة مؤسسات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق وحريات الأردنيين وكرامتهم، والوقوف في وجه كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيل، والانتصار للقضية الفلسطينية، سوى من بيانات، وفق مراقبين.

ويرجع نقيب المهندسين السابق عبد الله عبيدات السبب في ذلك لـ”الهجمة الرسمية على النقابات المهنية وتحجيم دورها وتقزيم عملها بعدما كانت الصف الأول المدافع عن الوطن والمواطن ومقاومة التطبيع”.

ومع الأسف -يضيف عبيدات للجزيرة نت- أن هذه الهجمة “تقابل باستجابة وخضوع من قبل نقباء يفضلون البقاء في مواقعهم على حساب تراجع الدور المهني والسياسي والوطني للنقابات المهنية”.

من اعتصامات طلبة الجامعات الاردنية . الجزيرة .
من اعتصامات طلبة الجامعات الأردنية (الجزيرة نت)

وسائل التواصل

الحراك الساخن في الشارع، يقابله حراك أسخن على منصات التواصل الاجتماعي بعدما دشن نشطاء عواصف إلكترونية رافضة للاتفاقية تحت عدة هاشتاغات أبرزها وسم “#الحرية_لمعتقلي_الرأي”، و”#الحرية_لطلبة_الأردنية” و”#ماء_العدو_احتلال” و”#التطبيع_خيانة” و”#أردنيون_ضد_التطبيع”.

وقد غرد سمير مشهور الناشط في تويتر على وسمي “#التطبيع_خيانة” “#ماء_العدو_احتلال” قائلا “طلبة اليرموك اختصروا المشهد بهذا الهتاف “سجل واكتب شو اللي صار.. اعتقلوا الحر وباعوا الدار”، خلال الوقفة التي دعت لها القوى الطلابية في جامعة اليرموك رفضا للتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل.

أما مد الله النوارسة الناشط على تويتر فغرد على وسم “#الحرية_لمعتقلي_الرأي” قائلا “خطابات الملك كلها عن دمج الشباب في العمل السياسي، واخر شي يتم توقيع الشاب على كفالة 50 الف دينار .. لمنعة من المشاركة باي وقفة” #ماء_العدو_احتلال”.

وغرد الناشط محمد بهجت على وسم #التطبيع_خيانة” قائلا “بعد أن تم الجلوس مع محافظ العاصمة شخصيا وإصدار الكفالات للموقوفين ودفع رسومها، ذهبنا لمراكز الإصلاح والتأهيل “السجون” لاستلام إخوتنا وأصدقائنا وتم إبلاغنا أنه يوجد قرار من “فوق فوق” بإيقاف التكفيل بعد وصوله! من صاحب القرار في البلد !؟ #الحرية_لمعتقلي_الرأي #التطبيع_خيانة”.

 

 

 

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!