تركيا تقحم روسيا في صراع شرق المتوسط… هل تغير منظومة S400 موازين القوى في المنطقة؟

إسطنبول ـ «القدس العربي»: لم تمر ساعات فقط على إعلان الولايات المتحدة الأمريكية رفع حظر الأسلحة المفروض على قبرص الجنوبية منذ عقود، حتى أعلنت تركيا إنذارين

تركيا تقحم روسيا في صراع شرق المتوسط… هل تغير منظومة S400 موازين القوى في المنطقة؟

[wpcc-script type=”6736cdbdcd99d78b654cf2f8-text/javascript”]

إسطنبول ـ «القدس العربي»: لم تمر ساعات فقط على إعلان الولايات المتحدة الأمريكية رفع حظر الأسلحة المفروض على قبرص الجنوبية منذ عقود، حتى أعلنت تركيا إنذارين بحريين جديدين للإعلان عن نية روسيا القيام بتدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في منطقتين مختلفتين شرقي البحر المتوسط، في خطوة من شأنها إضافة لاعب دولي كبير وجديد إلى الصراع المتصاعد شرق المتوسط، وسط أنباء عن نية تركيا تفعيل منظومة إس 400 الدفاعية الروسية في المناطق المقابلة لشرق المتوسط، وهي خطوة من شأنها تغيير موازين القوى في المنطقة.
والأربعاء، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية رفع حظر الأسلحة المفروض على قبرص الجنوبية ـ اليونانية لأول مرة منذ أكثر من 30 عاماً، في خطوة أثارت غضب تركيا التي اعتبرتها محاولة لتغيير موازين القوى في المنطقة لصالح قبرص الجنوبية واليونان، وحذرت من أن ذلك سوف يعزز فرص الاشتباك في المنطقة، ورأت في ذلك تهديداً على أمنها وأمن قبرص الشمالية ـ التركية.
كما أثارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو أيضاً مخاوف الأوساط الرسمية التركية، حيث رأت في قوله إن قبرص الجنوبية حليف أصيل ومهم للولايات المتحدة، انحيازاً أمريكياً واضحاً للحلف «المعادي» لتركيا، وكان بمثابة جرس إنذار بأن الولايات المتحدة ربما تقف إلى جانب قبرص الجنوبية واليونان في حصول مواجهة عسكرية مع تركيا في ظل التصعيد المتواصل والمتصاعد شرقي البحر المتوسط.
وفيما بدا كأنها خطوة تأتي رداً على الموقف الأمريكي وللحفاظ على موازين القوى في المنطقة، أعلنت تركيا بشكل مفاجئ أن روسيا ستجري مناورات بحرية بالذخيرة الحية في شرق البحر المتوسط، حيث أطلقت انذاراً بحرياً لمناورات روسية ستجرى في الفترة من 8 إلى 22 سبتمبر/ أيلول، و17 إلى 25 سبتمبر/أيلول في مناطق البحر المتوسط، حيث تعمل سفن أبحاث تركية.
وبينما لم يصدر توضيح رسمي من الجانب التركي أو تأكيد من الجانب الروسي لتفاصيل المناورات، لم يتضح أيضاً ما إن كانت سوف تجري التدريبات من قبل روسيا فقط أم بشكل مشترك بين القوات التركية والروسية، حيث اكتفى الإنذار البحري التركي بالقول إن المنطقة ستشهد «تدريبات عسكرية روسية بالذخيرة».

رداً على القرار الأمريكي برفع حظر توريد الأسلحة لقبرص الجنوبية

ومع تصاعد التوتر في شرق المتوسط، اصطفت فرنسا بشكل مباشر مع اليونان ضد تركيا وسط تأييد كبير من دول الاتحاد الأوروبي للموقف اليوناني، وأخيراً جاء الموقف الأمريكي الداعم لقبرص اليونانية ليعطي إشارات شبه نهائية لأنقرة بأن الناتو والاتحاد الأوروبي حسموا موقفهم بالوقوف إلى جانب اليونان، وهي إشارات مخيفة دفعت تركيا على ما يبدو للتوجه أكثر نحو روسيا.
هذا التوجه يبدو أنه لن يقتصر على المناورات العسكرية المقرر إجراؤها شرق البحر المتوسط، وإنما على توجه أنقرة لتفعيل منظومة إس 400 الدفاعية الروسية التي اشترتها أنقرة من موسكو ولكنها أجلت عملية تفعليها وإدخالها الخدمة في الجيش التركي، في محاولة لتجنب وصول الخلافات مع الناتو وأمريكا إلى نقطة اللارجعة، وفي محاولة لتجنب عقوبات أمريكية والحفاظ على علاقات أفضل مع واشنطن.
لكن ومع زيادة التهديدات في المنطقة والخشية من حصول مواجهة عسكرية شرق المتوسط، تعود تركيا لمحاولة معالجة معضلتها الأساسية والمتمثلة في عدم امتلاكها منظومة دفاعية متقدمة تحمي مناطق انتشار الجيش التركي، سواء داخل تركيا أو في قبرص، أو قواتها البحرية المنتشرة شرق المتوسط من الهجمات الجوية، وهو ما يدفعها بطبيعة الحال لإعادة التفكير بقوة بتفعيل المنظومة الروسية لتعزيز موقفها في الصراع المتصاعد شرق المتوسط.
ومنذ أسابيع، يدور حديث داخل الأوساط السياسية والعسكرية التركية عن نية أنقرة تفعيل المنظومة الروسية قريباً في مناطق قريبة من السواحل التركية المطلة على شرق المتوسط، وفي ظل عدم وجود معلومات قطعية حول هذه النية، يؤكد المسؤولون الأتراك مراراً أن المنظومة الروسية سوف يتم تفعيلها، وأن ما جرى هو تأجيل تقني بسبب الإغلاق الذي رافق انتشار فيروس كورونا حول العالم.
والأربعاء، قال صالح يلماز، رئيس معهد الأبحاث الروسي في تركيا، إن جميع قطع وأجزاء منظومة إس 400 تم نقلها من روسيا إلى تركيا، واكتملت عمليات تدريب الخبراء الأتراك، لافتاً إلى أن القرار من الآن فصاعداً لدى تركيا فقطـ، التي يمكنها تفعيل المنظومة خلال ساعة فقط في حال اتخذت قراراً بذلك، على حد تعبيره. ولفت يلماز إلى أن تركيا نجحت في تطوير نظام البرمجة الخاص بتحديد «العدو والصديق» في المنظومة الروسية بقدرات وطنية تركية، وهو ما يزيد من أمان وفعالية المنظومة للاستخدام التركي.
ومن شأن تفعيل المنظومة تعزيز موقع تركيا في الصراع شرق المتوسط، لكن ذلك قد يعني الدخول في جولة جديدة من الخلافات مع واشنطن والناتو بشكل عام، وزيادة حاجة تركيا لروسيا التي قد تستغل هذا الملف في ممارسة مزيد من الضغوط على تركيا في ملفي سوريا وليبيا.

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!