إسطنبول- “القدس العربي”:

عقب أسابيع من الإعلان عن أكبر اكتشاف للغاز في تاريخ تركيا بالبحر الأسود، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، رفع التقديرات للكمية المكتشفة من 320 مليون متر مكعب إلى 405 مليار متر مكعب في اكتشاف جديد تأمل تركيا أن يمهد الطريق لمزيد من الاكتشافات في البحرين الأسود والأبيض المتوسط.

تركيا تكتشف مزيد من الغاز بالبحر الأسود وتوسع البحث بالمتوسط

هذه الاكتشافات تأتي في ظل توسيع تركيا عمليات البحث والتنقيب بشكل كبير جداً في السنوات الأخيرة وذلك من خلال اسطول كبير من سفن البحث والتنقيب التي اشترتها في السنوات الأخيرة قبل أن تلجأ إلى صناعة سفن جديدة تقول إنها تتمتع بمميزات عالمية وطورت سفنها السابقة لتصبح تمتلك اسطولاً وطنياً من سفن البحث والتنقيب التي تؤمن أنها ستساعدها في اكتشاف أي مصدر للطاقة كامن في البحار الطويلة التي تطر عليها من البحر الأسود مروراً ببحر مرمرة وبحر إيجه وصولاً لشرق البحر المتوسط حيث الصراع المتصاعد هناك على الحدود البحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة مع اليونان بدرجة أساسية.

سفينة خير الدين بربروس

عام 2012 اشترت تركيا سفينة أبحاث أطلقت عليها اسم “خير الدين بربروس” لتكون أول سفينة تمتلكها تركيا انضمت إلى مؤسسة البترول الوطنية بعد كانت تركيا تعتمد طوال العقود الماضية على الشركات الأجنبية أو استئجار السفن للقيام بعمليات البحث والتنقيب عن الوقود والتي لم تصل إلى أي نتائج حقيقية إلى جانب الشروط الصعبة التي كانت تضعها هذه الشركات على تركيا والتي كانت تدخل في إطارها الحسابات السياسية بشكل كبير.

وبإمكان السفينة التي اشترتها تركيا عام 2012 بقيمة 130 مليون دولار القيام بالأبحاث السيزمية الزلزالية ثنائية وثلاثية الأبعاد والقيام بأعمال البحث عن مصادر الطاقة بعمق 8 كيلومتر في أسفل البحار وجمع المعلومات من هذا العمق، ويبلغ وزن السفينة 4711 طن وطولها 84 مترا وعرضها 22 مترا، وبإمكانها القيام بالاتصالات وتبادل المعلومات عبر الأقمار الصناعية، كما لديها مهبط للطائرات المروحية، وتعتبر من السفن الصديقة للبيئة.

سفينة أوروتش رئيس

تطلق تركيا على سفينة “أوروتش رئيس” أول سفينة أبحاث وطنية، حيث بدأت تركيا في بنائها عام 2012 ودخلت الخدمة فعلياً عام 2017، وتقول أنقرة إنها واحدة من بين 5 سفن أبحاث متعددة الأغراض حول العالم وهي مجهزة بكافة الإمكانيات اللازمة لعمليات البحث.

يمكن لسفينة “أوروتش رئيس” للبحث السيزمي إجراء جميع أنواع البحوث الجيولوجية، والجيوفيزيائية، والهيدروغرافية والأوقيانوغرافية، وفي مقدمتها أبحاث الجرف القاري، والموارد الطبيعية. وعلى متن سفينة “أوروتش رئيس” يمكن إجراء أبحاث جيوفيزيائية كأبحاث المسح السيزمي ثنائية وثلاثية الأبعاد، وأبحاث الجاذبية، والأبحاث المغناطيسية.

ويمكن للسفينة إجراء عمليات سيزمية ثلاثية الأبعاد يصل عمقها إلى 8 آلاف متر، وعمليات سيزمية ثنائية الأبعاد يصل عمقها إلى 15 ألف متر. كما يمكن للسفينة أثناء قيامها بالعمليات السيزمية جمع البيانات الجيوفيزيائية الأخرى (الجاذبية والمغناطيسية) في نفس الوقت.

تشمل أنشطة السفينة البحث عن النفط، والغاز الطبيعي، والتعدين الموجودة بالبحار، واستكشاف استمرارية مناطق اليابسة الموجودة تحت البحر. كما تشمل أنشطتها القيام بأبحاث الزلازل، ومسح التسونامي، واختيار مواقع الموانئ، والمنصات، والكابلات البحرية، وخطوط الأنابيب، والكشف عن تلوث البحر، وتغيّر المناخ.

تحتوي السفينة على مركبة غاطسة محلية الصنع تدار عن بعد ولها أنظمة رسم خرائط قاع البحر، وأنظمة القياس وأخذ العينات. كما تحتوي سفينة “أوروتش رئيس” على مختبرات الجيولوجيا، وعلم المحيطات، ومعدات أخذ العينات التي يمكنها أخذ عينات أساسية يصل طولها إلى 18 مترا من قاع البحر.

سفينة الفاتح

وبينما تعتبر سفينة “أوروتش رئيس” أول سفينة أبحاث وطنية، تعتبر “الفاتح” أول سفينة تنقيب وطنية ولو جزئياً حيث جرى بنائها بالشراكة بين تركيا وكوريا الجنوبية عام 2011، وانضمت إلى الأسطول التركي عام 2017 وبدأت أول مهمة تنقيب عام 2018. وهي السفينة التي نجحت في الوصول إلى الغاز الطبيعي في عمليات التنقيب الأخيرة في البحر الأسود.

تتمتع “الفاتح” بتكنولوجيا الجيل السادس، بإمكانها إجراء عمليات تنقيب حتى عمق 12 ألف و200 متر وفي الأعماق ذات الضغط المرتفع، وتتميز السفينة المصنفة ضمن سفن الجيل السادس بامتلاكها تكنولوجيا عالية، وتعد من أفضل 5 سفن حول العالم تمتلك تلك التكنولوجيا الفائقة.

يبلغ طول سفينة الفاتح 229 مترا وعرضها 36 مترا ويفوق وزنها 51 طنا، ويمكنها القيام بعمليات حفر وتنقيب على عمق 12 ألف متر في عمق البحر ما يجعلها في أكثر السفن في العالم التي تستطيع القيام بعمليات حفر في هذا العمق.

سفينة ياووز

اشترت تركيا سفينة ياووز وألحقتها بأسطول سفنها التابع لمؤسسة البترول الوطنية عام 2018 وذلك بهدف رفع قدرتها على القيام بعمليات البحث والتنقيب، وتصنف على انها من سفن التنقيب من الجيل السادس، يبلغ طولها 230 مترا وعرضها 36 مترا ولها برجان طويلان يمكناها من القيام بمهام متعددة في ذات الوقت.

وتقول تركيا إنها تعتبر من 16 سفينة حول العالم تتمتع بهذه الإمكانيات، ولكي تكون مجهزة للمهام الطويلة في البحار يوجد بها ما يمكن اعتباره مستشفى صغير وغرف للمبيت وصالات للرياضة والسينما والترفيه.

سفينة القانوني

تعتبر سفينة القانوني أحدث سفينة في الأسطول التركي الذي يضمن سفينتان للبحث والتنقيب، وثلاث سفن للتنقيب تعتبر القانوني إحداها حيث انضمت للأسطول التركي عام 2020 بعد أن بدأ بنائها منذ عام 2012 بطول 227 مترا وعرض 42 مترا.

والشهر الماضي، أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز بدء العد التنازلي لانطلاق سفينة “القانوني” نحو البحر الأسود من أجل التنقيب عن الطاقة، وقال دونماز عبر تويتر “لقد بدأ العد التنازلي. أسطولنا الذي يعد رمز استقلالنا بمجال الطاقة في بحارنا، سوف يزداد قوة”. وأضاف الوزير: “سفينتنا القانوني للتنقيب، التي تتواصل أعمال تجهيزها، ستبدأ أعمال التنقيب في البحر الأسود، وستضفي قوة على قوة (سفينة) الفاتح”.

وخلال إعلانه الاكتشاف الجديد من الغاز في البحر الأسود، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، إن سفينة “ياوز” للتقيب مع سفينتي “بربروس خير الدين باشا” و”أوروتش رئيس” للمسح السيزمي تواصل أنشطتها في البحر المتوسط.

ومضى بالقول: “أبحرت سفينة القانوني للتنقيب من أجل القيام بأنشطة الحفر في البحر الأسود، وستبدأ بالفعل حفر الآبار بحلول نهاية العام”، مضيفاً: “جميع سفننا الخاصة بالتنقيب والتابعة لمؤسسة البترول التركية، تشكل حوالي 20 بالمئة من إجمالي أسطول التنقيب في المياه العميقة بالعالم. سفننا الخاصة بالمسح السيزمي تضم أيضا أحدث المعدات في مجالها”.