تعرف على قصيدة قل للمليحة

قل للمليحة في الخمار الأسود... أحيانًا يكون للكلمات وقع السحر في نفوس الناس، فتغير من قناعاتهم، أو من مشاعرهم، أو من نظرتهم إلى شيء ما، لذلك صدق الصادق

mosoah

قل للمليحة

قل للمليحة في الخمار الأسود… أحيانًا يكون للكلمات وقع السحر في نفوس الناس، فتغير من قناعاتهم، أو من مشاعرهم، أو من نظرتهم إلى شيء ما، لذلك صدق الصادق صلى الله عليه وسلم حين قال: “إن من البيان لسحرًا وإن من الشعر لحكمة”، وهذا ما حدث في قصتنا اليوم. لمزيد من التفاصيل تابعونا على موسوعة.

قصيدة قل للمليحة في الخمار الاسود

إن قائل كلمات تلك القصيدة الرائعة هو الشاعر المعروف مسكين الدارمي، وهو ربيعة بن عامر التميمي، وهو شاعر أموي ينتسب إلى بني دارم بني الشعر والشعراء، وكان منهم الفرزدق، ولقب ربيعة بمسكين لفوله:

أنا مسكين لمن أنكرني   ولمن يعرفني جد نطق

وقد كان من المؤيدين لخلافة يزيد بن معاوية، فأعطاه معاوية ويزيد، وقد قال مسكين في أغراض الشعر المعروفة وقتها من فخر وحماسة وهجاء ورثاء ومدح وغزل، وقد نسك وتعبد فكان من شعراء الزهد، وتوفي عام 89 أو 90 هـ.

قصة قل للمليحة في الخمار الأسود

يروى أن تاجرًا عراقيًا قدم إلى المدينة ومعه خُمُر يريد بيعها، فباعها كلها إلا السود منها، فحزن لذلك لتحقق خسارته فيها، فشكا إلى الدارمي ذلك، وكان الدارمي قد نسك وتعبد في تلك الفترة، فنظم أبياتًا، وبعث من ينشدها في المدينة قائلًا:

قل للمليحة في الخمار الأسود   ماذا فعلت بناسك متعبدِ

قد كان شمر للصلاة إزاره      حتى قعدت له بباب المسجدِ

ردي عليه صلاته وصيامه     لا تقتليه بحق دين محمدِ

فلما سمع أهل المدينة ذلك، تنادوا بأن الدارمي قد رجع عن زهده، وانه يحب الفتاة ذات الخمار الأسود فلم يبق في المدينة فتاة ولا سيدة إلا اشترت لها خمارًا أسودا، فباع التاجر كل ما كان معه من خمر سود، فرجع الدارمي إلى تنسكه وتعبده.

قل للمليحة في الخمار الأسود صباح فخري

قام المطرب صباح فخري بإعادة إحياء القصيدة في القرن العشرين بعد أن غير شعوي إبراهيم بعض كلماتها فزاد فيها قائلًا:

يا داعيًا لله مرفوع اليدِ

متضرعًا متوسلًا بالمنجدِ

يا طالبًا منه الشفاعة في غدِ

قل للمليحة في الخمار الأسودِ…

وقد لحن القصيدة الفنان أحمد خليل.

كلمات قل للمليحة في الخمار الأسود علي الهلباوي

وهي من تلحين صباح فخري، وفيها يشدو الفنان علي الهلباوي قائلًا:

قل للمليحة في الخمار الأسودِ   ماذا فعلت بناسك متعبدِ

قد كان شمر للصلاة رداءه      حتى وقفت له بباب المسجدِ

فسلبت منه دينه ويقينه         وتركتيه في حيرة لا يهتدي

ردي عليه صلاته وصيامه    لا تقتليه بحق دين محمدِ

قالوا تسلى عن المحبوب قلت بمن؟

كيف التسلي وفي الأحشاء نيرانِ

إن التسلي حرام في مذاهبنا

وكيف أرضى بكفر بعد إيمانِ

فشارب الخمر يصحو بعد سكرته

وشارب الحب طول العمر سكران

أي شيء في العيد أهديه إليك ملاكي

وكل شيء لديك أسوارا أسوارا

أم خمورا

وليس في الأرض خمرًا كالتي تسكبين من عينيكِ

أم ورودا

والورد أجمله عندي الذي قد نشقت من خديكِ

أم عقيقا

كمهجتي يتلظى والعقيق الثمين في شفتيكِ

ليس عند أعز من الروح  وروحي مرهونة في يديكِ

بلغوها

بلغوها إذا أتيتم حماها أنني مت في الغرام فداها

واذكروني لها بكل جميل عساها أن تجن عليَّ عساها

واصحبوها لتربتي فإن عظامي تشتاق أن تدوسها قدماها

خاتمة

حقيقةً إن هذه القصة الرائعة لتبين لنا أثر الكلمة في نفس الناس، فمن من أهل المدينة كان ليلبس الخُمُر السود لولا أبيات مسكين الدرامي، ومما يؤكد قيمة الكلمة قول النبي صلى الله عليه وسلم لحسان: “…والله إن كلامك لأشد عليهم من وقع السهام في غلس الظلام”، فالكلمة ذات أثر بالغ في النفوس، فعلينا استعمالها في موضعها، فالإنسان مؤاخذ بالكلمة.

كان ذلك حديثنا عن قصة الخمار الأسود. تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.

Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!