‘);
}

تعريف أسماء الله الحُسنى

أسماء الله الحُسنى هي: الأسماء التي اختصّ بها الله -تعالى-، وأثبتَها لنفسه، وأثبتَها له النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، والتي آمنَ بها المؤمنون جميعهم،[١] وحُسنى على وزن (فُعْلى)، وهي مُؤنَّث (أحسن)، وقال ابن منظور: “وتأنيث الأحسن، الحُسنى، كالكُبرى والصُّغرى، تأنيث الأكبر والأصغر”، وقال ابن الوزير إنّ الحُسنى في اللغة جَمع (الأحسن)، وليس الحَسن، أمّا المعنى الخاصّ للفظة (حُسنى)، فهو ضِدّ القُبْح، ويُراد بها: المُبالغة في الشيء الحَسَن، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية إنّ الحُسنى يُراد بها: المُفضَّلة على الحَسَنة، والمعنى العام يتلخّص في أنّ أسماء الله هي أحسن الأسماء، وأفضلها؛ لِما تحمله من مَعانٍ ساميةٍ وجليلةٍ، وذكرَ ابن الوزير فيما يتعلّق بأسماء الله الحُسنى أنّ الكمال كلّه في ذاته، وما له من أسماء وصفاتٍ؛ ولذلك توجَّب أن تكون أسماء الله الحُسنى من أحسن الأسماء، وعدم الاقتصار على أن تكون حَسَنةً فقط.[٢]

وتجدر الإشارة إلى أنّها سُمِّيت بالحُسنى؛ لدلالتها على أعظم و أجلّ مُسمّىً؛ وهو الله، ولتضمُّنها صفاتٍ تدلّ على الكمال الذي لا يشوبه نَقصٌ؛ سواءً تقديراً، أو احتمالاً، ولأنّها تدلّ على اسم الله الأجلّ، والأعظم، والأقدس، وقد قال ابن القيِّم: “أسماؤه- سبحانه وتعالى- كلُّها أسماء مدحٌ، وثناءٌ، وتمجيدٌ؛ ولذلك كانت حُسنى”، وتدلّ أسماء الله على توحيده، وكَرَمه، وجُوده، وفيها التعظيم لله -تعالى-، والإكبار له، وذَكَر السعديّ أنّ كلّ اسمٍ من أسماء الله -تعالى- هو حَسَنٍ على انفراده، وفيه صفة الكمال؛ ولذلك سُمِّيت الحُسنى، وكلّ اسمٍ يدلّ على الصفة التي اشتُقّ منها كاملة، ويتمثّل معانيها جميعها؛[٢] إذ إنّ الله -تعالى- لا يُوصَف إلّا بأحسن الصفات، ويُثنى عليه بأحسن أشكال الثناء؛ فكلّ اسمٍ يقوم مَقامه، أو يدلّ على معناه، وليس مَقام اسمٍ آخر؛ فاسم الرحمن يدلّ على صفة الرحمة، واسم العزيز يدلّ على صفة العِزّة، وجميع الأسماء والصفات مُتَّفِقةٌ في دلالتها على الله -عزّ وجلّ-؛ فدلالة الأسماء مُترادفةٌ في الدلالة على الذات، ومُختلفةٌ في دلالتها على الصفات.[٣]