‘);
}

مقدمة

القرآن الكريم فيه القصّة والعبرة، وفيه سيَر من كانَ قبلنا من الأمم، وقد أورَد الله لنا هذهِ القصص لا لأجل الأشخاص أو الأشياء بذاتها، وإنّما لنستفيد ممّا كان معهم من الأمر ولا نقع فيما وقعوا فيه من الذن ظلموا أنفسهم وكذلك لنقتدي بمن أحسن منهم لعِلمنا بعاقبة الفريقين.

وقصص السابقين كانت مدار الجَدَل لدى الناس وخصوصاً عندما أرادَ اليهود اختبار صِدق رسالة النبيّ محمّد صلّى الله عليهِ وسلَّم وبإيعاز من مُشركي مكّة، حيث وجّه اليهود إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعض الأسئلة يُريدونَ لها جواباً، فسألوه عن قصة الفتية الذين خرجوا في الزمن الماضي وما هي قصّتهم وخبرهم، وعن رجلٍ طوّاف بلَغَ مشارق الأرض ومغاربها، وسألوه أيضاً عن الروح، فكانت إجابه هذهِ الأسئلة بأن أنزل الله على نبيه فيها قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة وهي في سورة الكهف، حيث كانَ جواب الفتية بأنّهم أهل الكهف الذين سنتحدّث عنهم في هذا الموضوع، والرجل الطوّاف الذي جابَ الأرض هو ذو القرنين، وأمّا الروح فهي من أمر الله ولا يعلم بها إلا هو جلّ جلاله.