تعليم التفكير التأملى

Share your love

ومن أهم الامور في تنمية القدرات في أي مجتمع هو قدرة أفراد المجتمع على التفكير .

ومن أنواع التفكير التي يجب الاهتمام بها ، التفكير التأملي ، وهو التفكير الذي يتأمل فيه الفرد الموقف الذي أمامه ، ويحلله إلى عناصره ، ويرسم الخطط اللازمة لفهمه بهدف الوصول إلى النتائج التي يتطلبها الموقف ، وتقويم النتائج في ضوء الخطط الموضوعة ،وهذا يتطلب تحليل الموقف إلى عناصر مختلفة والبحث عن علاقات داخلية بين هذه العناصر ، وفي هذه الحالة يجب مساعدة الطالب على كيفية تحليل الموقف. وفي هذا الإطار فإن أساليب المقابلة والملاحظة المباشرة ولعب الأدوار ومطالعة البيانات المختلفة تعد من امثل الطرق في ممارسة التفكير التأملي .

ويتطلب التفكير التأملي وقتا مناسبا، لكن العمليات الروتينية التي تتم في الغرفة الصفية من تسميع ومناقشة وواجبات تجبر الطلاب على إجابات سريعة قبل أن يمضي وقت كاف للتأمل، لذلك على المعلم أن يشجع التفكير في الغرفة الصفية من منطلق أن التفكير يحتاج إلى فترات من الصمت حيث تتاح الفرصة للطلبة لتأمل الإجابات والإجابات البديلة . ويمكن للمعلم في هذه الحالة أن يقوم بتوجيه أسئلة تتحدى تفكير الطلبة، وفي هذه الحالة يواجه الطالب عملا عقليا غير عادي، والتحدي الذي يواجهه الطالب هنا هو كيفية استخدام المعرفة السابقة لديه في سبيل الحصول على معرفة جديدة بدلا من استدعاء المعرفة السابقة لديه، واستدعاء المعرفة السابقة لدى الطلبة يتم عادة ضمن أساليب التقويم التقليدية التي عادة ما تقف حائلا أمام ممارسة التفكير التأملي .

والمعلم الذي يشجع ممارسة التفكير في الغرفة الصفية يجب أن يكون نموذجا يحتذى به في مجال التفكير العميق، وتتضمن المؤشرات الأساسية لعملية التفكير إبداء الاهتمام بأفكار الطالب واستعمال أساليب بديلة لمعالجة المشكلات، وعرض خطوات التفكير عند معالجة المشكلة بدلا من عرض النتيجة فقط .

ومن اجل اكتساب مهارة التفكير التأملي ، فان على الطالب بمساعدة المعلم إتباع الخطوات التالية:

          التأمل في الموقف أي القراءة الواعية الدقيقة حتى يتأكد من أن العبارات والمصطلحات والمفاهيم التي يحتويها الموقف تكون مألوفة.

          أن يفحص الطالب عبارات الموقف جيداً لتحديد البيانات المعطاة فيها ثم تحديد ما هو المطلوب إيجاده ( أي التمييز بين المعطيات والمطلوب(

          أن يختار المعلم الطريقة المناسبة التي يساعد بها الطالب على أن يحدد العمليات التي ينبغي إجراؤها وترتيبها لمعالجة الموقف وذلك عن طريق مناقشة الطريقة المناسبة لطبيعة الموقف والتي توضح للطالب الرؤية في اختيار العمليات التي توصل إلى الحل السليم .

          أن تقوّم الطريقة التي اتبعت في معالجة الموقف وهل هي مناسبة أم أن هناك طريقة أفضل . وإذا اتضح أثناء مناقشة وتسجيل الحل بعض الأخطاء عند الطلبة فيجب على المعلم أن يتعرف على أسبابها وكيفية علاجها ثم يوجه طريقته وجهة أخرى تؤدي إلى تجنيب الطلبة الوقوع فيها .

إن الهدف من ممارسة التفكير التأملي توضيح وملاحظة وتحليل الموقف لتحقيق تغيير سلوكي وأداء أفضل. إن التغيير السلوكي لا يحدث عن طريق المعرفة وإنما عن طريق الوعي الذاتي ويتم ذلك من خلال الملاحظة والتحليل والتقويم .

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!