تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان

تقدم موسوعة إليك عزيزي القارئ تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان وهي آية واردة بسورة الحجرات السورة المدنية عدد آياتها ثمانية عشر آية، بينما ترتيبها

mosoah

تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان

تقدم موسوعة إليك عزيزي القارئ تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان وهي آية واردة بسورة الحجرات السورة المدنية عدد آياتها ثمانية عشر آية، بينما ترتيبها بين سور القرآن الكريم هو التاسع والأربعون، كما تعرف باسم سورة الآداب وفي ذلك الاسم إشارة لمحتواها من أخلاقيات وأوامر ونواهي أوضحها الله تعالى لعباده وعليهم اتباعها والالتزام بها.

وقد كان هناك بعض الأحداث المتتالية والجارية وقت نزول سورة الحجرات فجاءت لتبين أحكام تلك الأحداث وتوضح أسبابها، حيث إن مضمونها العام يدور حول أهمية تعلى آداب الحوار واتبعاها مع الغير، وبشمل خاص مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كما انفردت سورة الحجرات وتميزت بالكثير من الآداب الهامة والعظيمة، التي أدب الله جل وعلا بها الصالحين من عباده، وخاصة أثناء تعاملهم مع النبي صلّ الله عليه وسلم، وقد ورد في ذلك الصدد عن بعض العلماء (كانت العرب في سوء أدبٍ وجفاءٍ حين مخاطبتهم مع الرسول صلّ الله عليه وسلّم)؛ فجاءت الحجرات لتبين ذلك، مما جعل اسم سورة الآداب يطلق عليها.

تفسير ايه بئس الاسم الفسوق بعد الايمان

  • قال الخالق سبحانه بسورة الحجرات مخاطبًا المؤمنين بشكل خاص في الآية 11 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، تلك الآية تعد من أعظم الآيات القرآنية على الإطلاق، السبب في ذلك يرجع إلى أنها تبين السبب في تسميتها بسورة الآداب، إذ أنها تتضمن الآداب المحمدية والكثير من الخصال الحسنة التي يدعو الإسلام إليها، والواجب على المسمين الحرص على اتباعها.
  • بئس تشير إلى معنى الاسم الذي يدعى الرجل به، وذكره بالمعصية والكفر والفسق، فقال ابن زيد: (أي بئس أن يُسمّى الرّجل كافراً أو زانياً بعد إسلامه وتوبته)، وقد ورد: إنّ مَن فعل ما نُهِي عنه من السّخرية بالمسلمين، واللّمز، والنّبذ فهو فاسق، أما القرطبيّ فقد قال : (يُستثنى من ذلك من غلب عليه الاستعمال في العادة، كالأعرج، والأعمى، والأعور، وغير ذلك، في حال لم يكن له سببٌ يجد في نفسه منه عليه، فذلك جائز عند الأئمّة، واتّفق على قول ذلك أهلُ اللّغة).

ما معنى تفسير آية بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ

  • الفسْقُ في اللغة يقصد به العصيان والفجور، كما يقال (فسقتِ الرطبة عن قشرها) بما يعني انفصالها عنها، ومنها فسق الرجل التي تشير إلى أنه خرج عن طاعة الله سبحانه وتعالى وتجاوز حدوده وعصى أوامره، ويكون سواء باقترافه كبيرة أو الإصرار على ارتكاب الصغائر؛ إذ أن عدالة المسلم تسقط حينما يستمر على صغيرة واحدة أو صغائر مختلفة.
  • وفي حالة ارتكاب أحد أنواع الكبائر يوصف المسلم بالفسق، ويظل هكذا ما لم يعلن توبته الصادقة عما ارتكبه إلى الله سبحانه وتعالى، والكبيرة بالشريعة الإسلامية هي الذنب الذي المترتب عليه اللعن أو حدّ بالدنيا ووعيد بالآخرة؛ مثل الربا أو أكل مال اليتيم، الزنى، السرقة، وقتل النفس، إذ يكون المسلم بها مصرّاً على الصغائر بالحالة التي يغلب بها الميل للمعصية عن الطاعة فيكون بذلك فاسقاً.
  •  وبذلك فإن من يرتكب الهمز أو اللمز أو التنابز بالألقاب يستحق مسمى الفسق؛ وهو بذلك يتنزل من مرتبة الكمال التي منحه الإيمان إياها، وقد بين الله جل وعلا عظيم الذي يلحق من الذنب بكل من أقترف أحد الأمور الثلاثة في قوله سبحانه: (وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
  • إذ يتنزل المؤمن من مرتبة الإيمان إلى الفسوق حين اقترافه ما نهى الله عنه من أفعال مثل السخرية بإخوانه المؤمنين ودعائهم بالمكروه لديهم من ألقاب، حيث يشمل ذلك زجر المسلم ونهيه عن فعل كل ما قد ينفي عنه صفة الإيمان؛ فلا شك أنه من البؤس أن يرتكب المسلم ما يجعله يوصف بمثل تلك الصفة الدنيئة، بل من أصبحت عادته السخرية من المؤمنين واحتقارهم والتقليل من شأنهم فإنه يخرج عن شرع الله وطاعته، ومن يخرج عن طاعة الله ظالم لنفسه.

تفسير قوله تعالى ولا تلمزوا أنفسكم ولا تَنَابَزُوا بالألقاب

  • اللمز يقصد به التعييب على الآخرين سواء تم ذلك في غيبتهم أو حضورهم عن طريق الإشارة إليهم بكلام غير مفهوم خفي، وباللمز يتم استخدام الشفاه والعينين للإشارة نحو عيب في الغير،وهو ما نهى عنه الله سبحانه في قوله بسورة الحجرات الآية 11: (وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُم)، وفي ذلك دليل يشير إلى النهي عن طعن المسلم لأخيه المسلم؛ ويدلّ لفظ أنفسكم على أنّ جميع المسلمين أخوه كأنهم شخص واحد.
  • ومثلما يحب المرء ألا يتوجه إليه أحد بالتعييب والإساءة لا بد أن يمنع نفسه هو الآخر عن أذى أخيه ، وتشمل الآية الكريمة معاني أخرى منها ألّا يفعل المسلم ما يضعه في مجال اللمز؛ فيبعد نفسه عن التصرفات تلك التي تضعه بموضع استحقاق الذم، ولها من المعاني أيضاً أنّ المسلم حينما يقوم بذم الآخرين، فإن ذلك يرجع عليه بالمذمة مثل أن يكون لمزَ نفسه أي تسبب في لمزها.
  • أما عن قول الله جل وعلا الوارد في الآية الكريمة (أنفسكم) يتضمن تنبيه أنّ المسلمين جميعهم إخوة بل هم مثل الجسد الواحد إن تألّم أحد أعضائه تألّمت سائر الأعضاء الأخرى؛ لكونها متصلة معاً تسعد معاً وتتألم معاً؛ لذلك حينما يلمز لمز المسلم غيره فكأنما لمز نفسه، وكذلك سب أو شتم أحدهما الآخر، وفي ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مِنَ الكَبائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ والِدَيْهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وهلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ يَسُبُّ أبا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ).

ولا تَنَابَزُوا بالالقاب إسلام ويب

  • التنابز بالألقاب يقصد به مناداة الشخص لشخص آخرٍ بصفة أو اسم يكرهه، وقد جاء النهي من الله في ذلك عاماً للألقاب جميعها دون الاختصاص ببعضها دون البعض الآخر، مما يحمل دلالة قاطعة على أنّ التنابز فيما بين المسلمين منهي عنه وحرام، فلا يصح لمسلم أن ينادي أخيه المسلم باسم أو صفة مكروهة لديه.
  • وقد أبو جبيرة الأنصاريّ سبب نزولها قائلاً: (فينا نزلت هذه الآيةُ في بني سلمةَ {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ} قال : قدم علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وليس منا رجلٌ، إلا وله اسمان، أو ثلاثةٌ؛ فجعل النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول: يا فلانُ؛ فيقولون مهْ يا رسولَ اللهِ! إنه يغضب من هذا الاسمِ، فأنزلت هذه الآيةُ { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}).

سبب نزول يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يَكُونُوا خَيْرًا منهم

  • ذكر بعض المفسرين أن هذه الآية قد نزلت في الصحابي الجليل (ثابت بن قيس) رضي الله عنه، حينما توجه بالسؤال لشخص قائلاً: من أنت؟ فقال: أنا ابن فلان، فقال ثابت: أنت ابن فُلانة ـ يُريد تعييره بأمّه- فخجل الرّجل؛ لأنّه كان يُعيَّر بها في الجاهليّة.
  • وعن ابن عبّاس رضي الله عنه قال: إنّها نزلت في صفيّة بنت حيي بن أخطب؛ حيث رُوِي أنّه: (بلَغ صفيَّةَ أنَّ حَفصةَ قالت لها: ابنةُ يهوديٍّ، فدخَل عليها النَّبيُّ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم وهي تبكي، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وما يُبكيكِ؟ قالت: قالت لي حَفصةُ: إنِّي بنتُ يهوديٍّ فقال النَّبيُّ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم: إنَّكِ لَابنة نَبيٍّ، وإنَّ عمَّكِ لَنَبيٌّ، وإنَّكِ لَتحتَ نَبيٍّ، فبِمَ تفخَرُ عليكِ؟ ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اتَّقِ اللهَ يا حَفصةُ).

وفي ختام مقالنا نذكر أن القرآن الكريم هو ذكر حكيم منزل من عند الله الواحد الأحد فهو منزل من عنده سبحانه لم يأت يه أحد ولم ترد كتابة أياً من آياته عبثاً، بل إنه قد جاء مقرون بالعبر والشواهد والأدلة، مما جعله يمثل أولى مصادر التشريع لدى المسلمين، يليه السنة النبوية المشرفة، تبين مظاهر جماله وتوضحها، وقد يصعب علينا بالوقت الحالي فهم بعضاً من ألفاظه وآياته ولكن الأمر لم يكن كذلك وقت نزوله على النبي الحبيب حيث كان القوم آنذاك يتمتعون بالفصاحة اللغوية مدركين لما به من مدلولات ومكنونات.

المراجع

1

2

3

Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!