تفسير من رآني في المنام

تفسير من رآني في المنام

إليكم تفسير من رآني في المنام ، هو حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن منا لا يتمنى رؤية خاتم الأنبياء والمرسلين في منامه، فهي من أجمل الرؤى التي يمكن أن يراها الإنسان طوال حياته، وحتى ينال المسلم شرف رؤية رسول الله عليه الصلاة والسلام فيجب أن يواظب على عدة خصال كما حددها العلماء وهي كثرة الصلاة عليه، واتباع سنته وتعظيمها، والعيش لخدمة أمته، وتُعد رؤية الرسول في المنام من الرؤى الحق وذلك وقفًا لما جاء على لسانه صلى الله عليه وسلم بأن الشيطان لا يتمثل به، وفي سطور هذا المقال على موسوعة نوضح معنى هذا الحديث، تابعونا.

من رآني في المنام فقد رآني

• عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي”.
• وفي رواية للبخاري “ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي”.
• وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “من رآني فقد رأى الحق، فإن الشيطان لا يتكونني”.
• فهناك من أهل العلم من فسروا هذا الحديث بأن المقصود بكلمة يقظة أي الدار الآخرة لأن في الآخرة يقظة.
• وليس معنى ذلك أن من لم يرى الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه لن يراه في الآخرة.
• ولكن تدل رؤيته في المنام على أن من يراه سيكون له حظًا من المزيد من القرب للنبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة.
• وهناك فريقًا آخر من العلماء فسر هذا الحديث بأن المقصود به من عاشوا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• فمنهم من آمنوا به ولكنهم لم يروه؛ فمن رآه منهم في المنام في هذا الزمن فسيراه في اليقظة.
• وفيما يخص جملة “ولا يتمثل الشيطان بي” فالمقصود بها أن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم حقيقة.
• ففي بعض الأحلام يمكن أن يتمثل الشيطان في صورة شخص يعرفه الرائي مثل الأخ أو الصديق أو الجد.
• أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يمكن للشيطان أن يتمثل في صورته وذلك إكرامًا له.
• ولكن يتم الحكم على مدى تمثل الشيطان في صورة الرسول صلى الله عليه وسلم من عدمه من خلال وصفه في المنام.
• فلا يمكن اعتبار المنام رؤية حق إذ لم يرى الرائي ملامح الرسول أو لم يتمكن من تحديد أوصافه أو إذا رأى فيه صفة غير موجودة في الواقع.

تخريج حديث من رآني في المنام فسيراني في اليقظة

• كما سبق وأن ذكرها فقد اختلف أهل العلم في تفسير هذا الحديث.
• حيث فسره القاضي أبو بكر بن الطيب بأن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم صحيحة ولا يمكن أن تكون شيطانية أو أضغاث أحلام.
• وقد قال النووي: “فَإِنَّ مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ رُؤْيَتَهُ صَحِيحَةٌ وَلَيْسَتْ مِنْ أَضْغَاثِ الْأَحْلَامِ وَتَلْبِيسِ الشَّيْطَانِ وَلَكِنْ لَا يَجُوز إِثْبَات حُكْم شَرْعِيّ بِهِ لِأَنَّ حَالَة النَّوْم لَيْسَتْ حَالَةَ ضَبْطٍ وَتَحْقِيقٍ لِمَا يَسْمَعُهُ الرَّائِي”.
• وفي تحفة الأحوذي قال المباركفوري: ” اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ فَقَدْ رَآنِي . فَقَالَ اِبْنُ الْبَاقِلَّانِي: مَعْنَاهُ أَنَّ رُؤْيَاهُ صَحِيحَةٌ لَيْسَتْ بِأَضْغَاثٍ وَلَا مِنْ تَشْبِيهَاتِ الشَّيْطَانِ وَيُؤَيِّدُ قَوْلَهُ رِوَايَةُ : فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ أَيْ : الرُّؤْيَةَ الصَّحِيحَةَ . قَالَ وَقَدْ يَرَاهُ الرَّائِي خِلَافَ صِفَتِهِ الْمَعْرُوفَةِ كَمَنْ رَآهُ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ وَقَدْ يَرَاهُ شَخْصَانِ فِي زَمَنٍ وَاحِدٍ أَحَدُهُمَا فِي الْمَشْرِقِ وَالْآخَرُ فِي الْمَغْرِبِ وَيَرَاهُ كُلٌّ مِنْهُمَا فِي مَكَانِهِ”.
• وَحَكَى الْمَازِرِيُّ هَذَا عَنْ اِبْنِ الْبَاقِلَّانِي ِّ ثُمَّ قَالَ : وَقَالَ آخَرُونَ بَلْ الْحَدِيثُ عَلَى ظَاهِرِهِ ، وَالْمُرَادُ أَنَّ مَنْ رَآهُ فَقَدْ أَدْرَكَهُ وَلَا مَانِعَ يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ وَالْعَقْلُ لَا يُحِيلُهُ حَتَّى يَضْطَرَّ إِلَى صَرْفِهِ عَنْ ظَاهِرِهِ “.

من رآني في المنام فلن يدخل النار

• وهناك حديث آخر حول رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام.
• فعن أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي عن محمد بن المصفى الحمصي عن يحيى بن سعيد القطان عن سعيد بن مسلم عن أنس بن مالك أنّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: من رآني في المنام فلن يدخل النار.
• أو عن أبو الحسن محمد بن سهل عن محمد بن المصفى عن بكر بن سعيد عن سعيد بن قيس عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لن يدخل النار من رآني في المنام.
• وعن صحة هذا الحديث فقد ذكر الحديث المتقي الهندي في كنز العمال بسند فيه يحيى بن سعيد العطار عن سعيد بن ميسرة وقال أنهما ضعيفان.
• وفي ترجمته رواه ابن عدي في (الكامل في الضعفاء) من طريق يحيى بن سعيد عنه عن أنس، وقال: عامة ما يرويه عن أنس أحاديث ينفرد هو بها عنه، وما أقل ما يقع فيها مما لا يرويها غيره، وهو مظلم الأمر.
• وقال أبو حاتم ليس يعجبني حديثه هو منكر الحديث ضعيف الحديث يروي عن انس المناكير.
• ومن ذلك نستنتج أن هذا الحديث ليس له أصل ولا هو بصحيح.

عطايا الرسول في المنام

• تُعد رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام من الرؤى المبشرة حتى وإن كانت تحمل تحذيرًا لصاحبها.
• فمن يحلم بالنبي صلى الله عليه وسلم فتُفسر رؤيته بحلول الفرج عليه وتبدل أحواله إلى الأفضل وخلاصه من همومه.
• كما أن في تلك الرؤية بشرى لصاحبها بحصوله على الخير والرزق من الله عز وجل.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا والذي شرحنا من خلاله تفسير من رآني في المنام، ومدى صحة حديث من رآني في المنام فلن يدخل النار، تابعوا المزيد من المقالات على الموسوعة العربية الشاملة.

المراجع

• 1
• 2
• 3
• 4