وتحاول دور رعاية المسنين تقديم خدمات متنوعة لكبار السن بهدف الحفاظ على اندماجهم وتفاعلهم بما يحقق لهم الأمان النفسي، في ظل ضعف الاهتمام الرسمي والأهلي بهذه الشريحة.

وفي أحد أقدم دور رعاية كبار السن في قطاع غزة، حيث الوحدة والمرض والهشاشة النفسية والاقتصادية، وجد المسن محمد شغفه في إعداد الطعام بعد معاناته مع الوحدة والمرض.

يقول محمد السويركي، العضو في جمعية رعاية كبار السن بغزة “كنت أشعر دائماً أني مريض في البيت، الضغط والسكر مرتفعان، والحمد لله أتيت إلى الجمعية وأصبحت أتحدث وأجلس مع الناس وأعمل هنا في المطبخ وأقدم وجبات صحية”.

يشارك كبار السن بهذا المكان في أنشطة متنوعة منها برنامح محو الأمية لتأهيل المسنين معرفياً والمرور بمرحلة شيخوخة آمنة، إلى جانب برنامج تعليم القرآن قراءةً وحفظاً وتفسيراً، كما يوجد برنامج لتعلم التطريز، حيث وجدت المسنة سمية أنسها في تعلم أشياء كثيرة بعد أن كانت أمية.

وتقول سمية خطاب، وهي عضو في جمعية رعاية كبار السن بغزة: “تعلمت القراءة، وتعلمت التطريز، وتعلمت القرآن، وأشعر بسعادة مع هؤلاء المسنات وأعتبرهن مثل أخواتي وكل يوم آتي إلى هنا”.

ورغم تنوع هذه الأنشطة التي تسعى لدمج ورعاية كبار السن وتوسيع دائرة علاقاتهم الاجتماعية والمعرفية، إلا أن هناك تحديات تواجه دور الرعاية في ظل محدودية الدعم الرسمي والأهلي المقدم لهم.

يقول إياد حلس، مدير جمعية رعاية كبار السن في غزة: “مجرد الاستمرار تحد كبير، فنحن بحاجة لتغير الثقافة تجاه التعامل مع كبار السن، إذ نحتاج إلى وجود تشريعات حكومية تهتم بكبار السن فوق الستين عام لأن السبل تنقطع بهم، فلا يوجد لديهم دخل أو معاش تقاعد، خاصة فئة العمال”.

يبلغ تعداد كبار السن في غزة ممن تجاوزوا الستين عاماً أكثر من مئة ألف و800 فرد بحسب آخر إحصائية للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.