تنميل اليدين شعور مزعج ومتكرر يصيب العديد من الناس. تكمن المشكلة في أن أصل الحالة يختلف كثيرًا من شخص لآخر، لذلك من الصعب الوصول إلى تشخيص صحيح.

في هذه المقالة، نستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته عن تنميل اليدين والأسباب الأكثر شيوعًا لهذه الحالة المزعجة.

تنميل اليدين

هذه الحالة تتسم بتغير في حساسية وحركة الجزء المصاب من الجسم. تصاب حاسة اللمس في المنطقة بالتشوه ولا يمكن تحريك الأصابع بسهولة.

في كثير من الأحيان، بجانب الشعور “بإبر ودبابيس”، يمكن الشعور بالحرقان أو اللسع. ووفقًا لسبب التنميل، يمكن أن يصيب الأصابع فقط، يد واحدة أو اليدين معًا.

البرد قد يكون سبب ظهور التنميل، وهو أمر شائع جدًا ولا يؤدي عادةً إلى أي مضاعفات على المدى الطويل.

ولكن، وفقًا لدراسة حديثة، أكثر الأمراض التي تؤدي إلى هذا العرض شيوعًا هو متلازمة النفق الرسغي. وتشير هذه الدراسة إلى أن 1 من كل 5 أفراد يعانون من هذا العرض بسبب إصابتهم بهذه المتلازمة على وجه التخصيص.

مسببات تنميل اليدين

يمكن لتنميل اليدين أن يظهر لأسباب عديدة مختلفة. فأي مرض يظهر في الأطراف العلوية أو أي إصابة تمس الأعصاب يمكن أن تتسبب في هذا العرض.

ولكن، يمكن للحالة أن ترجع إلى تغيرات في المخ أو نخاع العظام، فكلاهما من الأعضاء التي تشارك في الشعور والحركية. هذه الإصابات عادةً ما تكون أكثر خطورة وتؤدي إلى أعراض معجّزة واضحة.

الأمراض الأيضية أو المعدية، بجانب استعمال بعض العقاقير الدوائية، يمكن أن تؤدي إلى هذا الموقف أيضًا. في القسم التالي، نلق نظرة فاحصة على المسببات الرئيسية للحالة.

حالات المخ والجهاز العصبي

أي مرض يصيب الجهاز العصبي، وعلى وجه التخصيص، يتلف أعصاب منطقة الذراعين أو اليدين، يمكن أن يؤدي إلى التنميل. على سبيل المثال، متلازمة غيلان باريه اضطراب يهاجم فيه الجهاز المناعي الخلايا العصبية للجسم.

داء الفقار حالة أخرى ترتبط بهذا العرض لأنها تشمل تنكس الأقراص بين الفقرات العنقية، حيث تبدأ رحلة الأعصاب التي تتوجه نحو الأطراف.

التلف الناتج عن الصدمات أو الاستعمال المفرط

في هذا التصنيف، نجد متلازمة النفق الرسغي كمسبب أساسي، حيث ينضغط العصب المتوسط، وهو عصب يمتد من الساعد إلى الأصابع. يؤدي ذلك إلى الألم، التنميل، التقلصات، والشعور بالوخز.

برغم أن متلازمة النفق الرسغي هي المسبب الرئيسي، إلا أن بعض المتلازمات والإصابات الأخرى، كمتلازمة النفق المرفقي، يمكن أن تؤدي إلى نفس الأعراض. يحدث الأمر نفسه عند تلف الضفيرة العضدية بسبب حادثة معينة.

في هذه الحالات، يفسر المخ الإشارات الآتية من الخلايا العصبية المضغوطة بشكل خاطئ، ويرسل إشارات الألم، التخدر، التنميل وحتى الشلل الكامل المؤقت لليدين.

الأمراض المعدية

داء لايم من أنواع العدوى التي تصيب الإنسان بسبب لدغة نوع معين من أنواع القراد. وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض واتقائها، إذا لم يتم علاج المرض في الوقت المناسب، سيعاني المريض على الأرجح من تنميل اليدين.

مرض الزهري من أنواع العدوى الأخرى التي يمكن أن تتسبب في ظهور التنميل. كما هو الحال مع المرض السابق، إذا تم تأخير العلاج، تؤدي هذه الحالة إلى تلف الجهاز العصبي مع تقدمها.

الاضطرابات المزمنة

يمكن للعديد من الاضطرابات أن تؤدي إلى تلف الأعصاب. نتيجة ذلك، يعاني المرضى من تغيرات في الشعور والحركية. السكري أحد أهم هذه الاضطرابات وأكثرها شيوعًا. وهو يؤدي إلى اعتلال عصبي سكري يرتبط ارتباطًا مباشرًا بتنميل اليدين، وفقًا لجامعة كاليفورنيا.

التصلب المتعدد وداء النشواني من الأمراض المزمنة الأخرى التي تؤثر على الأطراف العليا. وبرغم أن السرطان ليس من الأمراض الشائعة التي تؤدي إلى التنميل، إلا أن العلاج الكيميائي يستعمل مزيجًا من العقاقير التي قد تتسبب في أعراض جانبية شديدة تشمل التخدر والتنميل.

مسببات أخرى محتملة

البعض يلوم العقد العصبية على ظهور هذا العرض. وهي كيسات تظهر بشكل متكرر على المفاصل، كمفصل الرسغ. إذا زاد حجمها بشكل مفرط أو كانت تضغط على عصب مجاور، فإنها ستتسبب في التنميل.

على الجانب الآخر، الالتهاب الوعائي يعيق تدفق الدم إلى الكف والأصابع. فالتهاب جدران الأوعية الدموية يقلل قدرتها. يعني ذلك أن الأنسجة تحصل على أكسجين أقل، وهو ما يؤدي إلى التلف.

خاتمة

إذا كنت تصاب بتنميل اليدين بشكل متكرر، استشر طبيبًا متخصصًا. سيكون الطبيب قارًا على اللجوء لبعض الفحوصات لتشخيص الحالة وتحديد خطة علاج مناسبة.