عمان – إن هاجس الطفل المطيع اصبح يرافقنا دائما وابدا، ومن المعلوم أن المثالية تتعب صاحبها، لذلك ليس الهدف في هذا المقال ان يكون الطفل مطيعا بالمطلق، فنحن بالتأكيد واقعيون ونعلم أن المثالية صعبة التطبيق وأن الهدف هو الوصول إلى أعلى درجه ممكنة من حسن التصرف وضمن الحدود التي يستطيعها الطفل، لأن هذا هو المستطاع الذي لا يشكل ضررا على نفسية الطفل.
الطفل هو مصدر الفرح والبهجة داخل الاسرة التي ينبغي أن توفر له احتياجاته الاساسية، و توفر له الحب والحنان والعطف، وهو الاساس وربما يسبق كل الضرورات.
لا تتوقع أن يكون طفلك حنونا ومحبا، وهو محروم من هذه المشاعر لأن ادراك مثل هذه الامور في مرحلة الطفولة يحتاج الى ان يتم اكسابها للطفل من قبل الوالدين ثم الأسرة والاقارب بشكل عام.
والطفل خلال مراحل عمره الاولى يتعلم عن طريق “النمذجة”، وذلك باكتسابه سلوكات من نماذج الأشخاص الأقرب اليه والأكثر احتكاكا معه وهو يقلد ويحاكي ما يقومون به، لأنه يمر بمرحلة التلقي التي تعوق فلترته لتلك السلوكات المكتسبة فيأخذها كما هي جملةً وتفصيلاً.
ولأجل ذلك الأمر واجب علينا نحن الآباء والأمهات أن نكون مثالا يحتذى ويقتدي الطفل به، فكلما احسنا التصرف تبعنا اطفالنا بالتقليد وكانوا نسخاً مصغرةً عنا.
وقبل أن نسرد بعض التوصيات التي من شأنها تحسين وتصويب سلوكات اطفالنا، أود ان ألفت نظركم لمجموعه من الأمور الخاطئة التي نمارسها مع أبنائنا والتي من شأنها أن تضر في نفسيتهم بالدرجه الاولى ثم تؤثر في سلوكهم سلبا، وهي:-

  • وضعهم في مقارنة مع اخوانهم او اقرانهم من الاطفال.
    -التعامل معهم بأسلوب القمع من دون اعتبار لكونهم يتمتعون بشخصية مستقلة على الرغم من صغر سنهم.
  • نعتهم بصفات وألفاظ تسيء لهم وتسبب لهم الألم النفسي.
  • جرح مشاعرهم من خلال تأديبهم وانتقادهم أمام الآخرين.
  • حرمانهم من المصروف او من احتياجاتهم الاساسية بهدف العقاب.
    -عدم الانصات لهم عند التحدث، ومحاولة اسكاتهم عند طرحهم للاسئلة.
    اما في ما يخص التوصيات الموجهة للأهل والتي من شانها التأثير في سلوكات ابنائهم ايجاباً فهي على النحو التالي:
  • التحدث عنهم بطريقه بها “حيلة” والقصد أن نذكر على مسامعهم سلوكاتهم المحببة لنا، ونتظاهر بأننا لا نعلم انهم يسمعوننا.
  • تشجيعهم على مشاركتنا بالحديث في أمور كثيرة وطلب رأيهم حتى وان كان الأمر غير مفهوم بالنسبة لهم او غير واضح تماما.
  • رواية القصص لهم وجعلهم يعيدون قصها، وتوجيههم الى التمييز بين الحقيقة والخيال في سرد المواضيع والاحداث.
  • محادثاتهم عن الفضيلة والاخلاق الحسنة بطريقة تتناسب وقدراتهم واسلوب تفكيرهم دونما مبالغة او تكلف.
  • مناقشتهم بالاخطاء التي يرتكبونها وتقبل حدوثها وتوجيههم الى الصواب واعطاؤهم الفرصة لإصلاح تلك الاخطاء.
  • وضع عقاب لا يضرهم نفسيا أوجسديا ويحقق الهدف والغاية المنشودة منه.
  • تعزيز سلوكاتهم السليمة عن طريق التشجيع والثناء والهدايا البسيطة ما أمكن.
  • ذكر ميزاتهم امام الاخرين حتى وان كانوا يخطئون بممارسة بعض السلوكات، فلابد من وصفهم بأنهم يتصرفون بالشكل السليم، ليتشكل لديهم دافع داخلي للقيام بسلوكات مضادة لاخطائهم.
  • تكليفهم بمهمات بسيطة، ثم شكرهم عند انجازهم لها، واخبارهم بأنهم مصدر للفخر بالنسبة لنا.
    كل ما ذكرناه يعزز دافعية الأطفال في المبادرة بأن يكونوا مميزين وايضا يحسن نظرتهم الى انفسهم.
    ويكفي ان نحسن نحن التصرف مع الطفل فقط، ونعطيه الحب والحنان المصاحبين للتوجيه والارشاد.

المختصة بالعلاج السلوكي والاحتياجات الخاصة
أمل الكردي