توقعات “بعد ترامب”… سياسة أكثر مرونة تجاه فنزويلا (تقرير)

توقعات "بعد ترامب"... سياسة أكثر مرونة تجاه فنزويلا (تقرير)

Caracas

كاراكاس/ الأناضول

– بايدن ومستشاروه وصفوا الأزمة الفنزويلية بأنها: “أكبر تحد دبلوماسي” تواجهه إدارتهم في الجزء الغربي
– الإدارة الأمريكية عبرت عن استعدادها لإنشاء آليه للحوار مع الحكومة الفنزويلية لمناقشة إنهاء العقوبات
– وزير الخارجية الأمريكي قال: انتخابات حرة ونزيهة تسترجع الديمقراطية في فنزويلا

بينما يستمر الرئيس الأمريكي جو بايدن في اعترافه بخوان غوايدو كرئيس مؤقت لفنزويلا، تشير تقارير إعلامية إلى أن إدارته مستعدة لفتح قنوات للحوار مع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.

وأظهرت التقارير أيضا، أن إدارة بايدن ربما تخفف العقوبات على جارتها الجنوبية التي يعيش بها أكثر من 28.5 مليون شخص.

وفي يناير/ كانون الثاني 2019، أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي زعيم المعارضة غوايدو، “أحقيته” بتولي الرئاسة مؤقتا إلى حين إجراء انتخابات جديدة.

وسرعان ما اعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بغوايدو رئيسا انتقاليا لفنزويلا، وتبعته كندا ودول من أمريكا اللاتينية وأوروبا.

ومع أن أكثر من 50 دولة تعترف بغوايدو كرئيس شرعي لفنزويلا، فإن روسيا والصين وإيران وتركيا ومعظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وقفوا إلى جانب مادورو.

** معالجة الأمور

وخلال الأسابيع الأخيرة، كانت هناك تخمينات بأنه مع خروج ترامب من البيت الأبيض، قد تتمكن إدارة بايدن من معالجة العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وفنزويلا.

وخلال الفترة الماضية، عمدت إدارة ترامب إلى اتخاذ تدابير دبلوماسية واقتصادية ضد نظام مادورو، شملت فرض عقوبات عليه وكبار مسؤوليه بهدف الضغط عليه للتنحي..

كما منعت الولايات المتحدة الجهات الأمريكية من التعامل مع شركة النفط الفنزويلية الوطنية (PDVSA).

وفي أغسطس/ آب 2019، سمحت إدارة ترامب باستخدام العقوبات المالية ضد شركات الطاقة الأجنبية التي تعمل مع شركة النفط الفنزويلية الوطنية، وأدت هذه الإجراءات إلى خسائر مادية شديدة للدولة وفقا لحكومة كاراكاس.

ووصف بايدن ومستشاروه الأزمة الفنزويلية بأنها: “أكبر تحد دبلوماسي” تواجهه إدارتهم في الجزء الغربي.

وفي هذا السياق، تحدث بايدن وفريقه عن الإجراءات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية التي ستتخذها إدارته تجاه فنزويلا.

وعلى الصعيد الاقتصادي، عبر بايدن بوضوح عن اعتزامه مواصلة سياسة أمريكا في الضغط على فنزويلا، والإبقاء على العقوبات وكذلك العمل مع الدول الأخرى لجعل العقوبات أكثر تأثيرا.

** استعدادات للحوار

ورغم ذلك، عبرت الإدارة الأمريكية عن استعدادها لإنشاء آليه للحوار مع الحكومة الفنزويلية لمناقشة إنهاء العقوبات.

ووفقا لتقارير إعلامية أمريكية تعد إدارة بايدن فريقا من الخبراء للتفاوض حول رفع العقوبات الاقتصادية مقابل إجراء فنزويلا انتخابات رئاسية “حرة ونزيهة”.

ويعتبر هذا، وفق مراقبين، انحرافا عن سياسة إدارة ترامب التي أصرت على أن إجراء انتخابات حرة ونزيهة في عهد مادورو غير ممكن على الإطلاق.

وبالإضافة إلى ذلك، أفادت تقارير أخرى بأن إدارة بايدن تدرس إسقاط العقوبات المفروضة على شركة النفط الفنزويلية الوطنية كليا، في ضوء الآثار المدمرة التي تسببت بها هذه العقوبات على الاقتصاد الفنزويلي.

ويتماشى هذا مع التعليقات السابقة لمستشار بايدن خوان غونزاليس الذي صرح، بأن الإدارة الجديدة تريد تجنب الاستخدام المفرط للعقوبات، وفي المقابل يريدون استخدام العقوبات كأداة “استراتيجية” بطريق “أكثر ذكاء”.

وبعيدا عن سياسة العقوبات الأمريكية قال بايدن “يتعين على المجتمع الدولي تصعيد جهوده الإنسانية تجاه فنزويلا”.

وأضاف أن العالم “يتحمل مسؤولية مساعدة جيران فنزويلا مثل كولومبيا لإدارة الأزمة الإنسانية التي تسبب بها ملايين الفنزويليين الفارين من بلادهم”.

** الحماية المؤقتة

وتعهد بايدن بأن يمنح الفنزويليين الذين يعيشون في الولايات المتحدة “وضع الحماية المؤقتة”، حتى يتمكنوا من البقاء في البلاد بشكل قانوني.

و”وضع الحماية المؤقتة” هو وضع هجرة يمنح لمواطني البلدان التي تواجه صعوبات أو تعتبر غير آمنة لترحيل مواطنيها إليها.

وبحسب مكتب الميزانية في الكونجرس الأمريكي، كان هناك ما يقرب من 200 ألف فنزويلي مؤهلين للحصول على “وضع الحماية المؤقتة” في عام 2018.

** وضع دبلوماسي دقيق

أخبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مجلس الشيوخ، أن الإدارة الجديدة ستستمر في الاعتراف بغوايدو كرئيس شرعي لفنزويلا.

وأضاف بلينكن، أن الولايات المتحدة تحتاج “سياسة فعالة يمكنها استرجاع الديمقراطية إلى فنزويلا، مشيرا إلى أن ذلك “يبدأ بانتخابات حرة ونزيهة”.

ويتعامل بايدن مع وضع دبلوماسي حساس تفاقم بسبب الأزمة الاقتصادية المعقدة في فنزويلا، ولذلك يتوقع الخبراء تبنى الولايات المتحدة تكتيكات مختلفة ومتكاملة لحل الموقف.

وناقش عالم السياسة بجامعة “سيتون هول” في ولاية نيوجيرسي الأمريكية راي والسر في مقالة له على موقع “ذا ديالوج”، رفض المنصات الديمقراطية لسياسة ترامب التي وصفها بـ”الفاشلة” بشأن فنزويلا.

وقال والسر “نتيجة لذلك، ينبغي أن نتوقع تركيزا في الفترة القادمة على تخفيف عواقب أزمة فنزويلا الإنسانية”.

وذكرت مراسلة صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية كارين دي يونغ، إن “بايدن سيعير انتباها خاصا لتوحيد المعارضة الفنزويلية حتى يتمكنوا من إعادة نشاط الفنزويليين المنهكين والمصابين بخيبة أمل”.

ودعا مكتب واشنطن في أمريكا اللاتينية (منظمة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة) بايدن، إلى جعل أوروبا وأمريكا اللاتينية في مركز صنع القرار حتى يتمكنوا من “الالتزام بنهج متعدد الأطراف يقوي التنسيق مع أوروبا وأمريكا اللاتينية”.

وأوصى المكتب في تقرير له الولايات المتحدة، بمواصلة اتصالات على نطاق أكبر مع الدول الأجنبية ذات الصلة، مثل الصين وروسيا، للبحث عن حلول تتناسب مع مصالح الأطراف المعنية.

** مرونة أكبر

اتفق خبراء على أنه بالرغم من أن استراتيجية بايدن ستبقي على الجوانب الرئيسة من إدارة ترامب، مثل دعم الولايات المتحدة لغوايدو، إلا أن الإدارة الجديدة ستركز على إيجاد سبل دبلوماسية لحل الوضع الفنزويلي.

كما أشاروا إلى أن الإدارة الأمريكية تظهر درجة أكبر من المرونة والاستعداد للدخول في حوار مع كاراكاس.

وتشارك الحكومة الفنزويلية هذا التفاؤل قائلة، إنها “تتوقع علاقات أفضل مع الولايات المتحدة في عهد بايدن”.

وقال مادورو في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، إنه يأمل في “طي الصفحة” مع واشنطن حتى يتمكن البلدان من الوصول إلى “مسار جديد يقوم على “الاحترام المتبادل والحوار والتواصل والتفاهم”، بعد سنوات من التوتر المتصاعد.

Source: Aa.com.tr/ar
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!