وبحسب التقارير الواردة فقد عبر ما لا يقل عن 6000 شخص الحدود.

وأظهرت الصور الواردة من الإقليم طوابير طويلة خارج متاجر الخبز في منطقة تيغراي، وتقطعت السبل بالشاحنات المحملة بالإمدادات عند حدودها، حسبما قال مسؤول الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في إثيوبيا لوكالة أسوشيتد برس.

وقال سجاد محمد ساجد: “نريد وصول المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن. ثمة حاجة ملحة للوقود والطعام”، مشيرا إلى هناك ما يقرب من مليوني شخص في تيغراي يواجهون “أوضاعا بالغة الصعوبة”، بما في ذلك مئات الآلاف من النازحين.

ولا تزال الاتصالات مقطوعة بشكل كامل تقريبًا مع منطقة تيغراي بعد أسبوع من إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز على جائزة نوبل للسلام آبي أحمد بدء عملية عسكرية في المنطقة رداً على هجوم مزعوم من قبل القوات الإقليمية. وشدد أحمد على أنه لن تكون هناك مفاوضات مع حكومة إقليمية يعتبرها غير قانونية حتى يتم إلقاء القبض على “الزمرة” الحاكمة وتدمير ترسانتها المجهزة بشكل جيد.

وقال مكتب شؤون الاتصالات في تيغراي في منشور على فيسبوك إن التقارير تزايدت عن استهداف عرقية تيغراي عبر إثيوبيا. وحذر أبي من التنميط العرقي.

وأعلنت سلطات العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، عن مسيرات دعما لإجراءات الحكومة الفيدرالية هناك وفي مدن أخرى في منطقتي أوروميا وأمهرة الخميس، إلى جانب حملة للتبرع بالدم للجيش الإثيوبي..

وحثت بريطانيا والاتحاد الأفريقي أحمد على الوقف الفوري للعمليات حيث يهدد الصراع بزعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي الاستراتيجية. ولم تعلن الولايات المتحدة عن إجراء أي اتصالات مع الحكومة الإثيوبية.

وتركت المواجهة ما يقرب من 900 من عمال الإغاثة في منطقة تيغراي من العاملين في وكالات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى يكافحون من أجل الاتصال بالعالم الخارجي من أجل المساعدة. وقال ساجد “تسع وكالات تابعة للأمم المتحدة، ما يقرب من 20 منظمة غير حكومية، تعتمد جميعها على مكتبين” مع وسائل الاتصال.

وأشار إلى أن هناك أكثر من 1000 شخص من مختلف الجنسيات عالقون في المنطقة، من بينهم سياح، تسعى دولهم لإجلائهم بشكل عاجل.

وقال ساجد إن إغلاق المطارات في تيغراي وقطع الطرق وانقطاع خدمات الإنترنت وتوقف عمل البنوك “يجعل حياتنا من الصعوبة بمكان على نحو مليوني شخص الحصول على المساعدات الإنسانية.”

وليس ثمة ما يشير إلى هدوء في القتال الذي اشتمل على غارات جوية متعددة من قبل قوات الحكومة الاتحادية، وتم الإبلاغ عن مقتل مئات الأشخاص من كل جانب.

وقال ساجد “للأسف، يبدو أن هذا الأمر قد لا يكون شيئا يمكن حله بواسطة أي طرف في غضون أسبوع أو أسبوعين”.

وأضاف “يبدو أنه سيكون صراعا طويل الأمد، وهو مصدر قلق كبير من وجهة نظر حماية المدنيين”.

من جهته، قال المتحدث باسم وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة كيسوت غبريغزيابهر “حتى الأمن المادي للاجئين معرض للخطر إذا توسع الصراع”.

وأوضح أن المخيمات الأربعة في تيغراي التي تستضيف 96 ألف لاجئ ليست في خطر مباشر لأن القتال يدور إلى حد كبير في الغرب بالقرب من الحدود مع السودان وإريتريا.

وأضاف أن اللاجئين لديهم على الأقل طعام أكثر من المعتاد لأنه تم تسليم إمدادات شهرين، بدلاً من شهر واحد، خلال الشهر الجاري في إطار تدابير جائحة كوفيد-19 للحد من تجمع الناس. لكن لا أحد يعرف إلى متى يمكن أن يستمر الصراع.

وتابع “تطالب كل الوكالات العالمية ومنها الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار لكننا لم نر أي اتفاق ، أو أي استعداد للحوار”.

وتبادل الحكومة الاتحادية الإثيوبية وحكومة إقليم تيغراي، جبهة تحرير شعب تيغراي، اللوم في بدء الصراع. ويعتبر كل طرف الطرف الآخر غير شرعي.

وهيمنت جبهة تحرير شعب تيغراي على الائتلاف الحاكم في إثيوبيا لسنوات قبل أن يتولى آبي السلطة في 2018 لكنها انفصلت منذ ذلك الحين بينما اتهمت إدارة رئيس الوزراء باستهداف وتهميش مسؤوليها.

وأكد قائد القوات الجوية الإثيوبية، الميجور جنرال يلما ميرداسا ، للصحفيين أن القوات دمرت مستودعات أسلحة ومحطات وقود وأهدافا أخرى “بسيطرة مطلقة على الأجواء”. وأضاف أن الضربات الجوية ستستمر.

ولا يزال من الصعب على الدبلوماسيين والخبراء وغيرهم التحقق من مزاعم أي من الجانبين بشأن القتال.

ويضم إقليم تيغراي ما يقدر بنحو ربع مليون مقاتل مسلح بأسلحة متنوعة، ومن بين ستة فرق ميكانيكية تابعة للجيش الإثيوبي، تتمركز أربعة في تيغراي.

وهذا إرث من الحرب الحدودية الطويلة التي خاضتها إثيوبيا مع إريتريا، التي وقعت اتفاق سلام بعد وصول آبي إلى السلطة، لكنها لا تزال على خلاف مرير مع جبهة تحرير شعب تيغري.

واتهم زعيم إقليم تيغراي أمس الثلاثاء إريتريا بمهاجمة الإقليم بناء على طلب إثيوبيا، قائلا إن “الحرب قد تقدمت الآن إلى مرحلة مختلفة”.

ووصف وزير الدفاع الإثيوبي، كينيا ياديتا، الأربعاء، ذلك “بالكذب التام”.