جزيرة "بهاسان شار" البنغالية.. هنا تتبدد أحلام الروهنغيا (تقرير)

جزيرة “بهاسان شار” البنغالية.. هنا تتبدد أحلام الروهنغيا (تقرير)

جزيرة "بهاسان شار" البنغالية.. هنا تتبدد أحلام الروهنغيا (تقرير)

Bangladesh

دكا/محمد قمر الزمان/الأناضول

– ما يقرب من 100 لاجئ يغادرون الجزيرة كل ليلة تقريبًا بحثًا عن حياة أفضل
– نقابة بنغالية محلية تسيطر على جميع الأعمال التجارية في الجزيرة وتحقق أرباحًا ضخمة

في حادثة ليست الأولى من نوعها، تم انتشال ما لا يقل عن 11 جثة من لاجئي الروهنغيا، فيما لا يزال 30 آخرون في عداد المفقودين بعد انقلاب قاربهم، الأسبوع الماضي، عندما كانوا يحاولون الفرار من جزيرة “بهاسان شار” النائية في بنغلاديش.

وبحسب محمد عرفات، أحد لاجئي الروهنغيا، فإن ما يقرب من 100 لاجئ يغادرون الجزيرة كل ليلة تقريبًا بحثًا عن حياة أفضل، رغم تأكيدات الحكومة البنغالية على إنشاء البنية التحتية وتوفير مصدر للعيش في الجزيرة، وفق ما أفاد به للأناضول.

لاجئ آخر، طلب عدم الكشف عن هويته، كان قد غادر الجزيرة مؤخرًا، لكنه عاد إلى مخيم البر الرئيسي في “كوكس بازار”، البلدة الواقعة على الساحل الجنوب شرقي لبنغلاديش، قال للأناضول: “نعيش وكأننا محاصرون في هياكل خرسانية. لا يُسمح للناس في تجمعات المنازل المختلفة بلقاء بعضهم البعض”.

وقال المتحدث إن ما يقرب من نصف الروهنغيا، حوالي 20 ألفًا، من الذين تم نقلهم إلى الجزيرة، قد عادوا إلى كوكس بازار متحدين المخاطر على حياتهم.

وكجزء من خطة إعادة التوطين، شيدت حكومة بنغلاديش ألفا و440 مبنىً، بما في ذلك 120 ملجأ ضد الأعاصير، لنقل 100 ألف لاجئ من الروهنغيا من مخيمات البر الرئيسي إلى الجزيرة.

وقال اللاجئ أنصار حسين للأناضول: “كان لديّ بقالة صغيرة عندما كنت أعيش في مخيم “كوتوبالونغ” للاجئين في كوكس بازار، وكنت أعيش حياة متواضعة نوعاً ما مع جميع أقاربي الآخرين”.

وأضاف: “انتقلت إلى “بهاسان شار” حيث سمعت أنه يمكنني القيام بعملي و سأحظى بحياة أفضل. لكني الآن أشعر بالإحباط الشديد لأن عملي توقف، ولا يمكنني زيارة أقاربي بحرية هنا في تجمعات المنازل المختلفة”.

ولفت إلى أن نقابة بنغالية محلية تسيطر على جميع الأعمال التجارية في الجزيرة وتحقق أرباحًا ضخمة، مشيرا إلى أن “أسعار السلع اليومية مرتفعة للغاية في هذه الجزيرة التي يصعب على اللاجئين الوصول إليها”.

** تحدي كسب الرزق

وقال حسين: “نحن بشر ومن الصعب علينا العيش لفترة طويلة على مواد الإغاثة التي ترسلها حكومة بنغلاديش وبعض المنظمات غير الحكومية المحلية. من أجل كرامتنا وسعادتنا نحتاج إلى الدعم لكسب العيش”.

وأضاف أن مجتمعه يريد العودة إلى مخيمات البر الرئيسية في بنغلاديش والعيش هناك حتى إعادتهم إلى ديارهم في ميانمار.

وجزيرة “بهاسان شار” تشكلت من رمال جبال الهيمالايا في عام 2006، وتقع في خليج البنغال على بعد 60 كيلومترًا (37 ميلًا) من البر الرئيسي لبنغلاديش.

** اتهامات وردود

وفي أبريل/نيسان الماضي، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، قوات الأمن البنغالية بالضرب والاحتجاز التعسفي لعشرات اللاجئين الروهنغيا الذين حاولوا مغادرة الجزيرة.

كما أعرب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن قلقه إزاء التقارير التي تفيد بإصابة محتجين من الروهنغيا بعد تعرضهم للضرب على أيدي قوات الأمن.

لكن دلوار حسين، المدير العام في وزارة الخارجية البنغالية، نفى هذه الاتهامات قائلاً: “فر الروهنغيا ممن لا يملكون الجنسية من عملية القتل الوحشية في أوطانهم. ومن أجل حياة أفضل وأمن مستقر، قمنا بتطوير منازل خرسانية في جزيرتنا من أجلهم”.

وأضاف في تصريحات صحفية: “إذا كان بعض الناس يعتقدون أن الروهنغيا الذين يعيشون في جزيرة بنغلاديش ليسوا في حالة جيدة، فيمكنهم اصطحابهم إلى بلدانهم”.

وقال دلوار حسين، إنه بدلاً من تقييم المرافق في بنغلاديش، يجب على الروهنغيا العمل من أجل عودتهم السلمية إلى بلادهم.

وفي السياق، صرح وزير خارجية بنغلاديش، مسعود بن مؤمن، أن بلاده تتفاوض على صفقة مع الأمم المتحدة لحشد الخدمات الدولية للروهنغيا في الجزيرة.

وبحسب مصادر في المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن الصفقة في مرحلتها النهائية تقريبًا.

وقالت المصادر، للأناضول، إن مكاتب الأمم المتحدة المعنية ومسؤولين في وزارة الخارجية وإدارة الكوارث في بنغلاديش يعملون على ذلك.

الجدير بالذكر أن بنغلاديش تستضيف أكثر من 1.1 مليون لاجئ من الروهنغيا، فر معظمهم من حملة عسكرية وحشية بولاية راخين في ميانمار في أغسطس/آب 2017.

Source: Aa.com.tr/ar
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!