حديث عن العفو والتسامح

نقدم إليكم في موسوعة بعض ما ورد في السنة النبوية من الحديث عن العفو والتسامح وقد قيل عن العفو أنه التجاوز عن المذنب على الرغم من وجود المقدرة على الانتقام

mosoah

حديث عن العفو والتسامح

نقدم إليكم في موسوعة بعض ما ورد في السنة النبوية من الحديث عن العفو والتسامح وقد قيل عن العفو أنه التجاوز عن المذنب على الرغم من وجود المقدرة على الانتقام أو النيل منه، أما التسامح فهو خلق يتضمن اليسر والتساهل في جميع أنواع المعاملات سواء كانت اجتماعية أو مالية، وكليهما يهدفان إلى غرس التعاون والمحبة بنفوس الجماعات والأفراد.

ومن فضائل العفو أنه اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى وأحد صفاته العلى التي تدل على مدى سعة صفحه ومغفرته لما يقترفه العباد من ذنوب مهما بلغ قدرها وأياً كان شأنها مادام العبد قام بالإنابة والتوبة الصادقة، وقد ورد الكثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على مدى أهمية وفضل انتهاج سلوك وخلق العفو والتسامح في الدين الإسلامي.

حديث عن العفو والتسامح

العفو والتسامح من أعظم ما قد يتصف به المسلم من خلق يقوم على نسيان ما فات والتنازل عن حق النفس لدى الآخرين دون أدنى هوان أو خوف أو ضعف، ولكن السبب الوحيد في ذلك هو ابتغاء مرضاة الله جل وعلا الذي قال في سورة الشورى الآية: 25 (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ)، فيما يلي نذكر بعض الأحاديث التي وردت في السنة النبوية عن العفو والتسامح:

  • عن عائشة -رَضِيَ اللَّهُ عَنها-: قالت: (ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- شيئًا قَطُّ بيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، وَما نِيلَ منه شيءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ، إلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ).
  • ورد أنَّ رجلًا جاء إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: فقال يا رسولَ اللهِ: (أيُّ الناسِ أحبُّ إلى اللهِ؟ وأيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، ولَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ، وإِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ).

حديث عن التسامح ومعناه

هناك العديد من آثار انتهاج سلوك العفو والتسامح على حياة العباد في الحياة الدنيا والآخرة أولها العزة والنصر على أهواء النفس ووسواس الشيطان ذلك من ناحية الأثر على الفرد، وفيما يتعلق بأثرهما على المجتمعات فهو ما يتمثل فيما يسود من استقرار وأمن ونتعايش بين أفراده وهو ما اتصف به النبي الحبيب وعلى الجميع أن يتأسى به، ومن الأحاديث الشريفة التي وردت في ذلك الصدد:

  • عن أبي كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :  ( ثلاثٌ أُقسِمُ عليهِنَّ، وأُحدثُّكمْ حديثًا فاحفَظوه، قال: ما نقصَ مالُ عبدٍ من صدقةٍ، ولا ظُلمَ عبدٌ مظلِمةً صَبر علَيها؛ إلَّا زادَه اللهُ عزًّا، ولا فتحَ عبدٌ بابَ مسألةٍ؛ إلَّا فتح اللهُ عليهِ بابَ فقرٍ أو كلِمةٍ نحوَها).
  • عن عياض قال: قال صلى الله عليه و سلم: (وأهلُ الجنةَ ثلاثةٌ: ذو سلطانٍ مقسطٍ متصدقٍ موفَّقٍ، ورجلٌ رحيمٌ رقيقُ القلبِ لكل ذي قربى، ومسلمٌ وعفيفٌ متعففٌ ذو عيالٍ).
  • عن عائشة أن رسول الله  صلى الله عليه و سلم: ( مكتوبٌ في الإنجيلِ: لا فَظٌّ، و لا غليظٌ، و لا سَخَّابٌ بالأسواقِ، و لا يَجزي بالسِّيئةِ مثلَها، بل يَعْفو و يصفَحُ).
  • عن عقبة قال: كنتُ أمشي ذاتَ يومٍ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ (يا عقبةَ بنَ عامرٍ صِل من قطعَك وأعطِ من حرمَك واعفُ عمَّن ظلمَك).
  • عن أبي هريرة رضي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).

آيات واحاديث عن العفو والتسامح

  • اهتمت الشريعة الإسلامية ببيان مدى ما للتسامح والعفو من أهمية في حياة العباد المسلمين ليس فيما بين المسلم والمسلم فقط، ولكن فيما بين المسلم مع غير المسلم أيضاً ومن الأدلة التي تنص على ذلك في السنة النبوية ما ورد عن النبي الحبيب عن أنس رضي الله عنه قال: (كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار).
  • كما أمر الله جل وعلا باتباع الإحسان والعفو في الحياة حيث قال سبحانه في سورة فصلت الآيات (34، 35)، “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).

حديث عن التسامح إسلام ويب

من المعاني التي يتضمنها التسامح اللين والعفو، اليسر والحلم، الإحسان والجود، فهو خلق عظيم من أخلاق النبي الحبيب وقد ورد الحث عليه في جميع الأديان السماوية وليس الدين الإسلامي فقط، وقد كان لعفو النبي صلى الله عليه وسلم وتسامحه بالغ الأثر في الدعوة الإسلامية الذي حبب الكثيرون في الإسلام ودفعهم للدخول به، ومما ورد في السنة النبوية من أحاديث عن التسامح الآتي:

  • عن أنس رضي الله عنه قال: (كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه (جذبه) بردائه جبذة شديدة، نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم أمر له بعطاء).
  • عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام فصمت، فلما كان في الثالثة قال: اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة).

مما سبق ذكره من آيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة يتبين مدى فضل اتباع خلق العفو والتسامح في الدين الإسلامي فهو خلق عظيم، ومما لا شك فيه أنه أفضل عند الله من الانتصار للنفس والأخذ بالحق حيث قال تعالى في سورة الشورى الآية 40 (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).

المراجع

1

Source: mosoah.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!